غزة للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي
الاسم : غزة
أمّا بلادى.. فجميلة جدًّا
وساكتة خالص وهادية جدا
لا فجر أخضر ولا ديك بِيِدَّنْ
ونيلها أَدْمَن طعم البلادَة.
الفَجْر نفسُه ماهوش فاهمها
أوّل ما تصحَى نومْها يِداهمها
أعداءها راكباها مِنْ عَشَمْها..
ومريضها ميِّت برّه العيادة.
وانا شُفْت لكن باسْكُت وباكْتِمْ
إيه فايدة انّى أزْعَقْ وأشتِم..
والموت بيبدأ.. والموت يختِم..
حتى فى موت أمِّنا استفادة.
حمُّونا بالنار.. ربّك يعَوَّض
فسفور ما يفْرِقْ أسود وأبيض
أَصْرُخ.. أرفّسَ.. قَفَايا أعْرَض
يساع كفوف تانية والأكادة:
الصهيونيّة.. إحنا وهِيّه
عاملين تعاهُدْ: واحد لِمِيَّه
النصر ليهم.. والموتة ليّا
ومُتنا شهدا عيون الموسادا.
حرب المصالح.. شِرْسَة.. تِقَوِّى
حكومات.. تبرّر لِلّى بيشوى..
ما عرفْت مين أهلى من عدوّى
ده يكيد وده يكيد نفْس الكيادة
أَمَّا لإنُّه.. يبقى فإنُّه
وفى احتمال الألم تجنُّوا
يا دى اليتامى مسموح تِئنُّوا
الموت غزير وليكو الرّيادة!!
سيول نيرانهم سوِّت بيوتى
يا أمَّة غطِّى سَترك بموتى
صوتهم مغطّى على سكوتى
وانا سكوتى معروف يا سادة.
والأمة طلْعِت تشتم وتهتف
إللى بِدَقْن واللى بمُصحف
فى وقت ما اللى يخْطَف.. بيخطف
والصوت بيعلا فى كل مادَه.
أنا سِمِعْت الهتاف خَرَسْنى
حاسُّه وهوّه ماهوش حاسِسْنى
صوت العدوّ صامت يدوسنى
صوت النَّبَاتَه تحت الجرَادة.
تقتِل.. وتِفْرِى.. تدور.. تِقَوّر
بتخترع يوم.. ويوم تطوَّر
أمريكا تصنع.. بعدين تدوَّر
ع اللى تجرّبْ فيه البلا… ده.
إن كانوا طفل.. أو كانوا راجل
جدودْ وجدّات.. تحت المناجل
إتْفَسْفَر اللَحم….. بالقنابل
عدُّودَه.. يا اللى نسيتُوا العِدَادَة.
مين اللّى كاسِبْ مين اللّى خاسِر..
يا أمّة حظِّك تَمَلِّى.. عاثر..
فاكرَه ان هَتَفْتى حيطُلّ (ناصر)
يملاكى بالعزم والإرادة.
ليهم وغيرهم مَدِّيت قَفايا
فِهموا الإشارة لِعْبوا معايا
فِهْمِت مدافعهم الحكاية
إِدّتنى حقّى.. يُتْم وْشهادة.
ولسّه باقفِل بابى واغمِّى
أنا وعدوِّى على ابن عمِّى
لو حتى افرَّط فى سَتْر أمِّى
البحر دايمًا يِغْوَى الزيادة.
الدنيا دايرة والناس بِتِسْعَى
من ابن سبعة لإبن تسعة
زاحفين لبكرة والدنيا واسعة
والحلم داير بِلا هوادَة..
وكل ما ازْحَفْ ألاقى خَلْفِى
حاجات مُصِرّة تغيَّرلى صنْفِى
تِوْلع وتِطفى.. تِعْدل وتكفِى
لازْقه فى عقلى زىّ القُرادة..
الأمّة تِسْنِدها مِن يَمينها
تِمِيلْ ومين م الشِّمال يعينها.؟
تَلاكِيك.. بتَسْمح للّى يخونها
يخونها تانى.. خيانتها عادة.
فى النُّومَة قِرْبت فى الصحوة بِعْدِت
فرَشِت مصيرنا أكلت وشِرْبت
فى لحظة شبِّت.. فى ثانيه خِربْت
وكل خطوة ليها ارتدادة.
طليعة والّا دى مش طليعة
الكدب مهنة والّا طبيعة؟
أهل الذّكاوة.. ملوك خديعة
نِبَاتْ نِجارة.. نصبَح حِدادَة.
باعِتْنا واحنا.. بعْنا أبوها
سِبْناها لِلّى مش حيسيبُوها
كانت جميلة.. وكرْمشوها
مَدْعِى عليها ساعْةِ الولادة.
العُرْب صِحْيت.. العُرْب هَتفِت
العُرْب طلقِت دقون وسَجَدِت
أما اسرائيل فمناجلْها حصدِت
شِتا وصيف ما شِبْعت حِصَاده.
إحنا نغنى: «النِّيل نَجَاشِى»
والنّدل بيزورنى بالأتاشى
يشْوِى ولادى.. وتَنُّه ماشى
لو عندكم باقى بُنّ سادة.
ومش كفايه إحْرَقها جِدًّا
النار بَواتِقْ والأَشْلاَ مَعدن
دَقَّق تلاقى فى النار.. بيدَّن
موت.. يستهجَّى الوطن عبادة.
ورغم ذلك.. عندى كذلك
قصيدة باقية من حِلْم هالِك
ولا حَدّ قال للشهيدة: «مالِك»؟
جثة.. حارسها عَسْكر بِياده.!!
يا نايمة قومى ده الفجر فاتِك
نيران بتنزل.. وجَمْر فاتِك
فيه ثوْرة قامت قومى لصلاتِك
الليل بيهرب والفجر نادَى.
مهما وِقِعتى إوعى تسامحى
ولو يصالحوا حِسِّك تصالحى
مهما تطيب الجروح ما تمحى
حجم الدّمار ونار الإبادة.
شىء مِنْ هُمومى حبّيت أئِنُّه
واللى ما بَتأكِّدُوش باظُنُّه
وبلدنا ليها أفعال يجنّوا
نِتْجن.. فتحسّ بالسعادة.
مش باقى م الحبل.. إلّا حَزَّه
والحزّه راسمه ف رقتبى غزّه
سمِّيت جروحها جهاد.. وعِزة
م العيد دخلنا على جُمادى!!
-عبد الرحمن الأبنودى-
شاهدوا على اليوتيوب:
ساحة النقاش