رواية "عفاريت الشبق" للأديبة وفاء عرب
كتب: محمود سلامة الهايشة-المنصورة:
صدر مؤخراً عن دار الإسلام للطباعة والنشر، رواية "عفاريت الشبق" للروائية "وفاء عرب"، تقع الرواية في 265 صفحة من القطع الصغير، قسمت الرواية إلى 33 جزءاً، أو يمكن أن نطلق على كل جزء فصلاً أو مشهداً روائياً.
كتبت المؤلفة في مقدمة الرواية قائلة: "كم توالت على المسامع قاذفات من الزفرات اليائسة الآملة. وكم استوعبت الصدور حمم تنهيدات عاشقة؛ تقتاد الأرواح إلى عوالم اختلط فيها الخاص بالعام، وتصارع فيها الحلم والواقع، واستوي فيها الجاني والضحية. وكم ضاع من كنوز الروح ما كان ليعرج بها في قضاء يجعل منها السر الأعظم والهدف الأسمى. دققت على الباب الوصيد من العادات والمحظورات التي أثقلت كاهل المرأة في العقود الأخيرة. وكان لزاماً على من يتعرض لغرس هذه العادات العمل على إشباع حاجات النفس البشرية اللاهثة خلف الحلم والطموح والرغبة..."
جاءت ثورة "وفاء عرب" على المألوف بكل ما علق به من مأثورات ولا تعني هنا الثورة على القيم في ذاتها أو على العادات في مضمونها وفلسفتها، وإنما الثورة بشكل واضح على التعسف في استخدام الموروثات.
كما قامت المؤلفة بتناول العالم الغربي الجاد وعلاقاته الميكانيكية الباردة وإن بدى منها دفء صنعه التطور التكنولوجي ببراعة. تكتمل صورة العالم لدى "جمايل" - بطلة الرواية- فتنقل للقارئ معاناة نفس بشرية من كل ما أحاط بها من قيود أخذت أشكالا تطورت لتصل إلى ما يراه البعيد حرية كاملة، ومن ظلم أناس تعدى كونه ظلم شخص لآخر، ووصل إلى ظلم الإنسان لنفسه.
ودائماً ما يتم اختيار مقطع متميز من داخل متن العمل الأدبي ليكتب على الغلاف الخلفي للكتاب، وهنا ننقل لك عزيزي القارئ هذا المقطع المختار:
" على سلم الطائرة
تختنق قدماي
لا استطيع التقدم لعله الحنين الذي رأيته في وجه ذرات التراب العالقة بحذائي من أرض الوطن أو لعلها الصورة الأخيرة لابتسامة "سامي"
إنها المرة الأولى التي سأفارق فيها بلدي لأسكن عالما مجهولا لم أره من قبل إلا من خلال ما يصدر إلينا من ميديا أفلام هيليود تقتلني الحيرة بين حلمين."
ساحة النقاش