من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال

التذبذب في المعاملة Oscillation style

 

ويقصد به تقلُّب الوالدين في معاملة الطفل بين اللين والشدة، أو القَبول والرفض، وهذا يؤدِّي إلى وجود طفل قَلِق بصفة مستمرة، وهذا لا يُعِينه على تكوين فكرة ثابتة عن سلوكه.

 

كما يقصد به إدراكُ الطفل - من خلال معاملة والديه له - أنهما لا يعاملانه معاملة واحدة في الموقف الواحد، بل إن هناك تذبذبًا قد يصل إلى درجة التناقض في مواقف الوالدين، وهذا الأسلوب يجعل الطفل لا يستطيع أن يتوقعَ رد فعل والديه إزاء سلوكه، كذلك يشمل هذا الأسلوب إدراكَ الطفل أن معاملة والديه تعتمد على المزاج الشخصي والوقتي، وليس هناك أساسٌ ثابت لسلوك والديه نحوه.

 

ويتضمَّن هذا الأسلوب عدمَ استقرار الأب والأم؛ من حيث استخدام أساليب والثواب والعقاب، وهذا يعني أن سلوكًا معينًا يُثَاب عليه الطفل، وقد يُعَاقب الطفل من موقِف معيَّن، ويثاب في نفس الوقت مرَّة أخرى؛ مما يُفقِده تحديدَ مواقف الصواب والخطأ في تعامله مع الآخرين، وهذا التأرجح بين الثواب و العقاب، والمدح والذم، واللين والقسوة؛ يَجعَلُ الطفل في حيرةٍ من أمره، دائمَ القلق غيرَ مستقر، ويترتب على هذا النمط شخصية متقلِّبة متذبذبة، ويعتبر من أشد الأنماط خطورةً على الطفل، وعلى صحته النفسية.

 

ويذكر علاء كفافي (1990 : 239) أن من المواقف الوالدية التي يُدرِكها الطفل، وتمثِّل هذا الأسلوب ما يلي:

أ) أن الطفل لا يقدر على معرفة الحالة المزاجية لوالديه في لحظة معينة؛ لأنهما يتَّسِمان بتقلب المزاج.

 

ب) إدراك الطفل أنه قد يعاقب على سلوكه في مرَّة، ولا يعاقب على نفس السلوك مرة أخرى.

 

ج) إدراك الطفل أن الوالدين يغيران من الآراء التي أعلناها، إذا وجدا أن هذا التغيير يناسبهما.

 

كما يُشِير مصطلحُ التذبذب أو عدم الاتساق في أساليب التنشئة الاجتماعية الأسرية إلى عدم ثبات الوالدين في نظامهما أو في سلوكهما، فقد يُعَاقِبان الطفل على سلوكٍ ما في وقت ما، وقد لا يعاقبانه في وقتٍ آخر على نفس السلوك، وقد ينشأ التذبذب أو عدم الاتساق نتيجةَ الاختلافِ بين الوالدين في معاييرهما، وأسلوب تنشئة أطفالهما، فقد يكون الأب حنونًا متسامحًا بينما قد تكون الأم متسلطة وعنيفة أو بالعكس.

 

كما يحدث التذبذب أو عدم الاتساق عندما لا يَقبَل الوالدان سلوكًا من أطفالِهما، وفي نفس الوقت يُظهِران علاماتٍ ضمنية تدلُّ على أنهما يستحسنان هذا السلوك؛ أي: إن هناك اختلافًا بين ما أجبر الطفل على فعله أو عدم فعله، وبين ما يرى والديه يفعلانه.

 

كذلك يتضمَّن عدم الاتساق حيرة الوالدين إزاء بعض أنماط سلوك الطفل؛ هل يوبخانه أم يُثنيان عليه؟ هل يظهران الاستحسان، أم رفض ذلك السلوك، أم يتركانه على هواه؟

 

أما من أهمِّ نتائجه - أي أسلوب التذبذب - عدمُ قدرة الطفل على معرفة الخطأ والصواب، أو التمييز بينهما، بالإضافة إلى التردد، وعدم القدرة على اتخاذ مواقف، أو قرارات حاسمة، وعدم قدرة الطفل على التعبير الصريح عن آرائه ومواقفه.

 



   



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/52538/#ixzz2Pa5O3wZX

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 5 إبريل 2013 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,798,953