اتجاهات تلاميذ المرحلة الثانوية نحو القراءة وعلاقتها بالتحصيل الدراسي في اللغة العربية
توفيق محمد نصر الله
|
تاريخ الإضافة: 17/8/2013 ميلادي - 11/10/1434 هجري
زيارة: 202
Share on favoritesShare on facebook Share on twitter Share on hotmailShare on gmail Share on bloggerShare on myspaceShare on digg
ملخص الرسالة
اتجاهات تلاميذ المرحلة الثانوية
نحو القراءة وعلاقتها بالتحصيل الدراسي في اللغة العربية
يتناول هذا البحث الكشف عن الاتجاه نحو القراءة لدى تلاميذ المرحلة الثانوية وعلاقة ذلك الاتجاه بتحصيلهم الدراسي في اللغة العربية. ولتحقيق اهداف هذا البحث قام الباحث بدراسة وصفية مسحية استخدم فيها أسلوبي المقابلة الشخصية والاستقصاء في جمع المعلومات. وقد شملت عينة البحث 1657 تلميذا تك اختيارهم عشوائيا من تلاميذ الصفين الاول والثالث من المدارس الثانوية العامة والتجارية والصناعية في المنطقة الغربية بمدن (مكة المكرمة، جدة، الطائف) وتوصل الباحث الى العديد من النتائج أهمها ما يلي:
1- جميع تلاميذ الصف الاول الثانوي وجميع تلاميذ الصف الثالث الثاوي في مراحل التعليم (العام، او التجاري، او الصناعي) اتجاههم سلبي بشكل عام نحو القراءة.
2- اتجاه تلاميذ الصف الثالث الثانوي نحو القراءة اكثر إيجابية من اتجاه تلاميذ الصف الاول الثانوي.
3- الاتجاه نحو القراءة يختلف باختلاف نوع الدراسة فاتجاه تلاميذ الفرع العلمي نحو القراءة اكثر إيجابية من اتجاه تلاميذ الفروع الاخرى التي تتساوى في نوع الاتجاه الى حد بعيد.
4- توجد فروق دالة في الاتجاه نحو القراءة ان تغير الغرض من القراءة.
5- لا يوجد النمو في التلاميذ نحو القراءة الا لدى تلاميذ الصف الثالث العلمي.
6- لا توجد علاقة دالة بين الاتجاه نحو القراءة والتحصيل في مواد اللغة العربية وقد قدم الباحث بعض التوصيات والمقترحات وأهمها:
• بناء منهج المطالعة في ضوء حاجات التلاميذ وان يراعي فيه ملاءمته لمستوى فهمهم واهتماماتهم.
• اجراء دراسة مماثلة للدراسة الحالية للتعرف على اتجاه تلاميذ المرحلة الجامعية.
الفصل الاول
المشكلة- تحديدها - اهمية بحثها - حدودها - خطة دراستها.
مقدمة:
بالرغم من ازدهار وسائل الموصلات ويسر نقل المعلومات من صوب الى اخر في كل انحاء المعمورة، مازالت القراءة وسيلة الفرد الوحيدة للاطلاع على المعلومات في كل زمان ومكان. ولهذا تحظى القراءة باهتمام المؤلفين والمربين والمهتمين بطرق تعليمها. لان كم المعلومات الهائل الذي يصدر في جميع ميادين المعرفة يجعل الانسان يقرا العديد من الكتب في اليوم الواحد، ليكون على اطلاع دائم على الجديد في مجال اهتماماته " وللقاءة أهميه كبيرة في حياة الشعوب، فبواستطها يستطيع الفرد أن يحل مشكلاته اليومية التي تعترضه وتقف حجر عثرة في سبيل نجاحه وهي وسيلة تحقق للإنسان الفائدة من اراء وخبرة جميع المفكرين من جميع الشعوب والأجيال"[1] والقراءة وسيلة للتسلية والترويح عن النفس واصلاح الخلق، فقراءة قصص الانبياء والمصلحين وغيرهم مما قدموا للإنسانية عصارة فكرهم وخلاصة تجاربهم في الحياة تحببنا فيما قاموا به من جهود وتدعونا الى الاقتداء بهم والسير على طريقهم[2] وهذا يعني أن الفرد القارئ إذا اراد أن يفيد من خبرات القدماء والمحدثين أو ان يتسلى أو ان يشبع فضوله يتجه نحو المادة المقروءة ليحقق ما يريد. وهذا الامر دعا المهتمين الى تطوير تعليم القراءة وتنمية الاتجاه نحوها لأنه يؤدي إلى الاهتمام بالقراءة ومن ثم الاهتمام بتعلم مهاراتها، إذ أن تعلم مهارات القراءة يعد من الامور الميسرة لدى منه يتجهون اتجاها ايجابيا نحو القراءة، كما أن تعلم هذه المهارات يعد من الامور التي يصعب تعليمها لأفراد يتجهون اتجاها سلبيا نحو القراءة، ويؤكد على هذا "رويل "rowell حيث انه وجد سنة 1967 أن الاتجاهات السلبية نحو القراءة ترتبط كثيرا بالتحصيل في القراءة عن أي عامل اخر مثل المستوى الاجتماعي والاقتصادي والعمر الزمني. ويؤكد هذه النتيجة نتائج بحوث " جاردنر gardener" 1972م و"بريير (puryear) سنة 1975م[3] وتشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين التحصيل المرتفع والاتجاهات الايجابية نحو القراءة، والاتجاهات نحو القراءة يتعم تعلمها في المنزل والمدرسة وفي اختلاط التلميذ باقرانه واتصاله بهم. وتنمية الاتجاه الايجابي نحو القراءة ضرورة اجتماعية مهمة لتكوين مجتمع قارئ يسعى نحو الرقي والتقدم. وبالرغم من أهمية القراءة واهتمام المربين بتعليمها في مراحل التعليم الا انه مازالت هناك شكوى تتردد أصداؤها لدى اولياء الأمور ووسائل الاعلام المختلفة وتتلخص هذه الشكوى في تدني مستوى التلاميذ في القراءة عن مستوى اقرانهم في الصف الدراسي، كما انهم ينصرفون عنها، وهذا وذاك مما يؤدي الى انخفاض المستوى التعليمي والثقافي بين التلاميذ ويعزو بعض المربين سبب ذلك إلى عدم تنمية اتجاه التلاميذ نحو القراءة [4]. وما استخلصه المربون من تلك المؤشرات أكدته نتائج بحوث نيموتن (nimoten) الذي وجد علاقة واضحة بين الاتجاه نحو القراءة والقدرة عليها [5] كما وجد ستيفنز stevens (1975م) في دراسة لبحث العلاقة بين الاتجاهات نحو القراءة والتحسن في اكتساب المهارات القراءة أن التقدم في سرعة القراءة يرتبط بالتغيرات الموجبة في الاتجاهات تجاه القراءة. إذ أن تعرف الاتجاه نحو القراءة لدي التلميذ ومن ثم يتفرغ لتدريبه على مهارات القراءة المختلفة. أما إذا كان اتجاه التلميذ سلبيا نحو القراءة فأن هذا يؤدي إلى تعذر تعليم القراءة.
وكل ما سبق ذكره يشير إلى ضرورة تعرف اتجاه التلاميذ نحو القراءة فالتعرف على الاتجاهات القرائية السلبية أو الايجابية لدى التلاميذ يزودنا بالمعلومات اللازمة لتصحيح أو تعديل أو غرس الاتجاهات نحو القراءة لجعلها مسايرة لأهداف تعليم القراءة في المرحلة الثانوية والتي من أبرز اهدافها "تنمية الميل للقراءة وتشجيع الاقبال عليها بقصد الدراسة أو الاستمتاع أو كسب المعرفة وتعود رفقة الكتاب وحب الكتبة والفة الصحيفة والمجلة"[6]
إن الاهتمام بتنمية وتطوير الاتجاهات الايجابية والمحافظة عليها منذ المراحل الاولى للتعليم يعتبر في غاية الاهمية لكل مستويات الدراسة، لأن عدم المحافظة على الاتجاه الإيجابي قد يؤدي إلى تناقضه تدريجيا مع مرور الوقت. وتدعيمنا للاتجاه القرائي الايجابي وتميته وتطويره �
ساحة النقاش