دراسة علمية تدعو للتصدى لجنوح الأطفال دراسة علمية تدعو للتصدى لجنوح الأطفال كتب- كاظم فاضل: السبت , 14 سيبتمبر 2013 15:11 دعت دراسة علمية بالمعهد العالى للدراسات الإسلامية بالقاهرة إلى تكاتف مؤسسات المجتمع للتصدى لظاهر جنوح الأطفال ومنع وقوعهم فى فخ الجنوح اعتماداً على المنهج الحضارى الذى وضعته الشريعة الإسلامية وسبقت به جميع التشريعات والموثيق الوضعية ،حيث اشتملت الشريعة الإسلامية على منهج تربوى كامل وشامل احتوى كافة الأساليب والطرق الحديثه للوقاية من جنوح الأحداث . وقد أعدت الدراسة التى عالجت قضية الجنوح فى ضوء التشريع الإسلامى والعلوم الاجتماعية وعلم النفس والقانون، الباحثة نادية عبد الوهاب عبده، وحصلت بها على درجة الماجستير فى الشريعة الإسلامية بتقدير ممتاز وحملت عنوان " جنوح الأطفال وسبل علاجه فى ضوء التشريع الإسلامى ..دراسة مقارنة " وتكونت لجنة الحكم عليها من كل من الدكتور عبد الله النجار أستاذ الشريعة بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية مشرفاً ورئيساً والدكتور محمد نجيب عوضين أستاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة والأمين العالم الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية مناقشاً والدكتور أحمد يوسف عليق أستاذ التخطيط الاجتماعى وعميد كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان مناقشاً . وحذرت الباحثة من خطورة بعض المحاولات الدولية للتدخل فى شئون الأسرة المسلمة عبر ظاهرة جنوح الأطفال وقالت إن ظاهرة جنوح الأطفال أتاحت بأسبابها المختلفة الفرصة لاتفاقيات ومواثيق دولية لا تتفق في كثير من أركانها مع مبادئ التشريع الإسلامي لتمد أصابعها فى مجتمعاتنا عبر بوابة الأسرة حيناً وعبر بوابة المرأة حيناً آخر وبعضها يريد أن يغل يد الأبوين في رعاية الأبناء، ويفتح المجالات أمام مؤسسات زائفة .وإن كان الرفض لما يخالف الشريعة الإسلامية ومبادئها حقاً أصيلاً للمجتمعات الإسلامية إلا أن هذا لا يعفيها من البحث عن معالجات علمية لظاهرة جنوح الأطفال فى ضوء مبادئ التشريع الإسلامي بما يحفظ المجتمع ويحافظ علي اللحمة بين عناصره ومكوناته ، ولا يتأتي ذلك إلا بالبحث العميق والدقيق فى جنوح الأطفال وأسبابه وما يترتب عليه من كوارث ومخاطر. والنظر في الشرع الحنيف بحثاً عن العلاج وسبل الوقاية مع بيان ما يمتاز به الشرع الإسلامي عن غيره من المعالجات الدولية مع تفنيد ما تفتريه تلك الاتفاقيات حول كثير من الأمور التى قررها الإسلام في إطار تنظيمه للعلاقات الأسرية بما يضمن الواجبات والحقوق لكل طرف حيث تحاول هذه الاتفاقيات أن تصور المعالجات الإسلامية علي أنها نوع من العنف الذى يجب أن يحظر ويمنع مع أن تلك الأمور قائمة على سند قوى من أدلة الشارع والتى أراد بها صلاح تلك العلاقة ، بما يدل علي أن موقف تلك الاتفاقيات من هذه الأمور مصادم لها ومضاد لما قرره الله فيها . وأوضحت الباحثة نادية عبد الوهاب أن الشريعة الإسلامية تميزت برفع المسئولية الجنائية عن الأطفال حتى بلوغ الحلم وأن أحكامها الجنائية لا تقوم على العقاب والإيلام وذلك في نظرتها للأحداث المنحرفين ، وإنما تقوم علي التوجيه والتربية والعلاج وذلك ما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية بصفة عامة . كما أن معاملتها لهم تقوم علي الرحمة بهم حيث أنها قاعدة من قواعد التربية الإسلامية للصغار عموماً سواء أكانوا أسوياء أم منحرفين. وأشارت الباحثة إلى أن الشريعة الاسلامية اهتمت بمجموعة من الآليات للوقاية من جنوح الأطفال وذلك من خلال ما أمر به الله سبحانه وتعالى، وقد تميزت الشريعة الإسلامية على التشريع الوضعى ، فى إقرار تلك الآليات ، وذلك من حيث الاهتمام الكبير بالجانب العقائدى فى تكوين شخصية الطفل ، وإضفاء الصبغة الدينية على تلك الآليات ، لتحقيق توازن شخصية الطفل لا بد من الاهتمام بالجانب الدينى ، فالقانون الوضعى لم يعط تلك الأهمية لهذا الجانب وبهذا نجد أن الشريعة الإسلامية تعد أول شريعة فى العالم ميزت بين الصغار والكبار من حيث المسئولية الجنائية تمييزا كاملاً . لقد اهتمت الشريعة الإسلامية اهتماماً بالغاً بالأحداث ، فخصتهم بمعاملة تتناسب مع طبيعتهم فى مختلف مراحلهم العمرية ، استناداً إلى فكرة التدرج فى التمييز والوعى ، والإدراك لديهم ، وفرقت بين مختلف المراحل العمرية ، مما جعل الفقه الإسلامى صاحب بصمة خاصة جعلته يتفرد عن سائر الشرائع والتشريعات المقارنة .فالطفل إذا ارتبط بروابط أخلاقية واعتقادية ، وقيم اجتماعية منذ صغره صفت سريرته واستقام سلوكه وأصبح فرداً صالحاً فى المجتمع ، فإذا صلح الفرد صلحت الأسرة وإن صلحت الأسرة صلح المجتمع الذى ينشده الإسلام . ولهذا يعتبر جنوح الأحداث ظاهرة اجتماعية خطيرة كانت ولا تزال هاجساً مخيفاً للشعوب المتقدمة و النامية على السواء بخاصة وأن فئة الأطفال تمثل الشريحة الغالبة فى عالمنا العربى ، فتعتبر أى دراسة تعتنى بجنوح الأطفال مساهمة فى إيجاد السبل الكفيلة للحد من هذه الظاهرة أو على الأقل التقليل منها ، وبخاصة أن معدلات الإجرام فى تزايد مستمر ، وبالخصوص جنوح الأطفال ، ولعل البحث فى هذا الموضوع قصد تجنيب هذه الفئة ويلات الرذيلة والجريمة ، وعلاج المرضى بها لأن الحدث الجانح اليوم هو المجرم الخطير غداً ، وهو ما أكدته البحوث العلمية التى دلت على أن معظم . وأوضحت الباحثة نادية عبد الوهاب أن التربية الإسلامية تقوم على جانبين عظيمين وهما الجانب الوقائي والجانب العلاجى وأن هناك اتفاقاً بين المذاهب الإسلامية على تعريف الحدث بأنه من لم يبلغ الحلم ، ويعرف البلوغ بالعلامات الطبيعية ، ولكن هناك خلاف بين الفقهاء فى تحديد سن البلوغ وإن عمدت معظم التشريعات العربية إلى جعل الحد الأقصى لسن الحدث هو 18 سنة .كما تتفق الشريعة الإسلامية مع القانون حول أهم المبادىء التى تخص مسئولية الأحداث وعقابهم ،كرفع المسئولية الجنائية عنهم والقصد من عقابهم التأديب والاصلاح وليس الردع والانتقام ولكن يختلفان من حيث المنهج فى إثبات ذلك ودعت الدراسة إلى ضرورة أن يعي كلا الوالدين أهمية المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقيهما تجاه الأبناء ، ومعرفة أنهما مراقبان من الله عز وجل وسيحاسبان عليها ،مشددة على ضرورة نهج الوالدين التربية السليمة ، والمتوازية للطفل وعدم استخدام التدليل الزائد أو القسوة المفرطة التى لا مبرر لها . وفى ختام الدراسة توصلت الدراسة إلى عدة توصيات منها ضرورة النظر إلى جنوح الأحداث على أنه ظاهرة اجتماعية بحاجة إلى الرعاية والإصلاح أكثر من حاجتها إلى العقوبة والردع و ضرورة تنمية الوازع الديني لدى الأحداث . وطالبت المؤسسات الدينية ، والتربوية والاجتماعية بالاهتمام الجيد بالشباب ، وذلك بالرعاية وتطوير ثقافتهم ، وشغل أوقات فراغهم بما يتلاءم مع ميولهم وذلك لنستئصل أسباب الجنوح ، وضرورة معالجة الأوضاع الاقتصادىة لكافة فئات المجتمع وخصوصاً العوائل الفقيرة ومحدودة الدخل، و ضرورة التركيز علي دور الأسرة للأبناء وبلوغهم الهدف الأسمى بأن يصبحوا عنصراً فعالاً صالحاً فى المجتمع ، وذلك بالإرشاد والتوعية المستمرة . كما دعت الدراسة إلى مراجعة المناهج التعليمية والبرامج الدراسية ، وذلك وفقاً لمقتضيات روح التغير والبناء ومن أجل أن تكون التربية مجدية والتعليم نافعاً .وطالبت من يعملون فى مجال الطفولة من الإعلاميين والتربويين ، وعلماء الدين وقادة الفكر وغيرهم برسم استراتيجية إعلامية صحيحة للأطفال ووضع الخطط التي توفر لهم مضامين جذابة تسهم فى تربيتهم وتثقيفهم ، وذلك بإحداث تغير شامل يستند إلى تشريع مرن وفلسفة توجيهية سليمة فى العملية الإعلامية برمتها . كما طالبت الدولة بتكوين هيئة ممن يتصفون رجالها بالأخلاق والعلم والأمانة والصبر والرفق واللين والورع ، ويكون غرضها الأوحد هو الاهتمام بالأحداث نشأة وتكويناً ، وذلك وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية على أن تكون تابعة للأزهر الشريف ، ولها العديد من الفروع فى جميع المحافظات . اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - دراسة علمية تدعو للتصدى لجنوح الأطفال
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,796,856
ساحة النقاش