«التنمر والاستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعى» وعقوبته طبقا للقانون المصري و حكم قضائي كدليل استرشادى وحكم الشرع فى : الاستهزاء بالاخرين بأى الطرق والتقليل من شأن الآخرين..
كتب: أيمن محمد عبداللطيف :
التنمر.. هو شكل من أشكال العنف أوالإيذاء النفسي أو البدني أوالإساءة التي تكون موجهة من فرد أو مجموعة حيث يكون الفرد المهاجم أقوى من الأفراد الباقين فيحدث أنكسار لطرف الضعيف. إنما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا.
كيف يكون التنمر؟ يكون التنمر عن طريق التحرش أو الاعتداء اللفظي أو البدني أو غيرها من الأساليب العنيفة، ويتبع الأشخاص المتنمرون سياسة الترهيب والتخويف والتهديد، إضافة إلى الاستهزاء والتقليل من شأن الشخص.
وضعت بعض الدول قوانين تعاقب على السخرية والتنمّر والاستهزاء بالآخرين، وتأتي على رأسها عربياً جمهورية مصر العربية ،، حين أقرت قانون الجرائم الإلكترونية
السخرية والتهكّم والاستهزاء والتنمّر، مصطلحات أشبعها دارسو علم الاجتماع بحثاً، وكذلك الاختصاصيون في النفس البشرية، وجميعها تصب في معنى التقليل من قدر الآخر، إن كان فرداً أو قبيلة أو شعباً، والاستقواء عليه. ولا يعبأ الساخر أو المستهزئ بالأثر النفسي الذي يقع على الآخر الذي قد يصبح ضحية أو مريضاً بعقدة نفسية أو أكثر، لأنه، أي المستهزئ، في الأصل يعاني عقداً أخرى، وبمعنى آخر، ضحية تسخر من ضحية.
وإذا كان فعل السخرية والاستهزام قد انتشر قديماً وعُدّ غرضاً من أغراض الشعر والأدب، وسُمّي بالهجاء، وراح ضحيته رجال ونساء من كبار القوم، إلا أنه في عصر تكنولوجيا المعلومات وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح منتشراً بطريقة مؤذية ولا إنسانية تهدد السلم الأهلي القومي، بل هنالك فوضى في هذا الفضاء المفتوح يمارسها كثيرون بأسماء حقيقية ومستعارة، ويتحول هذا السلوك إلى خطر يحدق بالفرد والمجتمع حين يتناول شعباً ما بالسخرية، السخرية من لغته أو لهجته أو فقره أو جهله أو عاداته أو تقاليده.
وقد وضعت بعض الدول قوانين تعاقب على السخرية والتنمّر والاستهزاء بالآخرين وتأتي على رأسها عربياً دولة جمهوريه مصر العربيه، حين أقرت قانون الجرائم الإلكترونية، فاعتبرت القدح والذم والتهجّم جريمة يعاقب عليها القانون، ما أدى إلى إشاعة نسبة كبيرة من الوئام بين الناس، والتحلّي بالصبر والتأنّي قبل الانفعال.
نحن لا نكشف سراً إذا قلنا إن الدول العربية تنتهج سياسات متباينة في مجالات كثيرة قد تصل أحيانا إلى التضارب، وهذا يعود إلى فشل الجهود الجماعية في وضع وتنفيذ سياسات خارجية منسجمة تردم الفجوات بين السياسات، ما أدى إلى تنافر في العلاقات أحياناً، وأحياناً أخرى وجود دبلوماسية باردة بين الدول المتنافرة، وهذه السياسات ما تلبث أن تتصدّع عند أي سوء تفاهم أو خلاف تجاه قضية أو قضايا محورية، إقليمية أو قومية، فتنفلت الأمور من عقالها، وتنشط وسائل التواصل الاجتماعي فيستخدم أصحاب الحسابات لغة عدوانية، وأحياناً يضعون أنفسهم في مكان الدولة ويتحولون إلى ناطقين رسميين من دون أن يتحلوا باللغة الدبلوماسية الآمنة، فيستخدمون السخرية والاستهزاء وقد يصل الأمر إلى التنمّر على الآخر، الذي يرد الصاع صاعين.
ولا بد من القول إن جهات ثالثة تُسمّى بالطابور الخامس، تتدخل لتؤجج الخلافات بين الأطراف، وتبدأ باستخدام الألفاظ النابية تجاه الطرفين لتغذي الحقد. ويصل الأسلوب الساخر إلى مرحلة متدنية ينذر بنشوب حرب بين الطرفين، وهؤلاء الأفراد الساخرون المستهزئون المتنمّرون لا يعرفون أنه في السياسة لا يوجد عداء مطلق ولا صلح مطلق، وقد تعود العلاقات إلى طبيعتها.
إن أسوأ ما في الكتابات الساخرة أو المستهزئة لجوئها إلى التعميم، فتحط من قيمة شعب بأكمله لمجرد خطأ فردي، وقد تلجأ إلى تحوير في التاريخ، أو تعلن موقفاً مؤيداً لأعداء الآخر، وهي كلها مواقف وكتابات شخصية ولا تحمل أي صبغة رسمية.
لن أتحدث عن تعزيز الوعي وتوسيع المدارك لأنها مسألة فردية، وسأدعو الدول العربية التي لم تضع قوانين للجرائم الإلكترونية لأن تبادر في ذلك وتلاحق قانونياً أصحاب الحسابات الساخرين والمتنمّرين، وأخص بالذكر المجتمعات التي تكثر فيها السخرية السياسية واستخدام المفردات القبيحة والاستهزاء بالشعوب، وهي لا تعلم أنها قد وقعت في فخ العنصرية البغيضة.
وأخيرا نهتدي بقول الله تعالى في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). فهذه الممارسات تفسد إيمان الشخص وتجعله من الظالمين.
نحن في أشد الحاجة إلى لم الشمل والتعاون والتآزر في عالم تحكمه التحالفات، فإن لم نستطع في وقتنا الحاضر فلنلتزم الصمت، فهنالك أشخاص رسميون مهمتهم التصدي ومحاورة الآخرين. وكل عام وأنتم والأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء بخير.
عقوبه التنمر طبقا القانون نص على أن: «يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه، ولا تتجاوز خمسين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بعمل أو بالامتناع عن عمل يكون من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد أو ضد طائفة من طوائف الناس بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة وترتب على هذا التمييز إهدارًا لمبدأ تكافؤ الفرص أو العدالة الاجتماعية أو تكدير للسلم العام».
للتنمر صور عديدة: منها ما يكون اعتداء لفظيا فقط على سبيل السخرية والاستهزاء، ومنها ما يكون اعتداء لفظيا على سبيل الاعتداء على العرض، ومنها ما يكون إرهابا وتخويفا فقط، ومنهاما يكون بمنع الضحية من السير في الطريق أو إلجائه إلى أضيقه، ومنها ما يكون بالاعتداء على ماله ومتعلقاته، سواء بإتلافها أو بالاستيلاء عليها، ومنها ما يصل إلى حد انتهاك العرض بأنواع وصوره المختلفة.
والأصل في جريمة الحرابة قول الله تعالى : {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33].
ويصل التنمر إلى أستعراض القوة بحمل أسلحة لترويع المجني عليه حيث تصل العقوبة إلى سنة إذا قام بها الجاني منفردًا و تصل لـ 5 سنوات إذا كان بالاشتراك مع آخرين طبقا لنص المادة 375 و375 مكرر المعدلة بالقرار بقانون رقم 10 لسنه 2011.
وهذا هو الفرق الكبير بين "الهزار والتنمر".. المشرّع لم يضع نصا صريحا لمواجهته.. ويعاقب القانون كل من قام بعمل من شأنه التمييز بين الأفراد بسبب الجنس أو الأصل أو الدين.. وخبراء: يجب وضع نص رادع لتلك الجريمة للقضاء عليها.
فرق كبير بين التنمر والهزار او المزاح بين الاصدقاء، فمن الناحية النظرية يعتقد الكثير أن هناك اختلافاً بين التنمر والمزاح باختلاف طرقه وعاداته بين الاصدقاء ، فالتشابه بينهم كلاهما يتضمن الاعتداء على شخص والإساءة اليه بغرض الفكاهة سواء بالكلام أو بالتعدى عليه بالأيدى، ومحاولة إظهاره بمظهر الاحمق وتحقيره والاستعلاء عليه، اما الاختلاف بينهم المزاح لا يحدث إلا بين الصحاب المقربين بالدعابة وتكون متبادلة بينهم، ولكن لا تصل لتشويه الصفات المهمة للشخص.
وقانون العقوبات يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه، ولا تتجاوز خمسين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بعمل أو بالامتناع عن عمل يكون من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد أو ضد طائفة من طوائف الناس؛ بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة، وترتب على هذا التمييز إهدار لمبدأ تكافؤ الفرص أو العدالة الاجتماعية أو تكدير للسلم العام".
وعلى سيبل المثال :
ضعفاء النفوس، يخترقون بعض خصوصيات الآخرين فنرى أشخاصا يتعرضون للتنمر، بسبب أشياء ليس لهم دخل فيها، كإصابة أو عجز أو لون بشرة، كما حدث من تنمر 3 شباب بحدائق القبة على طفل أفريقى يبلغ من العمل 10 سنوات.
لم يعلم المتهمون الثلاثة أن استيقافهم للطفل الأفريقى المجنى عليه، أثناء سيره بمنطقة حدائق القبة وتنمروا عليه، بعدما طلبوا منه التصوير معه كرها وبنوع من السخرية منه، أن جريمتهم ستقودهم إلى خلف القطبان، فرغم طلب المجنى عليه من الجناة تركه لتأخره على ميعاد مدرسته، إلا أنهم استمروا فى مضايقته وبثوا الرعب والخوف فى نفسه فى سابقة لم تكن الأولى والأخيرة فى مجتمع قد تتملكه العنصرية فى يوم من الأيام إن لم يكون هناك قانون رادع لتلك الجريمة النكراء.
وللحديث بقية ،، يتبع ،، أيمن محمد عبداللطيف
ساحة النقاش