Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

إنجازات منظمة العمل الدولية

إعداد الباحث : محمد صابر عبد الله

 " لا يمكن ارساء سلام شامل ودائم إلا على أساس العدالة الاجتماعية "

دستور منظمة العمل الدولية 1919

وبعد مرور 100 عام من تدشين منظمة العمل الدولية، احتفلت مصر في ابريل 2019  بالذكرى المئوية لتأسيسها  "١٩١٩- ٢٠١٩"، ومرور ٦٠ عاما على إنشاء مكتبها بالقاهرة . وقد تم اختيار مصر من ضمن 187 دولة أعضاء في المنظمة الدولية لإقامة هذه الاحتفالية بها باعتبارها من أولى الدول المنضمة لها، ونظرا لوجود  تعاونا كبيرًا بين منظمة العمل الدولية والحكومة المصرية .

منظمة العمل الدولية وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة كرست نفسها من أجل الارتقاء بفرص الرجال والنساء في الحصول على عمل لائق ومنتج في ظروف من الحرية والمساواة والأمن والكرامة الإنسانية.

وأنشئت منظمة العمل الدولية في العام 1919 بعد الحرب العالمية الأولى باسم " مكتب العمل الدولي " بمقتضى أحكام القسم الثالث عشر من معاهدة فرساي للسلام ( المواد من 387  إلى( 427  كنتيجة لإلحاح المنظمات النقابية العمالية في أثناء الحرب العالمية الأولى في اجتماعاتها على ضرورة إقامة سلام عالمي يستند إلى العدالة الاجتماعية ، وذلك للإشراف على شئون العمل وتحقيق ما يلزم لحماية العمال ورفع مستوى معيشتهم في جميع أنحاء العالم . وكان انعقاد الدورة الأولى لمؤتمر العمل في أكتوبر1919  بواشنطن.

وإن كانت هذه الهيئة قد أُنشئت في ظل عصبة الأُمم، إلا إنها كانت ذات كيان مستقل عن العصبة ، كما اتيحت عضويتها لكافة الدول سواء في ذلك الأعضاء وغير الأعضاء في العصبة . وقد تمكنت المنظمة من الاحتفاظ بوجودها رغم زوال عصبة الأُمم حيث انفصلت عنها في عام1934 .

وفي بداية الحرب العالمية الثانية ، نقلت المنظمة مقرها مؤقتا إلى مدينة مونتريال بكندا، وفي عام1944 عقد مؤتمر العمل الدولي اجتماعا في مدينة فيلادلڤيا بمشاركة إحدى وأربعين دولة ، وصدر عنه إعلان وسع من اختصاصات منظمة العمل الدولية  )إعلان فيلادلڤيا (، الذي يعد في الوقت الحاضر جزءا لا يتجزأ من دستور منظمة العمل الدولية.  وتتكون منظمة العمل الدولية من 181 عضوا ويقع مقرها في جنيف بسويسرا ، فيما تنتشر مكاتب المنظمة الميدانية في أكثر من 40 دولة من بينها مصر .

وقد جاء إنشاء منظمة العمل الدولية إيمانا بأنه " لا سبيل إلى إقامة سلام عالمي ودائم إلا إذا بني على أساس من العدالة الاجتماعية ، وأن الظلم والحرمان الناجمين عن ظروف عمل غير مناسبة يعرضان السلم والأمن العالميين للخطر ، وأن هنالك ضرورة ملحة لتحسين ظروف العمل ، مثل : تنظيم ساعات العمل ، ووضع حد أقصى لها ، ومكافحة البطالة ، وضمان أجر يكفل ظروف معيشة مناسبة ، وحماية العمال من الأمراض وإصابات العمل ، وحماية الأطفال و النساء ، وضمان معاش تأمين اجتماعي في حالات العجز والشيخوخة والمرض، وحماية العمال المستخدمين في غير أوطانهم ، والتأكيد على مبدأ الأجر المتساوي عن العمل المتساوي، وتأكيدا لمبدأ الحرية النقابية وتنظيم التعليم المهني والفني أطلقت المنظمة برامج المعونة الفنية إلى الحكومات وأصحاب العمل والعمال في مختلف أرجاء العالم لا سيما في البلدان النامية .

وقد حازت منظمة العمل الدولية على جائزة نوبل للسلام كنتيجة لجهودها في تحسين السلام بين الطبقات والسعي لتحقيق العدالة للعاملين وذلك في الذكرى الخمسين لتأسيسها عام 1969 .

ولقد أكدت ديباجة دستور منظمة العمل الدولية على أهدافها العامة ، وأهمها :

<!--السعي إلى تحسين العدالة الاجتماعية ، وتشجيع الاعتراف الدولي بحقوق الإنسان وحقوق العمل، 

<!--[if !supportLists]-->ü   دعم العمل اللائق، وتحسين الأوضاع الاقتصادية وأوضاع العمل التي تؤمن لمنظومة العمل الرفاهية والتقدم .

<!--التمثيل الثلاثي في هيكلها (نموذجا وإطارا) حيث تعد هي الوكالة الوحيدة ضمن منظومة الأمم المتحدة ذات التمثيل الثلاثي حيث تجمع ممثلين عن كل من الحكومات ، وأصحاب العمل ، والعمال من أجل العمل على صياغة مشتركة للسياسات والبرامج .

كما تعمل في ظل أربعة مبادئ أساسية هي :

<!--العمل ليس سلعة .

<!--حرية التعبير وحرية الاجتماع أمران لا غني عنهما لإحداث التقدم وضمان استمراره .

<!--الفقر في أي مكان يشكل خطرا على الرفاهة في كل مكان .

ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى بعض انجازات منظمة العمل الدولية فيما يلي :  

<!--التشديد على أهمية الحوار الاجتماعي من خلال التعاون بين الحكومات ومنظمات أصحاب العمل والعمال ، وهو ما يعكسه البناء التنظيمي الثلاثي لمنظمة العمل الدولية ( 28 عضوا عن الحكومات و 14 عضوا ممثلا لأصحاب العمل و 14 عضوا عن العمال ) من أجل تعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي .

<!--تسعى  إلى الدفاع عن حقوق النقابات العمالية ومنظمات أصحاب العمل. 

<!--تسعى المنظمة إلى معالجة مختلف جوانب العمل الجبري والظروف المؤدية له ، والسعي من اجل اعتماد قوانين وطنيه فاعلة وآليات تنفيذ قوية تشمل عقوبات رادعة .

<!--شكلت منظمة العمل الدولية القاطرة الأساسية للقضاء على عمل الأطفال ، فاطلقت اتفاقية الحد الأدنى للسن عام 1999 ، وقد شهدت الأعوام الخمسة عشر الأخيرة تراجعا ملحوظا في هذه الظاهرة .

<!--القضاء على التمييز بصفته ظاهرة تعيق العمل

<!--ضمان سياسة أجور وشروط استخدام عادلة،

<!--تلتزم منظمة العمل الدولية بمساعدة كافة البلدان على توسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل جميع شرائح المجتمع ، وعلى تحسين ظروف العمل وسلامة العمال من خلال طرح برامج لتطوير ثقافة الصحة والسلامة الوقائية .

<!--تعمل منظمة العمل الدولية على المساهمة الحد من الظاهرة هجرة العمال من ناحية ، والقضاء على ظاهرة سوء استغلالهم في البلاد المضيفة من ناحية أخرى .

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

325,496

ابحث