رصد علماء الطب النفسي تأثير الصيام والعبادات الروحية والمشاركة الجماعية في العبادة والعمل والإفطار وكيف أنها تخرج المريض النفسي من دائرة همومه ومعاناته..
وأكد العلماء كما يشرح د. لطفي الشربيني استشاري الطب النفسي أن الصيام له تأثير مباشر علي الاضطرابات النفسية وأولها الاكتئاب وأعراضه الشعور باليأس والعزلة وتراجع الإرادة والتفكير في الانتحار.. والصوم يمنح مريض الاكتئاب الأمل في ثواب الله والخروج من العزلة بالمشاركة في العيادات وقالت دراسات أجريت في الغرب إن شعور الطمأنينة النفسية المصاحب للإيمان بالله له علاقة بقوة جهاز المناعة الداخلي الذي يقوم بدور حاسم في مقاومة الأمراض النفسية.. ويتجاوز تأثير الصيام أيضا إلي أمراض القلق النفسي ويتخذ صورا منها المخاوف المرضية(Phobia) ونوبات الهلع(Panic) التي تشبه الأزمات القلبية.. والقلق ينشأ من الانشغال بهموم الحياة وتوقع الأسوأ, والخوف علي المال والابناء والصحة, وشعور الاطمئنان المصاحب بصيام رمضان وذكر الله بصورة متزايدة تحقق راحة نفسية وطمأنينة تسهم في التخلص من مشاعر القلق والتوتر.. ويؤثر الصيام أيضا علي مرض الوسواس القهري وتكون الوساوس في صورة تكرار بعض الأفعال بدافع الشك المرضي مثل وسواس النظافة والتلوث وهناك الأفكار الوسواسية حول أمور دينية أو جنسية أو أفكار سخيفة تتسلط علي المرضي.. ويسهم الصوم في تقوية إرادة هؤلاء المرضي واستبدال اهتمامهم بهذه الأوهام فيحل محلها الانشغال بالعبادات وممارسة طقوس الصيام والصلوات والذكر.. وبالنسبة للإدمان وهو إحدي المشكلات المستعصية التي تواجه الأطباء النفسيين فان تحقيق نتيجة ايجابية في علاج مريض الإدمان تزيد فرصته مع صيام رمضان الذي يقوي الارادة المتدنية للمريض, ويسهم قبولهم التحدي في الامتناع عن الطعام والشراب والتدخين خلال نهار رمضان في تقوية ارادتهم وتعاونهم الإلحاح تعاطي المواد المخدرة ومواد الإدمان.
والأغرب من ذلك ـ كما يضيف د. الشربيني ـ أن الدراسات المقارنة أكدت أن علاج الأمراض المزمنة ومرضي القلب والسرطان الذين يتمتعون بشخصية متزنة ولديهم وازع ديني ويلتزمون بالعبادات وروح الدين يحصلون علي نتائج أفضل خلال رحلة العلاج لشعورهم بالاطمئنان النفسي المصاحب للإيمان بالله والذي يقوم بدور حاسم في مقاومة الأمراض.
رابط دائم:
ساحة النقاش