بعيدا عن الحكومة

    أدعو الشعب المصري في الداخل والخارج لان يبدأ العمل على تنمية مصر بعيدا عن انتظار الحكومة وذلك بتنفيذ مشروعات قومية بالجهود الذاتية وبمشاركة في الاكتتاب عن طريق الأسهم في هذه المشروعات.

    وأول هذه المشروعات الذي اقترحه هو مشروع لتنمية المنطقة من مرسى مطروح إلى السلوم، فان كانت الظروف المناخية في جنوب الصعيد تجعل من المنطقة منطقة صعبة من ناحية درجة الحرارة حيث تبلغ أحيانا 50 درجة مئوية كذلك فان بُعد المكان وعدم وجود بنية أساسية تزيد من صعوبة التنمية التي تعتمد على البشر قبل أي شيء ولكن في الجانب الأخر نجد أن المنطقة تحتوى على اكبر خزان جوفي في مصر ولمن لا يعلم فان من وضع تصميم النهر العظيم في ليبيا هو الدكتور إبراهيم مصطفى كامل وهو عالم مصري حصل على الدكتوراه من فرنسا وأكمل أبحاثة في أمريكا ووضع مشروعاً لزراعة 28 مليون فدان من ارض مصر، فان كانت المياه توجد في أماكن يصعب زراعتها فلا مانع من أن ننقل المياه إلى حيث يسهل الزراعة وتتوفر لها الشروط الملائمة، ومن ذلك أدعو المصريين إلى الاكتتاب في هذا المشروع على أن تتوافر له الدراسات التي تكفل نجاحه مثل معرفة انسب مكان لعمل البئر الجوفية أو اختيار عدة أماكن يمكن منها سحب المياه مع العلم بان بحيرة السد العالي قد تسرب منها مليارات الأمتار من المياه (في السنوات التي أعقبت إنشاؤها حتى الآن) إلى الخزانات الجوفية في العوينات حتى امتلأت وفاضت وظهرت في صورة 3 بحيرات عملاقة على سطح الأرض، كذلك يجب أن تتوافر الدراسات عن أفضل طريقة لنقل المياه وعن مساحة وطبيعة الارض بالساحل الشمالي  الغربي من مطروح حتى السلوم، والنباتات التي تزرع وشكل المجتمعات بهذه المنطقة مع العلم بان سكان المنطقة من البدو يجب أن يحصلوا على حقهم من الارض والاستفادة من خطة تنمية المنطقة كذلك يوضع في الحسبان الاستفادة من المنطقة الساحلية في المشروعات السياحية، وان يتم عمل دراسة جدوى لبيع الاراضى على أن يتكفل من يحصل على الارض بإخلائها من الألغام وهناك العديد من الشركات التي تعمل في هذا المجال أو بالاستعانة بالقوات المسلحة على أن تخصم تكاليف إزالة الألغام من ثمن الشراء.

    إن هذا المشروع يسمح بزراعة ما يقارب 3 ملايين فدان وينمى تلك المنطقة التي تخصم الآن من مساحة مصر ويضيفها سياحيا وزراعيا إلى ارض مصر.

بقلم/ د. مصطفى محمد سعيد حسين - مركز بحوث الصحراء  [email protected]