الطب وعلماؤه فى عصر الحضارة الإسلامية..وجوانب مضيئة فى تاريخنا
0
54
طباعة المقال
جاء كتاب الدكتور محمد رضا محمد عوض عن الطب وعلمائه فى الحضارة الإسلامية، ليؤكد أن تاريخ البلاد الإسلامية ليس فقط هو تاريخ الصراعات السياسة والمذهبية، فاختصار التاريخ فى الجانب السياسى للحكم على ظلاميته، يحمل ظلما كبيرا لشعوب أسهمت بنصيب وافر فى المسيرة الحضارية الإنسانية.
فقليلة هى الكتب التى تتناول هذا التاريخ العلمى للدولة الإسلامية، ففى كتابه الصادر عن مركز الأهرام للنشر، يقدم الكتور محمد عن الصفحات المضيئة التى سطرها علماء الحضارة الإسلامية فى حواضرها الكبرى من دمشق إلى بغداد إلى القاهرة.
فعلى عكس السائد وقتها، تعامل الأطباء المسلمون مع المرض كخطر يهدد الإنسان وينغص حياته ولم يتعاملوا معه بمنطق خرافى على أنه غضب من السماء أو لعنة من الشيطان مثلما كان يسود الاعتقاد فى ثقافات وديانات فى بلاد أخرى كانت ترزح تحت جنح الظلام.
الكاتب يثبت بالمراجع المعتمدة العربية والأجنبية، الأساليب العلمية والتجريبية كانت هى التى تسود الحياة الطبية فى بلاد الإسلام والأمثلة على ذلك تفوق الحصر.
ويكشف الكتاب عن إسهام مشرف لعلماء المسلمين وسبق لا مثيل له فى مجال الطب والكيمياء، وقصة أول مستشفى فى دمشق الأموية وما يمكن أن يطلق عليه أول معهد أكاديمى لتعليم الطب فى بغداد العباسية وكذلك مابلغ من رعاية ورقى طبى وتمريضى فى بايمارستان القاهرة المملوكية وكذلك أشار إلى أول إصدار لتراخيص مزاولة المهنة وقواعد العلاقة بين الطبيب ومريضه ومسئوليات الأطباء العلمية والأخلاقية.
والكتاب من 230 صفحة من القطع المتوسط يستعرض معلوماته المكثفة فى أسلوب مشوق ومبسط يناسب كل المستويات الثقافية والفئات العمرية ولا غنى عنه لمن يريد ان يتعرف على الجوانب المضيئة فى تاريخ الحضارة الإنسانية عامة والإسلامية خاصة.
وقد قدم الدكتور محمد رضا، معلومات تعتبر - لغير المطلعين والمتخصصين- مذهلة عن مدى التقدم والرقى فى التفكير فى المناهج العلمية والتجريبية التى اتسم بها تفكير علماء الحضارة الإسلامية فى تعاملهم مع الأمراض والتشخيص الدقيق والصيدلة وتحضير الأدوية ووصفها.
وقد جاءت فى قائمة الأطباء والعلماء التى تناولها الكتاب، أسماء أضاءت ظلمات العقل البشرى الذى كان يغوص فى الخرافات وقدمت مؤلفات علمية قيمة، اعتمد عليها الطب فى معاهده وكلياته لقرون طويلة.
والكتاب الذى صدر بتقديم بقلم الشيخ الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية الأسبق، قسمه المؤلف إلى قسمين، الأول تناول بنظرة عابرة ولكنها مركزة، تاريخ الطب ومجالاته المختلفة فى تلك العصور.
والقسم الثانى قدم العلماء البارزين منهم جابر بن حيان وحنين ابن إسحاق والكندى والطبرى وثابت بن قرة والرازى وبن ماسويه والفارابى والزهراوى وابن رضوان وابن رشد وابن أبى أصيبعة وموسى بن ميمون وابن البيطار وابن النفيس ولسان الدين بن الخطيب وداود الأنطاكى.
ويلاحظ أن من بينهم المسيحى واليهودى فى صدر القائمة ولم يمنع انتماؤهم الدينى أن يتخذوا مواقعهم بين نجوم الحضارة الإسلامية، كذلك فيهم بجانب ممارسته الطب، من عمل بالفلسفة أو بالفقه أو باللغة أو بالتأريخ أو بالهندسة أو بالشعر، مما يشير إلى موسوعية العلماء وتعدد اهتماماتهم وانفتاح مداركهم على العلوم والفنون الإنسانية المختلفة.
والمؤلف اللواء الدكتور محمد رضا محمد عوض هو أستاذ الطب الطبيعى والروماتيزم والتأهيل بالأكاديمية الطبية العسكرية وبجامعة الأزهر مصر للعلوم والتكنولوجيا وعضو مجلس جامعة بنى سويف يسغل مراكز علمية عديدة وسبق أن حصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم والتكنولوجيا المتقدمة فى العلوم الطبية 2011 والعديد من الجوائز الأخرى والأوسمة والأنواط.
الكتاب: الطب وعلماؤه فى عصر الحضارة الإسلامية
المؤلف: د. محمد رضا محمد عوض
الناشر: مركز الأهرام للنشر 2015
رابط دائم:
0
نشرت فى 13 يناير 2016
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,796,843
ساحة النقاش