تدريب داخل المدرسة School-based Training
“دراسه مقارنه لنظام تدريب المعلمين اثناء الخدمه داخل المدارس في انجلترا والولايات المتحده الامريكيه وامكانيه الافاده منها في الجمهوريـه العربيـه الـسوريـه”
سميه حيدر منصور عين شمس الــتربيــة التربية المقارنة والإدارة التعليمية دكتوراه 2003
“إنّ التغيرات العالمية من عولمة وانفتاح اقتصادي- والتحديات التي فرضتها على الواقع- وجّهت الدول نحو التغيير والتحسين في نظمها التعليمية لتزيد من فعاليتها وجودتها. فشهدت المدارس الفعّالة تطوراً كبيراً، وأصبح ينظر إلى المدرسة كوحدة أساسية للتخطيط و التغيير، وأنها قادرة على الضبط والتحكم بعمليات التغيير، وأنّ المعلمين جزء أساسي ومتمم لعمليات تحسين المدرسة. وبناء عليه أصبح المعلم أمام مهام ومسؤوليات جديدة تتطلب مهارات ومعارف وخبرات يعجز عن توفيرها نظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة بشكله التقليدي، فظهرت أشكال جديدة للتدريب تقوم بشكل أساسي على المدرسة.
ومن ثمّ بدأت العديد من الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وأستراليا ونيوزيلاندا الأخذ بتدريب المعلمين داخل المدرسة، وذلك كمفهوم جديد واستراتيجية جديدة لتدريب المعلمين أثناء الخدمة، وقد بدأت تلك البلاد بتطوير هذا الشكل من التدريب على نطاق واسع منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، حتى أضحى نظاماً عاماً في تدريب المعلمين أثناء الخدمة، ووسيلة من أجل تحقيق كفاءة أداء المعلمين وإبداعهم في حياتهم المهنية بصورة مستمرة.
وعليه يمكن صياغة مشكلة البحث بالسؤال الرئيسي التالي:
كيف يمكن الاستفادة من خبرات كل من إنجلترا و الولايات المتحدة الأمريكية في وضع تصور مقترح لنظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة داخل المدارس في الجمهورية العربية السورية.
ويتفرّع عن هذا السؤال عدة أسئلة فرعية:
· ما مفهوم تدريب المعلمين أثناء الخدمة داخل المدارس، ودواعيه، ومزاياه، ومكوناته؟
· ما واقع نظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة في الجمهورية العربية السورية؟
· ما واقع نظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة داخل المدارس في إنكلترا والولايات لمتحدة الأمريكية؟
· كيف يمكن التوصل إلى تصور مقترح لنظام تدريبي للمعلمين أثناء الخدمة داخل المدارس في الجمهورية العربية السورية، وبما يناسب أوضاعها الثقافية؟
وللإجابة على هذه الأسئلة اتبع البحث منهج تحليل النظم، وتوزّع على ستة فصول على النحو التالي:
الفصل الأوّل: الإطار العام للبحث:
ويتضمن : ( المقدمة – المشكلة – الحدود – الأهداف – الأهمية – منهج البحث وخطواته – الدراسات السابقة – مصادر البحث – مصطلحات البحث – فصول البحث).
الفصل الثاني: الإطار النظري للبحث:
ويتضمن نظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة داخل المدرسة (إطار نظري).
الفصل الثالث: دراسة وصفية تشخيصية لنظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة في الجمهورية العربية السورية.
الفصل الرابع: دراسة ميدانية لنظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة في الجمهورية العربية السورية.
الفصل الخامس: دراسة وصفية تحليلية لخبرات دولتي المقارنة في مجال تبني تدريب المعلمين أثناء الخدمة داخل المدرسة:
وتشمل مدخلات وعمليات ومخرجات نظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة داخل المدرسة في دولتي المقارنة، والمقارنة بين خبرات الدولتين.
الفصل السادس: البدائل المقترحة لتطوير نظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة داخل المدرسة في الجمهورية العربية السورية. ويتضمن البدائل المقترحة لنظام التدريب داخل المدرسة في سوريا، والموازنة بينها، والتصوّر المقترح لتطوير لهذا النظام، ومتطلبات تنفيذه في سوريا.
ومن أهم النتائج التي توصّل إليها البحث فيما يلي:
1- يتميز نظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة في سوريا بمجموعة من الإيجابيات، منها الآتي:
أ- اهتمام وزارة التربية بتحسين نظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة وتطويره.
ب- سعي نظام التدريب إلى تحقيق النمو المعرفي والمهاري والقيمي لدى المعلمين من خلال أهدافه.
جـ- وجود مجموعة من التشريعات والقوانين لتنظيم التدريب أثناء الخدمة، تتضمن التأكيد على الارتقاء بكفاءة المعلمين من أجل تحسين تحصيل جميع الطلاب، وعلى تفاعل المدارس والمجتمع المحلي، والتأكيد على تقديم التدريب المستمر لجميع المعلمين.
د- تعدد الاحتياجات التدريبية للمعلمين لتشمل الجوانب المعرفية والمادية والمعنوية لديهم.
2- وجود مجموعة من السلبيات في نظام التدريب السوري تتحدد بالتالي:
أ- قلة الوقت المتاح للمعلمين من أجل التدريب.
ب- قصور الأسس الفكرية والتشريعية التي يقوم عليها نظام تدريب المعلمين أثناء الخدمة الحالي.
جـ- ضعف وضوح الأهداف بالنسبة لكثير من المعلمين.
د- ضعف قدرة القائمين على البرامج التدريبية في مساعدة المعلمين أثناء التدريب.
إلى جانب النتائج السابقة، توصّل البحث إلى تصوّر مقترح لنظام تدريب المعلمين داخل المدرسة في سوريا، ويقترح البحث عدة إجراءات يتطلبها تنفيذ هذا التصوّر المقترح على أرض الواقع في سوريا، من أمثلتها الآتي:
1- توفير الدعم اللازم للتدريب من مصادر متعددة.
2- تشجيع القطّاع الخاص على المشاركة في توفير موارد التدريب داخل المدارس.
3- البدء بتنفيذ نظام التدريب داخل المدارس على بصورة تدريجية، من خلال إنشاء وحدات تدريب داخل عينة من المدارس، ثمّ تقويم النتائج والعمل على تلافي السلبيات، ومعالجة المشكلات قبل تعميم التجربة على جميع مدارس لتعليم العام.
4- تعاون وزارة التربية مع وزارة التعليم العالي بصورة أكثر فاعلية في تدريب المعلمين داخل المدارس، ومع وزارة المالية، ومع مركز المعلوماتية، ومع مراكز التدريب في مديريات التربية المتعددة في المحافظات.
5- تعاون المدارس مع المجتمع المحلي من أولياء أمور ومتطوعين ومنظمات مجتمعية في إدارة وتمويل هذا التدريب.
6- إجراء إصلاحات تعليمية تشمل منح المدارس الإدارة الذاتية، من خلال منحها السلطات التي تمكنها من اتخاذ القرارات المرتبطة بتطوير المنهج، وتدريب المعلمين، وتوزيع الميزانية.
7- توفير الوسائط التكنولوجية داخل المدارس لجميع المعلمين.
8- إجراء التغييرات التنظيمية داخل المدارس بهدف توفير الوقت اللازم للتدريب وتشجيع المعلمين في نموهم المهني.
9- قيام وزارة التربية بإصدار تشريعات تلزم المعلمين الجدد بفترة تدريب أولي تمتد لعام دراسي كشرط لازم من أجل التعيين في جميع مراحل التعليم العام، ثم إلزامهم بفترة تدريب أخرى داخل مدارسهم لمدة عام دراسي آخر.
10- ربط المدارس بشبكات عمل مهني وبشبكة الإنترنت.”
لطلب دراسات ذات علاقة بموضوع القائمة السابقة يرجى ملء النموذج التالي:
ساحة النقاش