نشأة التمثيل الدبلوماسي الدائم
د. محمد ماهر الصواف
عرف التمثيل الدبلوماسي منذ القدم مع قيام العلاقات بين الدول فتطور بتطورها ويرجع ظهوره الى القرن الثالث عشر عندما وجدت فكرة السفارة الدبلوماسية العارضة في المدن الايطالية والتي انتشرت في بعض الدول الأوروبية وتطورت مع مطلع القرن السابع عشر الى فكرة السفارة الدبلوماسية الدائمة .
وكانت الدول قبل القرون الوسطي ترسل بعثات مؤقتة أو عارضة تكلف بمهام خاصة تؤديها لدي الدول ألأجنبية ، ومع التوسع فى العلاقات بين الدول ازدادت أهمية وضرورة وجود مبعوثين دائمين لها لدي الدول الأخرى . ومن أول الدول التي أقامة نظام الممثلين الدبلوماسيين الدائمين كانت المدن الإيطالية المستقلة فى القرن الخامس عشر ، ثم تبعنها بعد ذلك الدول الآخري.
يعد الممثلون الدبلوماسيين وحدات تابعة لوزارة الخارجية والتي تعاون رئيس الدولة فى مباشرة اختصاصاته المتعلقة بالعلاقات الخارجية ، أي أن الممثلون الدبلوماسيين يعدون أحد الأجهزة الخارجية التي تباشر بها الدولة علاقاتها الدولية، وقد تطور نظام المبعوثين الدبلوماسيين مع مطلع القرن السابع عشر الى فكرة السفارة الدبلوماسية الدائمة وأصبح وجود التمثيل الدبلوماسي الدائم بين الدول مظهرا على وجود العلاقات الدولية وشاهدا على العلاقات الطيبة بين الدول وأحد أهم المظاهر التي تؤكد مفاهيم السيادة والمساواة بينها، كما أصبحت القاعدة اليوم ان لكل دولة ما لم توجد ظروف استثنائية مانعه بعثة دبلوماسية لدى الدول الأخرى.
ونظام المبعوثين الدبلوماسيين هو أول النظم الدولية التي تخضع في تنظيمها للقواعد العرفية , وقد استقر هذا العرف وقت طويل واستمر الوضع علي هذا الحال حتي عقد مؤتمر فيينا سنة 1815 حيث بدأت المحاولات لإيجاد قانون مكتوب ، أو لتدوين القواعد العرفية لتنظيم التمثيل الدبلوماسي.
فقد اجتمعت ثمان دول من الدول الأوربية وهي النمسا وأسبانيا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال وبروسيا في مؤتمر فيينا لحل بعض المشكلات التي كانت تعترض التمثيل الدبلوماسي وأسفر هذا المؤتمر عن وضع لائحة فيينا والتي استكملت ببروتوكول إكس لاشابل في 21 نوفمبر 1818 في شأن ترتيب أو درجات الدبلوماسيين.