الدعاء والذكر (4)


إنَّ للذِّكر والدُّعاء حِكَمًا وفوائدَ تَجلُّ عن الحصرِ، وقد ذكَرْنا فيما مضى عددًا منها، ونضيفُ إلى ذلك ما يأتي:

  • من فوائد الذِّكر: أنَّ الله - تبارك وتعالى - يذكُر مَن يذكرُه، وأنَّه سبحانه مع العبد إذا ذكَرَه.

 

  • عن ابن عباسٍ عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((قال الله - تبارك وتعالى -: يا ابنَ آدم، إذا ذكَرْتني خاليًا ذكرتُك خاليًا، وإذا ذكرتَني في ملأٍ ذكَرتُك في ملأٍ خيرٍ من الذين تذكُرني فيهم))، قال الإمام المنذري: رواه البزار بإسنادٍ صحيح.

 

  • وعن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يقولُ الله: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معَهُ إذا ذكرَنِي، فإنْ ذكرني في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإنْ ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خيرٍ منهم))؛ رواه البخاري ومسلم، والترمذي والنسائي.

 

  • وعنه - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحرَّكتْ بي شَفتاه)).

 

  • ومن فوائد الذِّكر: أنَّه يصقلُ القلوب ويجعَلُها خالصةً من الغَفلة.

عن عبدالله بن عمرٍو عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه كان يقول: ((إنَّ لكل شيءٍ صقالةً، وإنَّ صقالةَ القُلوب ذكرُ الله))؛ رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي.

 

  • ومن فوائد الذِّكر: أنَّه يُنحِّي عن الرجلِ الشيطانَ.

عن أنسٍ أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا خرَج الرجل من بيته فال: بسم الله، توكَّلتُ على الله، لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله، يُقال له: حسبُك، هُدِيت، وكُفِيت، ووُقِيت، وتنحَّى عنه الشيطان))؛ رواه الترمذي والنسائي وأبو داود.

 

وهناك دعواتٌ أخبرَ الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنها مُستَجابةٌ لا تردُّ، نَذكُر بعضَها فيما يأتي:

1- دعوة المظلوم إنها لا تُرَدُّ.

  • بعثَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مُعاذًا إلى اليمن فقال: ((... واتَّقِ دعوةَ المظلوم؛ فإنَّه ليس بينها وبين الله حجابٌ))؛ رواه البخاري ومسلم.

 

  • وعن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ثلاثةٌ لا تردُّ دعوتُهم: الصائمُ حتى يُفطِر، والإمامُ العادل، ودعوةُ المظلوم؛ يرفَعُها الله فوقَ الغمام، ويفتحُ لها أبوابَ السماء، ويقول الربُّ: وعزَّتي لأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حينٍ))؛ رواه الترمذي 3598، وابن ماجه 1752.

 

2- دعوة الصائم؛ كما دلَّ على ذلك الحديثُ السابق.

 

3- الإمام العادل؛ كما دلَّ على ذلك الحديثُ السابق.

 

4- دعوة الوالد والوالدة؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ثلاثةٌ تُستَجابُ دعوتهم: الوالدُ والمسافرُ والمظلومُ))؛ رواه الطبراني بإسنادٍ صحيح.

 

5- دعوة المسافر؛ كما جاء في الحديث السابق.

 

6- دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهْر الغيب؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((دعوةُ المرءِ مستجابةٌ لأخيه بظهرِ الغيب؛ عندَ رأسه ملكٌ يُؤمِّنُ على دُعائه، كلَّما دعا له بخيرٍ قال: أمين ولك بمثلِه))؛ رواه ابن ماجه 2895، وهو حديثٌ صحيح.

 

7- دعوة المضطرِّ؛ قال الله تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62]، وقال سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 22، 23].

 

8- الدعاء بين الأذان والإقامة؛ عن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يُرَدُّ الدعاءُ بين الأذان والإقامة))؛ رواه أبو داود 521، والترمذيُّ 212 و3594 و3595.

 

9- الدعاء عند اللقاءِ في الحربِ أو عندَ النِّداء (الأذان)؛ عن سهل بن سعدٍ قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ثِنتان لا تردَّان - أو قال: قلَّما تردَّان -: الدعاء عند النِّداء، وعندَ البأسِ حينَ يُلحِمُ بعضُهم بعضًا))؛ رواه أبو داود 2540.

 

10- الدعاء تحتَ المطر؛ عن سهل بن سعدٍ عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ووقتُ المطر))؛ رواه أبو داود.

 

11- الدُّعاء في السُّجود؛ عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ؛ فأكثِرُوا الدُّعاء))؛ رواه مسلم.

 

12- الدُّعاء في آخِر الليل؛ عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ينزلُ ربُّنا كلَّ ليلةٍ إلى سماء الدُّنيا حين يبقَى ثلثُ الليلِ الآخِر فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له، مَن يسألني فأعطيه، مَن يستغفرني فأغفر له))؛ رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.

 

13- الدعاء يوم الجمعة؛ فقد ذكَر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ في يوم الجمعة ساعةً يستجيبُ الله فيها دعاءَ مَن دعاه.

 

  • عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذكَر يومَ الجمعة فقال: ((فيها ساعةٌ لا يُوافِقُها عبدٌ مسلم وهو قائمٌ يُصلِّي يسألُ اللهَ شيئًا إلا أعطاه إيَّاه))، وأشارَ بيده يُقلِّلُها؛ رواه البخاري 935، ومسلم 852.

 

  • وعن أبي مُوسى الأشعريِّ - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقولُ عن هذه الساعةِ: ((هي ما بينَ أنْ يجلسَ الإمامُ إلى أنْ تُقضَى الصلاةُ))؛ رواه مسلم 853.

 

وللحديث صلة.

 



   

 

 


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/52866/#ixzz2QDmuCcEv

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 78 مشاهدة
نشرت فى 12 إبريل 2013 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,733,328