دراسة حديثة ترصد
نساء الإخوان‏..‏ من الدعوة إلي العنف بعد‏30‏ يونيو
أبو الفضل الإسناوي 3 1215 طباعة المقال

بعنوان نساء الإخوان من الدعوة إلي العنف‏..‏ بعد ثورة‏30‏ يونيو‏,‏ صدرت دراسة حديثة للمركز العربي للبحوث والدراسات‏,‏ يسلط خلالها الأضواء علي حدود التغيير

 في الدور الدعوي والسياسي لنساء الإخوان بعد30 يونيو. وتبرز الدراسة, التي أعدها كاتب هذه السطور, مراحل العمل الدعوي والاستغلال السياسي لنساء الجماعة وصولا إلي التظاهرات العنيفة, وتتناول الدراسة مظاهر العنف وأسبابه عند نساء التنظيم بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي, فقد تزايدت أعداد نساء الإخوان بعد25 ثورة يناير في العديد من المحافظات, بل اختلفت درجة انتشارهن في قري ونجوع ومراكز وأحياء المحافظة الواحدة, لأسباب ارتبطت بالبيئة الاجتماعية والديموغرافية لكل محافظة, ولأسباب أخري مرتبطة بأدوات تنفيذ الجماعة لبرامجها التعبوية والتثقيفية والدعوية لنسائها في تلك المناطق.
فمن خلال لقاءات الباحث بالعديد من جيران وأقارب أسر إخوانية, وإجراء اتصالات بمصادر متنوعة في مناطق مختلفة, تضمنت رجال دين, ومشايخ طرق صوفية, وعمد قري ونجوع في محافظات تختلف في الطبيعة الديموغرافية, حيث لوحظ أن محافظة الجيزة احتلت أعلي نسبة وجود لنساء الإخوان المسلمين, ومثل الحيز الريفي حول محافظة الجيزة.
وفيما يتعلق بالتركيبة التي ظهر بها معتصمو ميدان رابعة من النساء فقد كشفت عن أن أغلبهن نزحن من محافظة القليوبية التي جاءت في الترتيب الثاني من حيث عدد نساء الإخوان.
ويلاحظ أن هذا الهيكل التنظيمي لقسم النساء لا يكون واضحا ومعلوما للعامة, فكل امرأة تنتمي لأسرة, ولهذه الأسرة واحدة أخري مسئولة عنها, وبقية التفاصيل غير معلومة سوي للخاصة, لأن المبدأ المتبع داخل التنظيم النسائي هو سرية التفاصيل والمعلومات التي تكون متاحة للخاصة, وهن زوجات وبنات إخوان كبار. أما العامة من باقي النساء, فليس متاحا لهن أي شيء, لأن التنظيم النسائي داخل الجماعة تسيطر عليه فكرة تكريس الطبقية بينهن, فالتصعيد داخل التنظيم النسائي للجماعة من أسرة لأخري أعلي يتم لمن استطاعت أن تثبت ولاءها وطاعتها العمياء لقيادات الجماعة, والتزامها بالقواعد المنصوص عليها.
وتعد المرحلة الزمنية الأقوي من مشاركة نساء الإخوان في العمل السياسي هي الفترة التي تلت ثورة25 يناير, والتي كان لها الفضل في ظهور نساء الإخوان علي المشهد السياسي المصري. وهنا, لا بد أن نشير إلي أن سماح مكتب الإرشاد لنساء الإخوان بالمشاركة السياسية الكثيفة في أول انتخابات برلمانية بعد ثورة يناير لا يرجع لإيمان التنظيم بفكرة ولاية المرأة, والتي أثارت خلافا حادا لفترة طويلة بين قيادات مكتب الإرشاد, وإنما يعود ذلك لما تضمنه قانون الانتخابات المعد في المرحلة الانتقالية الأولي عام2011, حيث اشترط القانون ضرورة وضع امرأة علي كل قائمة حزبية, وبذلك بلغ عدد مرشحات الإخوان115 امرأة, نجح منهن ما يزيد علي6 سيدات. أما الدور السياسي الثاني لنساء الإخوان, فتمثل فيما يعرف بالاستغلال السياسي, والدفع بالنساء من قبل قيادات مكتب الإرشاد, واستغلالهن في فترات الانتخابات البرلمانية, والانتخابات المحلية, حيث تري قيادات التنظيم أن النساء كتلة تصويتية تستغل سياسيا, نظرا لارتفاع نسبتهن التي تقترب من ضعف الكتلة التصويتية للرجال, وقد كشفت ثورة30 يونيو عن وجه عنيف لنساء الإخوان, كاد يقترب من حمل السلاح في مواجهة قوات الأمن بعد فض ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. فقد تطور دورهن إلي التحريض علي العنف من فوق المنصة الرئيسية, والدعوة إلي مواجهة أفراد الجيش والشرطة, واستمرار التحرك في تظاهرات مسلحة مع الرجال, ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي, والتي كانت تنتهي بعدد كبير من القتلي من الطرفين, انتهاء بحمل السلاح لبعضهن وفقا لضبطيات رجال المباحث المصرية في18 أغسطس.2013 وكان أهم مظاهر العنف التي رصدناها لنساء الحركة تتمثل في التحريض ضد رجال القوات المسلحة من قبل حركات نسائية تكونت من ميدان رابعة والنهضة, وفي يوم الجمعة20 يوليو2013 أطلقن عليه يوم الفرقان الذي ستعيد فيه مصر ثورتها المسروقة. وطالبت الحركة نساء الإخوان بعدم الرحيل من ميداني رابعة والنهضة, وأن يكن في المقدمة قبل الرجال, في حال فض الاعتصام. كما قامت قيادات نساء أخوات بالتحريض علي العنف علي غرار تحريض قيادات الجماعة من الرجال, وكان أهم من حرضن هي النائبة السابقة بمجلس الشعب المنحل عزة الجرف, حيث تناقلت الصحف المصرية, والمواقع الإلكترونية تصريحات خطيرة لها, كان نصها نبشر بأعداد كبيرة من القتلي في صفوف الجيش, والشرطة المصرية, إذا لم يتم الإفراج عن محمد مرسي, مشيرة إلي أن مقتل الجنود كل يوم هو حادث بسيط مما سوف يحدث بعد ذلك, وأنه عندما تأتي طائرات الناتو, وتدخل مصر, سوف يركع الجيش المصري للإخوان, وحينها لن نرحمهم إضافة للفيديوهات المسجلة لسيدات من نساء الإخوان تم القبض عليهن في18 أغسطس, ليلة أحداث مسجد الفتح الدامية, وبحوزتهن أسلحة ورشاشات إسرائيلية الصنع. الواقعة الثانية التي نشرتها جريدة الوطن المصرية في16 أغسطس لشهود عيان تؤكد حمل سيدات منتقبات لسلاح وذخيرة في تظاهرات عنيفة, شهدتها محافظة دمياط في17 أغسطس.
وإذا كانت درجة العنف عند نساء الإخوان قد اقتربت أخيرا من حمل بعضهن للسلاح, ومواجهة القوات, واستخدام بعضهن للحجارة في مواجهة المعارضين, والتحريض علي سيل الدماء, فهذا ينبه مستقبلا إلي أن معدل العنف عند نساء الجماعة ونوعه يتوقف علي مدي استمرار رجال الجماعة في اللجوء للعنف في مواجهة المعارضين وقوات الأمن والجيش, بل وتطور وسائله المستخدمة. أما في حال توقف الجماعة عن اللجوء للعنف, والاتجاه للمصالحة, وحدوث ثورة داخلية بها, فهذا سيؤدي حتما إلي عودة نساء الجماعة للعمل الاجتماعي, وقيامهن للمرة الرابعة بنفس الدور الذي قمن به في المحنتين الثانية والثالثة للجماعة, والذي تضمن( قيام قسم الأخوات المسلمات بجمع التبرعات, وتدبير نفقات البيوت التي غاب عنها عائلها).

رابط دائم:

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 55 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2013 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,608,837