المنهج القرآني في عرض قضايا بني إسرائيل .. المرحلة المكية (2)
أ. د. مصطفى مسلممقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 21/10/2013 ميلادي - 17/12/1434 هجري
زيارة: 277
Share on favoritesShare on facebook Share on twitter Share on hotmailShare on gmail Share on bloggerShare on myspaceShare on digg
المنهج القرآني في عرض قضايا بني إسرائيل
المرحلة المكية (2)
معالم قرآنية في الصراع مع اليهود
إن أية دعوة إصلاحية تقوم في مجتمع ما تستهدف تغيير الأسس الاجتماعية وإقامته حسب مفاهيم جديدة تقابل عادة بمراحل عدة، منها:
ب- مرحلة الترغيب والترهيب:
عندما يكثر أتباع الدعوة، ويشتد عودها، ويقبل عليها الناس وربما دخل بعث المقربين من الزعماء والأسياد في الدين الجديد، فيضطر الزعماء أن يصرفوا جزءاً من اهتمامهم لشأن هذه الدعوة الجديدة فيرسلوا بعض أتباعهم لمعرفة مقصد رائد الدعوة، ولمساومته على الأهداف التي يرمي إلى تحقيقها.
وهذا ما يفسره لنا اتصالات قريش المتكررة وهم يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مقصده من هذه الدعوة، ويطلبون منه تركها مقابل السيادة أو جمع المال أو الزواج من أجمل الفتيات[1].
وفي هذه المرحلة تكون الآيات الكريمة مقررة لعقيدة التوحيد وللمبادئ التي جاء بها الرسل، وداعية إلى الالتزام بأمهات الأخلاق الكريمة وعدم الاغترار بحطام الدنيا، وفي نفس الوقت تشدد النكير على الطغاة العتاة الذين يصمون آذانهم عن دعوة الحق ولا يرفعون لها رؤوسهم.
نجد ذلك في كثير من السور المكية، فتقرر موضوع الوحي والمنافحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نجدها مثلاً في سورة التكوير كما في قوله تعالى: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ [2] وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 15 - 29].
إن تقرير حقيقة الوحي وطبيعة الرسول المرسل إليهم وأنه من البشر، وأنه يتحلى بالصفات الخلقية العالية، وأنه يتصف بالكمالات البشرية وليست غايته الدنيا وحطامها ولا الاستعلاء في الأرض، وإنما مهمته إنقاذ البشرية من ضلالاتها وتيهها إلى صراط ربها القويم، كما نقرؤه في سورة النجم في قوله تعالى: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى data:image/jpeg;base64,/9j/4AAQSkZJRgABAQEAYABgAAD/2wBDAAgGBgcGBQgHBwcJCQgKDBQNDAsLDBkSEw8UHRofHh0aHBwgJC4nICIsIxwcKDcpLDAxNDQ0Hyc5PTgyPC4zNDL/2wBDAQkJCQwLDBgNDRgyIRwhMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjL/wAARCABFAEYDASIAAhEBAxEB/8QAHwAAAQUBAQEBAQEAAAAAAAAAAAECAwQFBgcICQoL/8QAtRAAAgEDAwIEAwUFBAQAAAF9AQIDAAQRBRIhMUEGE1FhByJxFDKBkaEII0KxwRVS0fAkM2JyggkKFhcYGRolJicoKSo0NTY3ODk6Q0RFRkdISUpTVFVWV1hZWmNkZWZnaGlqc3R1dnd4eXqDhIWGh4iJipKTlJWWl5iZmqKjpKWmp6ipqrKztLW2t7i5usLDxMXGx8
ساحة النقاش