مصر و الوكالة الدولية للطاقة الذرية – شراكة لأكثر من ستين عاماً
إعداد : مدحت نجيب عبد اللطيف تحت أشراف أ.د. ماهر الصواف
بدأ التفكير فى استغلال الذرة من أجل توفير الطاقة منذ منتصف القرن الماضي ، وتعد مصر من أوائل الدول التى استجابت لمبادرة الذرة من أجل السلام عام 1953، والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي آيزنهاور في خطابه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم ٨ ديسمبر ١٩٥٣ المعنون "تسخير الذرة من أجل السلام" وقد ساعدت الأفكار التي طرحها الرئيس آيزنهاور في خطابه على صياغة النظام الأساسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اعتمده ٨١ بلداً (من بينهم مصر ) بالإجماع في أكتوبر ١٩٥٦. ويسجِّل تصديق الولايات المتحدة على النظام الأساسي من جانب الرئيس آيزنهاور في ٢٩ يوليه ١٩٥٧ الولادة الرسمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقد تأسَّست الوكالة باعتبارها المنظمة العالمية الرامية إلى "تسخير الذرة من أجل السلام" في إطار أسرة الأمم المتحدة. وطبقا للمادة الثانية من نظام الوكالة الأساسي تهدف الوكالة إلي العمل على تعجيل وتوسيع مساهمة الطاقة الذرية في السلام والصحة والازدهار في العالم أجمع ، وتسهر علي عدم استخدمها على نحو يخدم أي غرض عسكري ، أي انها ذات مهام مزدوجة المتمثلة في ترويج الذرة للاستخدام السلمي مع ممارسة الرقابة لضمان عدم الاستخدامها في الأغراض العسكرية.
وفي أكتوبر ١٩٥٧، قرَّر المؤتمر العام الأول إنشاء مقر الوكالة الرئيسي في فيينا بالنمسا. وكان فندق غراند هوتيل القديم المجاور لدار الأوبرا بفيينا هو مقر الوكالة الرئيسي المؤقت حتى افتتاح مركز فيينا الدولي في أغسطس ١٩٧٩. كما تقرر إنشاء مكاتب إقلمية لها ومكاتب اتصال في كندا واليابان والولايات المتحدة وسويسرا. كما تدير الوكالة مختبرات متخصصة في التكنولوجيا النووية افتُتِحت في عام ١٩٦١ في فيينا وسايبرسدورف بالنمسا، ومنذ عام ١٩٦١في موناكو. وبلغ عدد الدول الاعضاء ١٦٩ دولة طبقاً لتقرير الوكالة الرسمي لعام ٢٠١٧ .ويتم إدارتها من خلال المدير العام للوكالة ومجلس المحافظين والمؤتمر العام.
ويجدر الإشارة ألي أن ﺑﺭﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺗﻘﻧﻲ الذي تحدده الوكالة ﻫﻭ ﺍﻵﻟﻳﺔ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻳﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻭﻛﺎﻟﺔ ﻟﻧﻘﻝ ﺍﻟﺗﻛﻧﻭﻟﻭﺟﻳﺎ ﺍﻟﻧﻭﻭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻷﻋﺿﺎء، ﻓﻬﻭ ﻳﺳﺎﻋﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎﻭﻝ ﺍﻷﻭﻟﻭﻳﺎﺕ ﺍﻹﻧﻣﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻﺕ ﻣﺛﻝ ﺍﻟﺻﺣﺔ ﻭﺍﻟﺗﻐﺫﻳﺔ ﻭﺍﻷﻏﺫﻳﺔ ﻭﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻭﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ﻭﺍﻟﺗﻁﺑﻳﻘﺎﺕ ﺍﻟﺻﻧﺎﻋﻳﺔ ﻭﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻧﻭﻭﻳﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ. ﻭﻳﺳﺎﻋﺩ ﺍﻟﺑﺭﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻷﻋﺿﺎء ﺃﻳﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻭﺗﻠﺑﻳﺔ الاحتياجات ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻝ، ﻭﻳﺳﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﻳﻥ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺍﻹﺷﻌﺎﻋﻲ ﻭﺍﻷﻣﻥ ﺍﻟﻧﻭﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻗﺎﻁﺑﺔ.
هذا وتتعاون مصر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ لأكثر من ستين عاماً وقد حظيت منذ ذلك الحين بنصيب كبير من الدعم و المساعدة من خلال مشاريع التعاون التقني و التي كان لها عظيم الأثر في تنمية القدرات المصرية في مجال الإستخدامات السلمية للطاقة النووية و تطويع العلوم النووية لخدمة و تنمية المجتمع المصري.
وقد أكد السيد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو خلال زيارتة الأخيرة لمصر في فبراير 2019 علي دعم الوكالة للجهود التي تبذلها مصر بشأن مشرعها النووي السلمي . وقد تفقد خلال زيارته عددا من المنشآت النووية المصرية للتعرف على الجهود المصرية فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لأغراض الصناعة والزراعة وتحلية المياه ومكافحة التصحر وزيادة الإنتاج الصناعى والزراعى وحفظ الأغذية ، وتعرف على الخطوات الجارية لإقامة أول محطة نووية مصرية فى الضبعة وأوضح انه من المقرَّر أن توفد الوكالة بعثة الخبراء في شهر أكتوبر من هذا العام ، مشيراً إلى أن توصيات بعثة الخبراء ستساعد مصر في أعمالها التحضيرية بشأن تلك المحطة ، كما تعرف علي برامج الدعم الذى تقدمة مصر بالتعاون مع الوكالة الدولية لإعداد الكوادر الأفريقية ونشر الاستخدامات السلمية للطاقة النووية فى القارة الأفريقية من خلال منظمة"الأفرا".
ويجب الإشارة ان مصر تعد أحد أهم مراكز الوكالة الدولية فى القارة الإفريقية وهي حريصة على توظيف ما لديها من خبرات وكوادر مؤهلة ومرافق بحثية في خدمة برامج الاستخدام السلمى للطاقة الذرية على المستوى الإقليمى والذى يشمل المجالين العربى والأفريقي ، وتساهم في تدريب وتأهيل الكوادر العربية والإفريقية وتشارك في مشروعات بحثية مشتركة معهم وذلك من خلال عضويتها في كل من الهيئة العربية للطاقة الذرية واتفاق التعاون الإقليمي الأفريقي (AFRA)..