التـغـذيـة الصنــاعيــة للأسمـــاك


تعتمد الأسماك التي تعيش في البيئات الطبيعية علي الغذاء المتوافر في البيئة المائية بشكل كامل وما تحتويه هذه البيئة من مواد غذائية نباتية وحيوانية . ( وهذا ما يعرف بالغذاء الطبيعي (food)وتشمل المكونات الرئيسية لهذا الغذاء الأحياء التي تعيش طافية أو معلقة في البيئة المائية لضعف أعضاء الحركة فيها ويطلق عليها العوائق أو الهائمات وهذه إما أن تكون نباتية أو حيوانية .
أما الأسماك التي تربي في المزارع السمكية والتي يتدخل الإنسان في معدلات نموها بغرض الحصول علي أفضل إنتاج ممكن فهي تعتمد في غذائها علي مصدرين هما الغذاء الطبيعي ، والغذاء الإضافي وهي العليقة المصنعة التي تقدم للأسماك لزيادة إنتاجيتها ، وتتكون من أغذية نباتية أو حيوانية .
ولا يمكن أن يستمر نمو الأسماك بالمعدلات الإقتصادية المرغوبة إذا ما اعتمد علي الغذاء الطبيعي ، فقط فأسماك المبروك تحصل علي 50% من غذائها علي الأقل من بيئتها المائية أما اسماك البلطي فإنها تحصل علي 10% من احتياجها الغذائية عن طريق الغذاء الطبيعي ، كما أن الغذاء الطبيعي يشكل الركن الأساسي في تغذية يرقات الأسماك وخصوصاً في الأسبوع الأول الذي بلي الفقس مباشرة .
وللغذاء الطبيعي في أحواض تربية الأسماك أهمية كبيرة حيث يلجاً المربي لاستخدام الأسمدة الطبيعية والكيماوية لزيادة إنتاج الغذاء الطبيعي للأسماك وللحصول علي إضافة في معدلات الإنتاج السمكي تستخدم أغذية إضافية في مزارع الأسماك وهو أمر شائع .


أهداف تغذية الأسماك :

يمكن تلخيص أهم الأهداف الرئيسية للتغذية الإضافية للأسماك فيما يلي :
1-    تحقيق النمو السريع : خصوصا عند نقص الغذاء الطبيعي في أثناء فترة النمو .
2-    تعويض فقرتربة القاع : عادة ما تنشأ المزارع السمكية في أراض فقيرة الخصوبة ، وعليه فإن الغذاء الطبيعي المنتج منها يكون قليلاً وغير كاف ، وعندئذ تكون الحاجة ملحة لإستخدام الغذاء الإضافي هذا بالإضافة لإستخدام الأسمدة سواء الطبيعي أو الكيماوية .
3-    تحقيق كثافة استزراع عالية : والمقصود بكثافة الإستزراع هو عدد الأسماك الموجودة في وحدة المساحة . ويمكن زيادة كثافة الإستزراع بتقديم غذاء إضافي للأسماك كتعويض عن النقص الحاصل في الغذاء الطبيعي ، بالتالي تصل الأسماك إلي الوزن المطلوب للتسويق وبأعداد أكبر فيزيد المحصول السمكي وتؤدي إستخدام كثافة استزراع عالية إلي إستخدام أفضل للغذاء الطبيعي ، حيث أن الكمية غير المستهلكة من الغذاء الإضافي تشكل مع فضلات الأسماك المجتمعة بشكل كثيف أسمدة تساعد علي زيادة الغذاء الطبيعي ، ويفضل أن يكون الغذاء الإضافي من المركزات عالية البروتين والتي تعطي معامل تحويل عال للعلائق يتراوح بين 1إلي 2.5 .

الغـــذاء الإضـــافي :

يقصد بالغذاء الإضافي المواد العلفية التي تستعمل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لتغذية الأسماك بهدف الحصول علي أكبر إنتاج سمكي . والمواد العلفية المستخدمة في تغذية الاسماك تقسم إلي الأقسام التالية :
1-    المواد الغذائية ذات المصدر النباتي : كالحبوب والبقوليات والدرنات والجذور وقشور البذور الزيتية :
2-    المواد الغذائية ذات المصدر الحيواني : كالقشريات والأسماك صغيرة الحجم سواء الطازجة أو المجمدة ومخلفات المجازر.
3-    المخلفات التقليدية وغير التقليدية : كالنخالة ، ورجيع الكون ، والجلوتين ، وكسب البذور المختلفة ، وكذلك المخلفات غير التقليدية كبذوروقشورمخلفات مصانع منتجات الخضراوات والفاكهة ، ومسحوق النباتات المائية كورد النيل ، حمأة مخلفات الصرف الصحي المعالجة ، ومخلفات مصانع البسكويت والتمور ، .. إلخ . 
التركيب الكيمائي للغذاء الصناعي والاحتياجات الغذائية للأسماك :
يراعي دائماً في مكونات الغذاء الصناعي للأسماك مدي حاجة الأسماك من هذا الغذاء لقيامها بوظائفها الحيوية المختلفة ومدها بالطاقة اللازمة لها ثم بناء أنسجتها وزيادة نموها . والعناصر الأساسية التي يتكون منها الغذاء الصناعي للأسماك والحيوانات بصفة عامة هي البروتينات والكربوهيدرات والدهون والأملاح المعدنية والفيتامينات وفيما يلي أهم الشروط الواجب توافرها في الغذاء الصناعي :
1- أن يحتوي علي جميع الإحتياجات الغذائية من بروتينات وكربوهيدرات ودهون وأملاح معدنية وفيتامينات .
2-    أن يهضم ويمتص بكفاءة عالية ويفضل أن يحتوي علي نسبة أعلي من البروتين مرتفع القيمة الحيوية .
3-    أن تكون بالحجم الذي يسمح للأسماك بابتلاعها ويفضل أن تكون في صورة أقراص طافية Floating pel-lets .
4-    أن تبقي في الماء لمدة لا تقل عن 30 دقيقة وتكون متماسكة .
5-    أن تكون مقبولة الطعم والرائحة
6-    أن تكون إقتصادية ومتوافرة .
7-    أن تكون سهلة التخزين والتداول .
أهم العوامل المؤثرة في تغذية الاسماك :

أولاً – العوامل البيئية :

1-    درجة الحرارة :

عندما تنخفض درجة الحرارة عن حد معين تتوقف الأسماك تقريباً عن الغذاء ، وغالباً ما يكون ذلك في فصل الشتاء وعندما يبدأ فصل الربيع وتتحسن درجة الحرارة تبدأ الاسماك في التغذية تدريجياً وتزداد نسبة الغذاء إلي أن تصل ذروتها في فصل الصيف ثم تقل تدريجياً بقدوم فصل الخريف ثم تكاد تتوقف في فصل الشتاء وعلي ذلك نجد أن نسبة المواد الغذائية التي في برامج التغذية تختلف من موسم إلي اَخر حسب الحرارة والموسم وعمر الأسماك في أحواض التربية .

2-    خواص الماء

تقل تغذية الأسماك عند إنخفاض محتوي الماء من الأكسجين إلي أقل من 1.5 ملجم / لتر كما أن لدرجة ملوحة المياة تأثيرا كبيرا في تغذية الأسماك وكذلك فإن محتوي المياه من المعادن قد يؤثر في نمو الأسماك ودرجة استفادتها من الغذاء .

3-    وفرة الغذاء الطبيعي :

من الأهمية تواجد الغذاء الطبيعي في احواض الأسماك كمصدر ضروري لغذائها لذلك يجب العمل علي تنميته باستخدام الأسمدة .

ثانياً – العوامل الحيوية :

1-    أنواع الأسماك :

تختلف كمية الغذاء المقدمة للأسماك باختلاف أنواعها ولا يمكن تحديد نسبة واحدة لكافة الأنواع من الأسماك فهناك من الاسماك ما هو شره وتستطيع ان تلتهم كمية كبيرة من الغذاء يومياً مثل أسماك القراميط وهناك من الاسماك ما تلتهم كمية صغيرة بالنسبة إلي وزنها مثل أسماك البلطي فتكتفي بكمية من الغذاء تصل إلي 2-3 من وزنها وعلي العموم فإنه يجب الأخذ بنظام التدريج في نسبة الغذاء المقدم للأسماك مبتدئين بأقل نسبة في موسم الربيع حيث تعتدل درجة الحرارة وتبدأ الأسماك في الغذاء ثم تتدرج هذه النسبة في الزيادة حتي تصل ذروتها صيفاً ثم تقل حسب درجة الحرارة وعمر الأسماك ومتوسط وزنها فى الأحواض .

2-    أحجام الأسماك وأعمارها :-

وهو عامل مهم فى تحديد نسبة المواد الغذائية فمثلاً الأسماك الصغيرة تحتاج إلى نسبة كبيرة من الغذاء بالمقارنة بأوزانها عما تحتاجه الأسماك الكبيرة خصوصاً عند تغذية الأسماك فى أطوار حياتها الأولى فنجد أنها تحتاج خلال الأسبوع الأول إلى ضعف وزنها ثم ضعف نفس الكميةخلال الأسبوع الثانى وثلاثة أضعاف نفس الكمية خلال الأسبوع الثالث. وحجم الأسماك أيضاً يحدد إمكانية الإستفادة من الغذاء ، فالصغيرة لاتستفيد من الغذاء إذا قدم إليها بأحجام كبيرة إلا بعد تفتيته ليناسب أحجام فتحات فمها .

ثالثاً : العوامل الإدارية :-

1-    كثافة الإستزراع والإزدحام : عند زيادة كثافة الأسماك المستزرعة فإن ذلك يتطلب زيادة إضافة مواد العلف وهنا تبرز لدينا مشكلة هى قدرة الوسط المائى المحيط بالأسماك على تأمين الحياة الملائمة لتلك الأسماك .
2-    علاقة الغذاء بأمراض الأسماك : تؤدى التغذية غير الصحيحة وكذلك عدم توازن هذه الأغذية حتماً إلى حدوث أمراض هضمية عند الأسماك مثل تضخم الغدة الدرقية goiter وأمراض الخياشيم وأمراض نقص التغذية .
3-    تكاليف الإنتاج : تمثل تكاليف الغذاء أكثر من 60% من التكاليف المتغيرة وهذا إذا إعتمدنا على إستخدام الغذاء الجاف وخاصة المستورد عالى البروتين ، لذا يمكن الإستفادة من المخلفات التقليدية لتقليل هذا البند كلما أمكن ذلك .
4-    مستوى التغذية : تتأثر مستويات التغذية بوزن الجسم ودرجة حرارة المياه . وهناك جداول خاصة لكل نوع من الأسماك ، تحدد فيها مستويات التغذية ، وتتأثر هذه المستويات بحجم الأسماك وعمرها وطريقة تغذيتها ودرجة حرارة المياه التى تعيش فيها الأسماك .

المصدر: جريدة الصياد - العدد رقم (22) سبتمبر - اكتوبر 2003
fisherman

الاتحاد التعاونى للثروة المائية

الاتحاد التعاوني للثروة المائية

fisherman
Cooperative Union of Egyptian Water Resources الاستاذ / محمد محمد علي الفقي رئيس مجلس الادارة [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

425,319