أثر التنمية السياحية على الموارد البحرية الحية فى البحر الأحمر
هذه الدراسة جزء من بحث قام بإعداده أساتذة معهد التخطيط القومى بعنوان الآثار البيئية للتنمية السياحية .
تناولنا فى العدد الماضى الجزء الأول من الدراسة المهمة التى أجراها الأستاذ الدكتور أحمد برانيه أستاذ إقتصاديات الموارد السمكية بمعهد التخطيط القومى حول أثر التنمية السياحية على الموارد البحرية الحية فى البحر الأحمر .
واليوم نستكمل الجزء الثانى من الدراسة المهمة فماذا عن تفاصيلها ؟ :-
إن الضغوط الناجمة عن طرق صيد الأسماك المدمرة تؤدى إلى حدوث أضرار كبيرة على الشعاب المرجانية فإستخدام المتفجرات حيث يتم صيد مجموعات الأسماك التى تتحرك معاً وتسير فى مجموعات أو تختفى تحت الرؤوس المرجانية الكبيرة ويؤدى الصيد عن طريق التفجير إلى تدمير المرجان ويؤدي التدمير إلي تحويل الشعاب إلي حزام ممتد من الدبش والشظايا المكسرة بدلاً من قمم ومنحدرات علوية من المرجان .
وتؤدي المتفجرات إلي تغيير البيئات والتركيبات المرجانية وتصبح المناطق التي تعرضت للتفجير غير مؤهلة لتوفير الحماية والغذاء للكائنات الموجودة في الشعاب .
وعلاوة علي ذلك عندما تضعف تركيبات الشعاب أو يصيبها الدمار تصبح عرضة لتأثير الامواج وتصبح غير قادرة علي القيام بدورها في حماية السواحل ، كما أن اليرقات التي لا تستقر علي الدبش أوالشظايا وبالتالي فإن عمليات التجديد وإعادة التأهيل تكون في حدها الادني وعليه فإن إعادة هذه المناطق إلى ما كانت عليه تستغرق عقوداً من الزمن مع توفير
الحماية الكاملة ومنع كل أنواع الضغوط التى تتعرض لها مصائد الأسماك .
ومن بين ممارسات الصيد المدمرة عمليات الصيد العادية التى تستخدم فيها الشباك الكيسية "ذات الكيس" أو الشباك الحلقية purse seine بالقرب من أو فوق الشعاب المرجانية وعادة ما تسعى قوارب الصيد بشباك الجرف بالعمل بالقرب من الشعاب المرجانية لتستفيد من الكميات الكبيرة من الأسماك التى تتجمع حولها . ولكن غالباً ما ينتهى الأمر بتعلق الشباك فى الشعاب المرجانية حيث يتم قطع هذه الشباك ورميها ويؤدى تعقد هذه الشباك إلى تحطيم بعض المرجان وإختناق البعض الآخر ، كما أن الصيد بالحراب قد يؤدى أيضاً إلى الإضرار بالمرجان إذا ما قام الصيادون بسحق وتكسير المرجان بحثاً عن الأسماك التى تختبىء فى الصدوع ، وقد تعرضت مصايد الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر لهذه الطرق المدمرة .
الصرف الصحى والزراعى والتلوث البترولى .
يؤثر الإنسان على المرجان من خلال التصريف غير المنظم للعديد من السوائل المختلطة بالنفايات الصناعية والمنزلية وعندما يتركز هذا التصريف فى موضع واحد يؤثر على الشعاب الموجودة فى هذه المنطقة ، إن التصريف قد يؤدى إلى إطلاق مواد كيماوية سامة أو مسببة للضعف والوهن أو يؤدى إلى تغيير الأحوال البيئية كما أن إطلاق سوائل غنية بالمواد العضوية والمواد المغذية مثل مياه الصرف الصحى يمكن ان يؤدى إلى حدوث ظاهرة تعرف بإسم التشبع بالمواد المغذية eutrophication فقد تنمو كميات كبيرة من الطحالب بسبب زيادة المواد المغذية وعند موت هذه الطحالب فإن البكتريا التى تسبب التحلل قد تعمل على إستنزاف الأكسجين من المياه إلى الحد الذى يستحيل معه إستمرار المرجان والحيوانات الأخرى فى الحياة .
إن مياه الصرف الغير المعالجة أو المعالجة جزئياً عادة ما يتم تصريفها فى المناطق التى تكون فيها الشعاب المرجانية قريبة من الشاطىء كما هو الحال بالنسبة للشعاب المرجانية الممتدة على طول سواحل البحر الأحمر ، حيث يتم التخلص من المياه الناتجة من محطات المعالجة فى البحر ،وقد تؤدى مياه الصرف الصحى الغير المعالجة إلى إصابة الأسماك بأورام خبيثة وتاَكل زعانفها بسبب كثافة نمو البكتريا .
إن المواد الهيدروكربونية الناتجة عن الصناعات النفطية والوحدات السياحية أحدثت أيضاً ضرراً على الشعاب المرجانية . فتزايد كميات النفط ، ومشتقاته فى البيئة البحرية ، يرتبط إرتباطاً وثيقاً بأمراض المرجان فى البحر الأحمر، وعادة ما يتم الحفر والتنقيب بالقرب من الشعاب المرجانية .
ومن المعروف أنه يتم نقل ملايين الأطنان من النفط عبر المنطقة ، وبقع الزيت لها تأثيرها السلبى على الشعاب المرجانية حيث تتسبب فى إختناقها الأمر الذى يؤدى بدوره إلى عدم نمو المزيد من المستعمرات ولقد شهد الساحل المصرى العديد من حالات تسرب البترول والذى أحدث بعضها تسمم وإختناق المرجان والأحياء الأخرى .
مياه الصرف من محطات التحلية :-
تتميزالمياة المتدفقة من محطات التحلية بإرتفاع درجة حرارتها بما يتراوح بين 5و10 درجات مئوية وإرتفاع نسبة ملوحتها بحوالي 3 إلي 10 أجزاء في الالف مقارنة بمياه البحر العادية كما تحتوي هذه التصرفات علي الكلور وبعض المواد الكيمائية المضادة للتقشر
Anti-scaling ان أرتفاع درجات الحرارة يقلل من قدرة المياه علي إذابة الأكسجين ويبطئ عمليات تكوين الشعاب المرجانية ، وعادة ما يؤدي إلي ابيضاض محلي في مستعمرات الشعاب المرجانية ، كما أن ارتفاع درجة ملوحة هذه التدفقات يؤدي إلي زيادة المادة المخاطية في المرجان وبالتالي طرد الطحالب التكافلية الدقيقة وبالتالي ابيضاض المرجان وزيادة نمو الطحالب ، وغالباً ما تكون هذه المياه معالجة بالكلور وتحتوي علي عناصر غير قابلة للتحلل الحيوي واخذ دورتها في البيئة وقد يستمر هذا الأمر لعدة سنوات ويتم امتصاص هذه العناصر بواسطة العوائق الحيوانية التي يتغذي عليها المرجان من خلال شبكات الغذاء المعقدة في الشعاب المرجانية .
النفـايـات الصـلبـة
يسبب إلقاء البلاستيك والمعادن والاخشاب والمطاط والزجاج في مناطق الشعاب المرجانية اضرارا كبيرة ، وعادة ما تكون النفايات غير قابلة للتحلل الحيوي أو تظل مقاومة لذلك لفترات طويلة مسببة دماراً للشعاب ، فالنفايات الصلبة تدمر مستعمرات الشعاب المرجانية في وقت إلقائها عليها وبعد ذلك من تحركها بفعل الأمواج والمد والجزر ، ومعظم هذه المخلفات تأتي من السفن العابرة أو اللنشات السياحية .
أعمـال التشييـد