<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
في أحدث رسالة دكتوراه عنه.. حليم مطرب كل العصور
حليم.. مطرب كل العصور
حليم.. مطرب كل العصور
محمد كمال
طباعة
الجمعة، 27 مارس 2015 - 11:52 ص
على مدار السنوات السابقة، ظهرت عديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، التي تناولت سواء السيرة الذاتية للعندليب الأسمر عبد الحليم أو التي استفاضت في تحليل أغانيه وموسيقاه في معظم المعاهد والكليات المتعلقة بالموسيقى العربية في مصر، ومشوار حليم يعتبر مادة ثرية يمكن لدارسي الموسيقى، في الوطن العربي، الاعتماد عليها لتكون موضوع أساسي في رسائلهم العلمية والموسيقية، لما يحمله من طابع مميز وتاريخ طويل مع الأغنية العربية، فعلى مدار ربع قرن تربع حليم على عرش الأغنية العربية، رغم وجود عمالقة أخرين لكن يظل مشوار حليم الفني يمثل نوعًا خاصًا للموسيقيين العرب.
قدم د.أشرف عبد الرحمن الناقد الفني وأستاذ النقد الموسيقي في أكاديمية الفنون، الذي يقوم بتقديم برنامج "أشعار وأوتار" على محطة صوت العرب أحدث رسالة دكتوراه عن العندليب الأسمر التي حملت عنوان "البناوية في تحليل الأغنية العربية" وتحديدًا في موسيقى عبد الحليم حافظ.
"البدايات"
يقول عبد الرحمن: "الهدف من تقديم هذه الرسالة - التي تعتبر الأولى من نوعها في مصر- اكتشاف مناطق وجمالية جديدة في أغاني عبد الحليم حافظ، في البداية تطرقت إلى بداية عبد الحليم بعد أغنية "صافيني مرة"، التي لم تنل إعجاب الجمهور، لأن وقتها كان المعتاد، هو غناء الأغنيات الطربية، أما هذه الأغنية فقد كانت سريعة وقصيرة في نفس الوقت، وما لا يعرفه الكثيرون، أنه بدأ مشواره الفنى من خلال القصائد القصيرة فى بداية الخمسينيات مع الموسيقار محمد الموجى مثل "نداء الماضى" و "ربيع شاعر" وحاول فيها الموجى أن يظهر الإمكانيات الطربية فى صوت عبد الحليم، وأن صوته به مساحات لهذه النوعية من الأغنيات التى بدأ الجمهور التفاعل معها .
و عن تطبيق نظرية "البناوية" على صوت وموهبة عبد الحليم، يوضح: "هذه النظرية ترتبط بخامة الصوت وأسلوب الغناء ومخارج الألفاظ، وكل هذه الأمور كانت دقيقة جدًا ومميزة لدى حليم، وهذا ما جعله يدخل فى مصف الكبار سريعا خصوصا بعد تربع أم كلثوم وعبد الوهاب على عرش الأغنية العربية لسنوات" .
يعتبر عبد الحليم حافظ أسطورة غنائية خالدة تخوق الخيال فهو المطرب الوحيد فى الوطن العربى الذى نجح فى الغناء بكل الأشكال والألوان الغنائية- بحسب قول عبد الرحمن- فأثناء بداية ظهور عبد الحليم فى مطلع الخمسينيات كان موجود على الساحة أم كلثوم وفريد الأطرش و كارم محمود وعبد الغنى السيد ومحمد فوزى وكلهم أصوات قوية تعتمد فى الأساس على الصوت الجهورى، أما حليم فصوته كان هادئا يسمى صوت الهمس الهادئ، لهذا كان دخوله مع منافسة مع هؤلاء العظماء من أصعب ما يكون، ولما يتمتع به حليم من موهبة وذكاء فنى نجح فى كيفية اختيار الأغانى والكلمات التى تكون متماشية معه وتنال إعجاب الجمهور فى نفس الوقت .
يضيف د. أشرف: "بعد عدد من الأغنيات مع محمد الموجى وكمال الطويل ومنير مراد نجح حليم فى تثبيت أقدامه كمطرب صاعد ولمس موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب إمكانيات صوت حليم، فبدأ معه بالأغانى الخفيفة السريعة مثل "توبة" و"شغلونى" و"كنت فين" وفى نفس الوقت وجد أن صوت حليم به جانب طربي أيضا، فبدأ فى ان يقدم له أغنيات خفيفة وبها جوانب تطريبية، حتى عندا ترددت الأقاويل حول أن عبد الحليم صوته ضعيف وليس قويًا فاجأ الجماهير بأغنية "جبار" من كلمات حسين السيد وتلحين محمد الموجى فهذه الأغنية أظهرت مساحات كبيرة وقوية فى صوت حليم، وقيل أيضا ان مساحة صوت حليم ضيقة فقدم أغنية "يا خلى القلب" من تأليف مرسى جميل عزيز و ألحان محمد عبد الوهاب لينتقل فيها بين المقامات من أقصى الشرق الى أقصى الغرب".
"أغاني وطنية"
يتابع قائلا: "إذا إنتقلنا للحديث عن الأغانى الوطنية سنجد أن لحليم رصيد هائل من هذه النوعية؛ ولازلت تلك الأغنيات تعيش فى وجدان محبيه، فأنا أعتبر أغانى حليم الوطنية بداية للتأريخ السياسى فى مصر تلك الفترة، فبعد ثورة يوليو 1952 أصبح عبد الحليم مطرب الثورة المدلل وصال و جال فى تقديم الأغانى الوطنية مع محمد عبد الوهاب وكان أشهرها "وطنى الأكبر"، وأيضا هناك أغنية "حكاية شعب" التى كتبها الشاعر أحمد شفيق كامل وقام بتلحينها الموسيقار كمال الطويل فنرى فيها أنها عبارة عن حكاية سردية لتداعيات تلك الفترة بداية من ثورة يوليو، والعدوان الثلاثى وبناء السد العالى فهى بالفعل تروى حكاية شعب، وبعد نكسة 1967 غنى العندليب أغنية من أهم أغانيه خلال مسيرته وهى "عدى النهار" الذى كتبها عبد الرحمن الأبنودى ولحنها بليغ حمدى" .
"الشعبي"
أما على مستوى الأغانى الشعبية، يوضح عبد الرحمن: "إقتحم حليم مجال الأغنية الشعبية لكن يحسب له أنه عندما قدم هذا النوع قدمه بطريقته دون ان يتأثر بأحد وأصر على هذا وشكل مع الموسيقار بليغ حمدى ثنائى مميز لتقديم هذه النوعية مثل "سواح" و "جانا الهوا" من كلمات محمد حمزة و "على حسب وداد قلبى" و "كل ما أقول التوبة" من تأليف الأبنودى" .
"الديني"
يضيف "من الألوان التى تميز فيها حليم أيضا كان الغناء الدينى، فبعد تربع أم كلثوم على عرش الأغنية الدينية لسنوات بعد تقديمها العديد من الأغنيات مثل "القلب يعشق كل جميل" و "ولى العهد" و "الثلاثية المقدسة"، أدخل حليم للأول مرة الدعاء الدينى القصير وقدم مع الثنائى الشاعر عبد الفتاح مصطفى والملحن محمد الموجى 13 دعاءً دينيا قصيرًا وأصبح لحليم باع فى هذه النوعية من الأغنيات وتحول من اقتصار الغناء على الدعاء الدينى القصير الى الأغنية الدينية الوصفية".
يعتبر عبد الحليم حافظ مدرسة فى الغناء العربى فهناك مطربين كثيرين ساروا على دربه وهناك مطربين ظهروا معه و كانوا يتمتعون بنفس موهبته مثل عبد الغنى السيد وكمال حسنى وماهر العطار لكنهم لم يكونوا يملكوا نفس الذكاء الفنى الذى يتمتع به حليم، وهو ما تمييز به حليم طوال مشواره فحليم كان يملك الذكاء الفنى فى اختيار كلمات وألحان أغانيه فمثلا أغنيتى "رسالة من تحت الماء" و "قارئة الفنجان" التى كتبهما نزار قبانى واكتشفت انه قام بتغيير بعض كلماتهما الأصلية حتى تكون مناسبة له ومناسبة لذوق الجمهور، وكان يجيد اختيار الملحن المناسب الذى يستطيع ان يعبر عن الكلمات التى يختارها , فمثلا أغنيتى "رسالة من تحت الماء" و "مالكا قلبى" التى لحنهما الموجى حتى الان لا يمكن توصيفهما هل هما موشح أم طقطوقة، بحسب قول عبد الرحمن.
"تقدير الدولة والشعب"
وعن التقدير الرسمى من الدولة لحليم، يتابع عبد الرحمن: "عبد الحليم حافظ حصل على تقدير جماهيرى وشعبى، وعلى المستوى الأكاديمى هناك المئات من الرسائل التى تخصصت فى الكتابة عن حليم ولا يزال يحصل عليه لكن على المستوى الرسمى للدولة، العندليب لم يأخذ حقه من التقدير بعد حتى عندما تقوم وسائل الإعلام و الصحافة بالاحتفال بذكراه تكون مضطرة لأنهم يعلمون جيدا مدى تعلق الجماهير به، أما الدولة فلم تقدر حليم، فمثلا لا يوجد شارع باسم عبد الحليم ولا حتى إذاعة او قناة تليفزيونية أو حتى استديو، فلا يزال الشعب المصرى والعربى فقط المتذكر لعبد الحليم، ويكرم فقط من خلال محبيه فهو مطرب كل العصور".
ساحة النقاش