عواصف العرب..بين الماضي والحاضر!!
بقلم
محمود سلامه الهايشه Mahmoud Salama El-Haysha
كاتب وباحث مصري
الكاتب المميز هو من لا يفوته مناسبة تحدث من حوله إلا ويكتب عنها، ويسجل رأيه فيها، ليكون تأريخ يستفد به في المستقبلين القريب والبعيد، حدث اليوم ناتج عن أسباب الأمس، والأمم ذات التاريخ والحضارة، لابد عندما تمر بظرف جديد في القرنين العشرين والحادي والعشرين، فيجب علينا ربط ما هو حاضر بما كان في القرون الأولى الميلادية، وهذا ما فعله أستاذنا الدكتور/ عبدالله الحاج – رئيس التحرير السابق في افتتاحية "المجلة العربية"، بالعدد (462)، رجب 1436هـ- مايو2015م، راصدً الحرب التي دارت في جنوب غرب الجزيرة العربية "باليمن" خلال شهري مارس وأبريل 2015، والمسماة "عاصفة الحزم"، وهذا يذكراً بالحرب التي دارت في شمال شرق الجزيرة العربية بـ "العراق" بعد غزوها للكويت عام 1991م والمسماة "عاصفة الصحراء"، وقبلها الحرب "العراقية-الإيرانية" والتي استمرت ثماني سنوات كاملة ما بين عامي 1980-1988م. فقد ربط د.الحاج بين أسباب وظروف ونتائج الحروب العربية-العربية، والعربية-الفارسية أو الرومانية، قبل الإسلام القبلية وبعد الإسلام وإقامة الدولة الجديدة. وأن الصراعات العربية-العربية ليست بالجديدة، وأن شن الحروب على العرب من الدول المحيطة بالجزيرة العربية أيضا متجذرة منذ أن نشئت تلك الدول في التاريخ السحيق.
وأبرز دور الشعر والشعراء قبل وأثناء وبعد تلك الحروب، فهناك أدب الحروب والمعارك والانتصارات، فهناك من كتب عن الفرسان والخيول والدروع والسيوف....الخ من الأدوات والعتاد والعدة المستخدمة في المواقع الحربية، حيث يكتبون التاريخ بأبيات الشعر بالصوت والصورة والبلاغة والموسيقى وكأنك تشاهد المعركة على خشبة المسرح، وبه الديكورات المختلفة لكل مشهد مصحوبة بالموسيقية التصويرية والأداء التمثيلي للشخصيات التي تؤدي دورها، وقد أشار د.الحاج في لمحة سريعة كالبرق، بأن أحد أسباب اندلاع الحرب بين قبيلة عربية وقبيلة أخرى سبب بسيط جداً، بل بمقاييس زماننا الحالي سبب واهي وتافه، بيت شعر واحد هجا فيه شاعر من قبيلة (أ) شيء ما في القبيلة (ب)، فيكون هذا البيت وتلك الرباعية، رصاصة إعلان اندلاع العمليات الحربية بين القبيلتين، إن لم يكن بين مجموعة قبائل بسبب صلات النسب بينهم!!
وهذا يجعلنا دائماً نفكر وننتبه قبل أن نطلق الكلمة، فالله خلق الكون بكلمة منه سبحانه، وكل أمور حياتنا تحدث بكلمة، فالزواج والإنجاب والطلاق والحياة والموت والأكل والشرب واللبس ...وكل شيء يختر أو لا يختر على بالنا يحدث بكلمة، لذا فالكلمة أمانة، وقد حملها لنا الله سبحانه.
ساحة النقاش