بحر السياسة عريق والطالب الذي يقود المظاهرة ويهتف لم يعد يعرف ماذا يخدم ومن يخدم وغالبا ما يكتشف انه كان مستخدما من قبل اخرين دون ان يدري . وانه كان اداة بناء . وكان عوناً للشيطان من حيث تصور انه داعية الي الحق . . بل ان الكلمات التي يهتف بها في حماس وبراءة . . غالبا ما يكتشف انها لم تكن كلماته . وانما هناك من مكر به ووضعها في فمه .
والدول الصغري حالها اصبح مثل حال هذا الطالب فهي في بحر السياسة لعبة الدول الكبري . والزعماء الصغار العوبة الكبار واخطبوط المصالح وراء مسرح المبادئ والدبلوماسية مناورات من الكذب الانيق . والاخلاق مصالحات مرحلية ثم يعود فينفض كل طرف علي الاخر حينما يتغير اتجاه المصلحة .
العثور علي الحقيقة الان اصعب من العثور علي ابرة في الظلام . المواطن العادي وقارئ الصحيفة العادي ابعد الناس عن ادراك ما يحدث تحت قدميه . واجهزة الاعلام تغسل مخه كل يوم . . والاخبار تضلله . . والاعلانات تستغله . . اختلط الامر في كل شئ حتي في اللحي لا نفرق ماذا تحتها . . المشايخ لهم لحي ومطربو الديسكو لهم لحي والوجوديون لهم لحي والشيوعيون لهم لحي وكلمات الاسلام يتاجر بها المؤمن والكافر ويسرح بها الكل في السوق .
من كتاب د . مصطفي محمود " أيها السادة اخلعوا الاقنعة " .
عــوض مــــرزوق