دراسة تفسر أسباب اتحاد دول الخليج في الرؤى السياسية والقرارات
اليوم AM 05:40 كتب : هاني البدريصورة أرشيفية
أجرى المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة، دراسة على مدى تماسك دول الخليج، وقدرتهم على احتواء التحولات الداخلية والإقليمية، ليصلوا بسياساتهم وقراراتهم لتكون مؤثرة، ليس على المنطقة العربية فحسب، ولكن على العالم كله.
هناك توافق بين دول الخليج في غالبية القضايا والسياسات، الأمر الذي لا ينطبق على مستوى السياسة الخارجية فحسب، بل يمتد ليشمل السياسات الداخلية التي تكاد تصل إلى حد التطابق. وتركزت أهم عوامل تماسك دول الخليج في كيف أنها تحافظ على علاقاتها رغم الخلاف في قضايا محورية، كالتالي:
ـ الهوية الملكية المشتركة، والوعي الذاتي بضرورة المحافظة عليها، باعتبارها عاملا محددًا لأمن هذه الدول، وهي القيم التي يتم تناقلها عبر الأجيال، لا سيما داخل العائلات الحاكمة، هذا الاعتزاز بالهوية الملكية هو ما دفعها إلى دعوة دولتي الأردن والمغرب الملكيتين إلى الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي بعد ثورات الربيع العربي.
ـ تكوين شبكة علاقات قوية مع العديد من الدول على المستوى الإقليمي والدولي، ولعل من أهم هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية التي تستفيد من علاقتها بدول الخليج التي تمكنها من تحقيق استقرار إستراتيجي لمبيعاتها في النفط ولاستثماراتها في المنطقة، تعد قوة الاقتصاد الخليجي عامل قوة يُساعد في التقارب بينها، والتأثير على السياسات العالمية، فعلى سبيل المثال تنتج ما يزيد قليلا على 20% من النفط العالمي، وتملك نحو 30 % من احتياطات النفط العالمية، علاوة على ذلك تملك غالبية طاقة إنتاج النفط الفائضة.
وذكرت الدراسة التحديات التي واجهت الملكيات الخليجية:
ـ الثورة الإيرانية: حين تأسس مجلس التعاون الخليجي في عام 1981، في أعقاب الثورة الإيرانية 1979، والرغبة الإيرانية في التوسع من أجل استعادة مملكتها الفارسية القديمة، واستمرت إيران في استفزاز العراق حتى اندلعت الحرب العراقية الإيرانية في سبتمبر 1980، اعتقادًا منها بضرورة اتباع سياسة أمنية مشتركة تحقق الأمن الجماعي لهذه الدول.
ـ الغزو العراقي للكويت: عندما أقدم صدام حسين على غزو الكويت في عام 1990، وقفت الدول الخمس الأخرى في صف الكويت لاستعادة أرضها واستعادة حكومتها الملكية، وقامت هذه الدول بالتعاون مع قوات التحالف الدولي على الرغم من احتمالية تعرضها لرد فعل من العراق.
ـ الأمن الإقليمي: مع قيام الانتفاضات العربية في 2011 وما صاحبها من تهديدات أمنية وإستراتيجية، ونشاط العديد من الجماعات الإرهابية، دُفعت دول الخليج للتضامن خشية امتداد هذا الخطر إليها، وعلى الرغم من أن قطر كانت بمثابة عامل محفز للمظاهرات التي جرت في الدول العربية كافة، لكنها اتخذت موقفًا مناقضًا للمظاهرات التي جرت في البحرين وعمان. وتضامنت هذه الدول على المستوى الاقتصادي فقامت بدعم الاقتصاد البحريني والعماني بمليارات الدولارات.
ساحة النقاش