إدارة الفصل بأسلوب التعلم التعاوني وأثره في تحصيل الطلاب الدراسي

د. هاشـم بكر حريـري

الملخص

تهدف هذه الدراسة لمعرفة أثر استخدام التعلم التعاوني لإدارة الفصل في تحصيل الطلاب الدراسي . وللإجابة عن السؤال الرئيسي لهذه الدراسة صاغ الباحث عدة أسئلة ، وذلك لمعرفة : هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين التجريبية والضابطة تعزى للمستوى التحصيلي للطلاب في المقررات التالية : العلوم ، واللغة الإنجليزية ، والتاريخ ، والجغرافيا ، والإملاء ، والقواعد ؟ وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي والمنهج شبه التجريبي باستخدام المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية ، واختبار ( ت ) ، وذلك لتحليل نتائج الدراسة التي حددت في مدرسة النصر الأهلية بمحافظة جدة التعليمية أو بالتحديد في الفصل الدراسي الثاني 1420/1421هـ ( للصف الأول المتوسط 1 ، 2 ) ولمجموعة من الطلاب بلغت أربعين  طالباً للمجموعتين التجريبية والضابطة.

من أهم نتائج الدراسة :

§              وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين التجريبية والضابطة في المستوى الدراسي للطلاب في المواد الدراسية التالية : العلوم ، واللغة الإنجليزية ، والإملاء ، والقواعد .

§              كما أكدت نتائج الدراسة أن هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية تعني تفوق المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة من خلال استخدام معلمي المواد أسلوب التعلم التعاوني في طريقة إدارة الفصل ، والذي يعتبر من المواضيع الجديدة التي بدأ الاهتمام بها من قبل رواد التربية ، لما يحقق من انعكاسات إيجابية على العملية التربوية.

ثم خلصت الدراسة إلى عدة توصيات ، من أهمها : اقتراح تصميم فكرة استخدام أسلوب التعلم التعاوني في مجال العمل التربوي ، وإعطاء المعلمين المزيد من التدريب على هذا النوع من أساليب إدارة الفصل الدراسي في تطوير أدائهم المهني التربوي .

 

Class Management by cooperative education and its

effects on the students' achievement

 

Dr. Hashim Baker Hareri

 

Abstract

The main goal of this study is to clarify the effects of applying cooperative education in class management to the students' achievement.

In order to answer the main question of this study, the researcher has formed various questions so that he could know if there are differences which indicate statistical significance between the experimental group and control group which are related to the students' achievement with regard to the following subjects (Science, English Language, History, Geography, Dictation and Grammar).

The researcher used the semi experimental method and descriptive analytical method. The arithmetic average and the standard deviation as well as T. test were used to analyze the study results which were applied in AI-Nasr School in Jeddah Province. These results were mainly form the second semester 1420-1421 H. (first grade). The groups were 40 students per each group (control and experimental).

 

The Study Results:

There were differences, which have statistical significance between the two groups (control and experimental) in the students' achievement in these subjects (Science, English language, Dictation and Grammar).

The study showed that there were differences which have statistical significance. These differences  indicated that the experimental  group achievement is better than the control group achievement. This appeared clearly when the teachers used the cooperative education method in class management.

This method is new and the educational pioneers started applying it since it has good and positive reflections on the educational process in general.

The Study suggested that, the cooperative method in the educational field should be applied and teachers should be trained in such methods so as to improve their educational and professional performance.

 

 

المقـدمة

 

يؤكد العديد من مفكري ورواد التربية والتعليم والإدارة على أهمية التعلم التعاوني من قبل المعلمين في معظم بلدان العالم المتقدمة وأنه مفهوم يعتمد على استراتيجية تستهدف تطوير العمل التربوي من خلال تحسين أداء المعلم المهني والقيادي ، حيث بدأ مع طلائع القرن التاسع عشر الميلادي التركيز على مفهوم التعلم التعاوني نظريّاً وتطبيقيّاً وبيان أثره على الارتقاء ببرامج النمو المهني للمعلمين ، بالإضافة إلى محاولة ترسيخ اقتناع المعلمين بأهمية ممارسة التعلم التعاوني كمدخل في تطوير أسلوب إدارة الفصل .

فقـد قـدم جونسـون وآخـرون ( 1995م ، ص 1-6 ) مدخلاً جديداً في التربية عن مفهوم التعلم التعاوني ، حيث يعمل الطـلاب معا في مجموعات صغيرة ، لإنجاز أهداف مشتركة ، إذ يقسم الطلاب إلى مجموعات مكونة من ( 2-5 ) أعضاء ، وبعد أن يتلقوا تعليمات من المعلم ، ثم يأخذون في الاشتغال بالعمل حتى ينجزه جميع أعضاء المجموعة بنجاح .

ووفقاً لاستراتيجية جونسون وزملائه عن التعلم التعاوني ، فإن العمل التعاوني ، بالمقارنة مع العمل التنافسي والعمل الفردي ، يؤدي إلى زيادة التحصيل والإنتاجية في أداء الطلاب ، والتأكيد على العلاقات الإيجابية بينهم ، وتحسن الصحة النفسية وتقدير الذات ، وأشار حجي ( 2000م ، ص 90 ) أنه يخدم التلاميذ كمصادر لتعلم بعضهم من بعض ويرجع ذلك إلى أن أداء أعضاء المجموعة أفراداً يعتمد على الأعضاء الآخرين للمجموعة ، ولذلك فإن الاعتماد المتداخل الإيجابي يزداد بين أعضائها.

من هنا تكتسب هذه الدراسة أهميتها ، لكونها تسعى إلى تأصيل مفهوم التعلم التعاوني كمدخل جديد في تطوير إدارة الفصل ، مـن حيث تحديـد الأساليب والمعايير التي يرتكز عليها ، ثم تسعى بعد ذلك للتعرف على حدود الدور الذي يمكن أن يلعبه هذا النوع من التعلم التعاوني في تطوير الممارسة التربوية بصفة عامة ، من خلال تطوير أداء المعلم في إدارة الفصل .

مشكلة الدراسة :

أشارت بعض الدراسات ذات العلاقة بواقع التعليم الحالي إلى أن أكثر من 85% من الأعمال التي تتم في المدارس تقوم على أساس تنافسي فردي بين الطلاب ، وأن التعاون وبناء المهارات الاجتماعية لا يحظى بالاهتمام اللازم ، كما أثبتت دراسات أخرى أن أهم عنصر في فشل الأفراد في أداء وظائفهم لا يعود إلى نقص في قدراتهم ومهاراتهم العلمية ، ولكن إلى النقص في مهاراتهم التعاونية والاجتماعية ، نتيجة التغيير الحاصل في بيئة العائلة . ومنها العائلة العربية على وجه العموم ، والخليجية على وجه الخصوص ، من حيث الانتقال من العائلة الكبيرة والمستمرة إلى العائلة الصغيرة التي أصبح لها أثر سلبي على مهارة الطلاب الاجتماعية . وتشير دراسة جونسون وآخرين ( 1995م ، ص 1-5) حول مقدار الوقت الذي يقضيه الأب مع أطفاله ، إلى أن أطفالنا يقضـون معظم أوقاتهم أمام التلفزيون والفيديو والكمبيوتر ، أو مع الخادمة ، وأن الطالب في المرحلة الابتدائية يشاهد التلفزيون خمسين ضعف عدد المرات التي يتحدث فيها مع والده .

وفي المقابل وجد أن العديد من بلدان العالم أخذت بمفهوم التعلم التعاوني ، لتنفيذ الممارسات التربوية في مؤسساتها التربوية ، وبالتحديد في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ، عندما بدأت بريطانيا باستخدام المجموعات التعليمية التعاونية ، ثم انتقلت الفكرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما افتتحت مدرسة تمارس هذا الأسلوب في مدينة نيويورك عام 1806م .

وفي أوائل القرن التاسع عشر كان هناك تركيز قوي على التعلم التعاوني في المدارس الأمريكية ، وإن كان على نطاق محدود ، في بعض الدول العربية ، وبخاصة في المملكة العربية السعوديـة ، حيث بدأ التعلم التعاوني عام 1991م عندما قامت مدارس الظهران الأهلية بترجمة كتابCooperation in Classroom  إلى اللغة العربية ، وقدمته للهيئة التعليمية عبر عـدة دورات تدريبية ، وتابعت تطبيقات المعلمين الصفية للتعلم التعاوني .

كما أصبح الاتجاه الحديث يولي المدارس مسئولية مساعدة الطلاب على متابعة التعلم ، والاهتمام بتشجيعهم على الإقبال مع عملهم المدرسي وعلى أمور حياتهم بأساليب أكثر إبداعا ، ولذا وجهت الجهود التربوية إلى أهمية تتبع البيئة في إذكاء روح الابتكار والإبداع والقيادة والتواصل وبناء الثقة واتخاذ القرارات وإدارة الخلافات اللازمة ، لجعل المجموعات التعليمية مجموعات فاعلة ، حيث ذكر عبود (1995م ، ص 81) أن مشكلة المعلم الأساسية في الفصـل هي إظهار الصرامة ، ليظل الطلاب محافظين على النظام ، بل أصبح دور المعلم هو تطوير الأجواء التقليدية بهدف تنمية الإنسان وتعهده وفق المعايير التربوية السليمة ، بقصد زيادة الإنتاجية الداخلية ، التي تنطلق من ضرورة تحديد استراتيجيات أساليب إدارة الفصل ، لإعداد البيئة المناسبة لاستخدام الأساليب الحديثة لزيادة الإنتاجية داخل الفصل .

ولكل هذه الأسباب بات من الضروري أن يتعرف المعلمون على استراتيجية التعلم التعاوني ، ويتدربوا على استخداماتها الصفية ، لكونها واحدة من الاستراتيجيات التي تساعد الطلاب على زيادة تعلمهم وتواصلهم واكتسابهـم المهارات الاجتماعية اللازمة للنجاح في الحياة .

تحديد مشكلة الدراسة :

ويمكن تحديد مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي :

ما أثر استخدام أسلوب التعلم التعاوني لإدارة الفصل في تحصيل الطلاب الدراسي ؟

أهداف الدراسة :

وللإجابة عن السؤال الرئيس لهذه الدراسة وضع الباحث الأهداف التالية :

-             تأصيل الأساليب والمعايير التربوية التي يستند إليها مفهـوم التعلم التعاوني وإدارة الفصل نظريّاً .

-             تحديد الدور الذي يمكن أن تسهم به ممارسة استراتيجيات التعلم التعاوني في تطوير إدارة الفصل ، وذلك من خلال دراسة تجريبية توضح درجة الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين المجموعتين : التجريبية والضابطة ، في بعض المقررات الدراسية .

أسئلة الدراسة :

ولتحقيق أهداف الدراسة وضع الباحث الأسئلة التالية :

-              هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين : التجريبية ، الضابطة في المستوى التحصيلي للطلاب في مقرر  العلوم ، نتيجة لاستخدام أسلوب التعلم التعاوني ؟

-              هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين : التجريبية والضابطة في المستوى التحصيلي للطلاب في مقرر  اللغة الإنجليزية ، نتيجة لاستخدام أسلوب التعلم التعاوني ؟

-              هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين : التجريبية والضابطة في المستوى التحصيلي للطلاب في مقرر التاريخ ، نتيجة لاستخدام أسلوب التعلم التعاوني ؟

-              هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين : التجريبية والضابطة في المستوى التحصيلي للطلاب في مقرر الجغرافيا ، نتيجة لاستخدام أسلوب التعلم التعاوني ؟

-              هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين : التجريبية والضابطة في المستوى التحصيلي للطلاب في مقرر الإملاء ، نتيجة لاستخدام أسلوب التعلم التعاوني ؟

-              هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين : التجريبية والضابطة في المستوى التحصيلي للطلاب في مقرر القواعد ، نتيجة لاستخدام أسلوب التعلم التعاوني ؟

أهمية الدراسة :

تنبع أهمية هذه الدراسة من أنها :

-             تتناول موضوعاً حيويّاً وجديداً يهم القائمين على العمل التربوي الميداني من معلمي ومديري مدارس ومشرفين تربويين ، ويهم كذلك صانعي القرارات التربوية ، من أجل رفع المستوى التربوي بشكل عام .

-             تلقي الضوء على العناصر الأساسية المكونة لأسلوب التعلم التعاوني ، ومدى الاستفادة من تطوير أداء وتطوير إدارة الفصل من قبل المعلمين ، ومحاولة رتق الفجوة الناتجة عن الممارسات التعليمية التقليدية التي تعطى المعلم الدور الكامل في لغة الاتصال التربوي ، فهو المرسل فقط ، دون الاستفادة من العناصر التربوية الأخرى ، مثل : الطالب ، في المشاركة في تسيير دفة إدارة الفصل ، من أجل تعلم ، أفضل فهو حلقة اتصال تربوي فعال بين جميع أطراف العملية التعليمية .

-             قد تكون الدراسة الأولى التي يتم فيها التركيز على مفهـومين جديدين في مجال الإدارة التربوية ، هما : أسلوب التعلم التعاوني باعتباره أسلوباً جديداً ، وتطوير أداء المعلمين لإدارة الفصل .

 

مصطلحات الدراسة

§             التعلم التعاوني :

يمكن تعريف التعلم التعاوني إجرائيّاً بأنه الأسلوب المتبع من قبل معلم الفصل في استخدام طريقة المجموعات الصغيرة داخل الفصل ، وإتاحة فرصة العصف الذهني بين الطلاب في داخل كل مجموعة ، حسب موضوع الدرس من المقرر .

§             إدارة الفصل :

إجرائيّاً ، هـو : تقسيم الوقت الزمني للحصة الدراسية على شكل مراحل ، يحددها المعلم في قيادة الفصل الدراسي ، وإتاحة الفرصة للطلاب بممارسة القيادة للمجموعات داخل الفصل ، والمشاركة في إدارة المجموعات ، وذلك بغرض زيادة إنتاجيتهم التحصيلية ، ورفع درجة المشاركة ، وتحمل المسئولية الجماعية بين الطلاب أنفسهم ..

§             المجموعة التجريبية :

إجرائيّاً ، هي التي تطبق أسلوب التعلم التعاوني في إدارة الفصل ، والمشاركة الجماعية بين الطلاب ، ويقصد بها هنا : طلاب الصف الأول المتوسط / 2 بمدرسة النصر الأهلية بمحافظة جدة التعليمية .

§             المجموعة الضابطة :

إجرائيّاً ، هي التي تطبق أسلوب التعلم التقليدي في إدارة الفصل ، ويقصد بها هنا : طلاب الصف الأول المتوسط / 1 بمدرسة النصر الأهلية بمحافظة جدة التعليمية .

§             المقررات الدراسية :

تم اختيار المقررات التالية لهذه التجربة : العلوم ، واللغة الإنجليزية ، والتاريخ ، والجغرافيا ، والإملاء ، والقواعد ، للصف الأول المتوسط 2،1 بمدرسة النصر الأهلية بمحافظة جدة التعليمية .

§             الفصل المدرسي :

ويقصد به إجرائيّاً : المكان المخصص الذي يلتقى فيه مجموعـة من طلاب الفصل / 1 المتوسط أو طلاب الفصل / 2 المتوسط بمدرسة النصر الأهلية بمحافظة جدة التعليمية ، وعـدد كل فصل مدرسي هـو عشرون طالباً في الفصـل الدراسي الثاني للعـام الـدراسي 1420/1421هـ .


الإطار النظري


أولا ً: مفهوم التعلم التعاوني

المقدمة

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ، وخلق فيه صفات وسمات تميزه عن سائر المخلوقات الموجودة على سطح الأرض . ومع ذلك تظل قدرات الإنسان الجسدية والعقلية محدودة ، وغير مؤهلة لأن تحقق له كل ما يطمح إليه من رغبات واحتياجات ، ومن أجل ذلك كان لزاما عليه أن يتعاون مع الآخرين ، وبتعاون الآخرون معه من أجل تحقيق الأهـداف المشتركة . وهذه الرغبة لتحقيق الأهداف والرغبـات من خلال التعاون والعمل الكفء ليست مقصورة فقط على الإنسان الفرد ، لكنها أيضاً تمتد إلى المجموعات في أي مجتمع كان . وحين ينتظم عقد مجموعة من الأفراد من أجل تحقيق هدف معين فإنه يصبح من الضروري عندئذ أن تكون هناك إدارة تعمل على تهيئة الظروف ، وتنظم الجهود من أجل الوصول إلى الأهداف المشتركة المطلوبة ، وهذه الجهود تتمثل في قيام المعلم بدوره التربوي المهني في تنسيق الأنشطة الصفية وغير الصفية المختلفة لمجموعة الطلاب ، من خلال ممارسة استراتيجية التعلم التعاوني داخل هذه المجموعات ، وقـد استخدم كل مجتمع إنساني المجموعات لتحقيق أهدافـه . وفي المقابـل نجد أن جونسـون وزمـلاءه ( 1995م ، ص ص 1-1،2 ) أكدوا بأن نمط إهدار الفرص للإفادة من قوة عمل المجموعات في المؤسسات التربوية يعود إلى خمسة أسباب على الأقل :

1.          عدم وضوح العناصر التي تجعل عمل المجموعات عملا ناجحا ، فمعظم المربين لا يعرفون الفرق بين مجموعات التعلم التعاوني ومجموعات العمل التقليدي .

2.          عدم إدراك المربين أن العمل المعزول هو نظام غير طبيعي في العالم ، وأن الشخص الواحد لا يستطيع أن يبني سكناً له بمفرده .

3.          عدم تحمل المسئولية في فكرة التطوير لدى مجموعة المتعلمين ، وبالتالي تصل إلى عدم تحمل المعلمين مسئولية تعليم الطلاب لأقرانهم داخل الفصل وخارجه .

4.          هيمن على عقول المربين فكرة أن عمل اللجان والمجموعات غير ناجح ، وبالتالي يرددون قول القائل : إذا أردت أن تعيق موضوعا في العالم العـربي فإن ذلك يكون بإحالته إلى لجان لدراسته .

5.          الرهبة وعدم توافر العزيمة ، بالنسبة للعديد من المربين ، في استخدام المجموعـات التعليمية التعاونية .

ولمحاولة القضاء على هذه الأسباب في تطبيق مفهوم التعلم التعاوني داخل المجموعات التعليمية في المدارس ، ذكر جونسون وزملاؤه ( 1995م، ص ص 1 ، 2 ) أنه يجب التغلب على المقاومة الشخصية لاستخدام المجموعات بطريقة منضبطة من خلال مراعاة المفاهيم التالية :

‌أ.              الفرق بين العمل التعاوني والعمل الفردي  .

‌ب.          النتائج المتوقعة من العمل التعاوني في شكل مجموعات .

‌ج.           طريقة التطبيق الدقيق للعناصر الأساسية ( سوف يتم شرحها فيما بعد ) .

‌د.            نوعية التعلم التعاوني الذي يستخدم في المواقف التعليمية المختلفة .

هـ. بيئة تنظيمية في المدرسة ذات أداء مرتفع ، من أجل زيادة جودة التعليم .

 

الفرق بين مفهومي التعلم  التعاوني والتعليم التعاوني :

إن التعلم التعاوني هو الخطوة الأولى من الطريقة التقليدية لعمليات التعليم في معظم البلدان العربية ، من حيث مرحلتي المعرفة والإدراك للمهارات الأساسية ، ومن خلال التعليم الفردي في داخل الفصل الدراسـي ، فالتعليم في غرفة الصف يحتاج إلى جهد تعاوني ، لأن التحصيل غير العادي لا يأتي من الجهود الفردية أو التنافسية للفرد المنعـــزل ، بل يأتي من خلال العمل على شكل مجموعة تعاونية.

أما التعليم التعاوني فهو الفعلي في ترجمة مفهوم التعلم التعاوني ، بما يتيحه من فرص عمل فعلية للطلاب في أثناء الدراسة ، تساعد على تحقيق المراحل المتقدمة في العملية التعليمية ، كما يسمونه : مرحلة التدريب الميداني لبعض التخصصات العلمية والنظرية في مراحل التعليم العالي والثانوي لكافة تخصصاته .

عـرف مجلس القـوى العاملـة ( 1995م ، ص 9 ، 10 ) بأن التعلم التعاوني بأنه البذرة الأولى ، وهو طريقة وأسلوب حديث في مجال تطوير أداء الطلاب الفعال ، من خلال الأداء المتميز من المعلمين ، وفي استخدام استراتيجيات التعلم التعاوني طريقة تدريبية حديثة من أجل تطوير إدارة الفصل للممارسات التربوية الصحيحة ، في شكل مجموعات تعاونية ، داخـل حجرة الفصل الدراسي .

 وحتى نجعل العمل التعاوني ذا فعالية بين الطلاب ، أكدت دراسـة جونسون وزمـلائه ( 1995م ، ص ص 1-6 ، 1-7 ) على أن ذلك يتطلب فهما للعناصر التي تجعل العمل التعاوني عملا ناجحا ، وإتقان هذه العناصر الأساسية للتعاون يسمح للمعلمين أن يأخذوه بعين الاعتبار ، ولهذا يجب مراعاة النقاط التالية :

-             يتناولـون دراستهم ومناهجهـم وقـراراتهم الموجودة يبغونها بشكل تعاوني .

-             يكيفون دروس التعليم التعاوني طبقا لخصوصية حاجاتهم التعليمية ، وظروفهم ، ومناهجهم ، وموادهم ، وطلابهم .

-             يشخصون المشاكل التي قد يواجهها الطلاب في أثناء عملهم معا ، ويتدخلون لزيادة فاعلية المجموعات التعليمية الطلابية .

الجذور النظرية للتعلم التعاوني :

ذكـر جونسون وزملاؤه ( 1995م ، ص ص 3-5 ، 3-6 ) التدرج التاريخي لجذور نظرية التعلم التعاوني على النحو التالي :

كانت بداية التعلم التعاوني عام 1900م على يد العالم كيرت كافكا Kurt Kafka أحد واضعي نظرية الجشتلت Gestalt في علم النفس ، الـذي أكـد على " أن المجموعات وحدات كاملة نشطة يختلف فيها الاعتماد المتبادل بين الأعضاء " ، وقد قام كيرت ليوين Kurt Lewin   1935-1984م بتطوير أفكار كافكا حول النقاط التالية :

-              أساس المجموعة هو الاعتماد المتبادل بين الأعضاء .

-             حالة التوتر الداخلي لدى الأعضاء تدفعهم إلى العمل على تحقيق الأهداف المشتركة المرغوبة .

وقد قام مورتين دويتش Morton Dentsch   بصياغـة نظرية التعاون التنافسي في عام 1949-1962م ، وقام ديفيد جونسون Johnson David  بتطوير أفكار دويتش لتصبح نظرية : الاعتماد المتبادل الاجتماعي ( 1970-1974م ) .

ذكر جونسون ومورثون 1989م أن هناك أكثر من 600دراسة تجريبية على التعلم التنافسي والتعلم الفردي ، وأكثر من 100 دراسة ارتباطية أجريت على التعلم التعاوني من عام 1898م حتى الآن ، ويمكن تصنيف النتائج المتعددة التي تم الكشف عنها إلى ثلاث فئات رئيسة هي :

1.          التحصيل والإنتاجية .

mso-margin-top-alt: auto; margin-r

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 3 نوفمبر 2013 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,604,514