حببي طفلك في القراءة.. قبل المدرسة مني الشرقاوي 0 111 طباعة المقال رغم الاهتمام بوسائل المعرفة الحديثة وتقنياتها التي تواكب العصر إلا أن علماء النفس والاجتماع مازالوا يؤكدون أهمية القراءة والإمساك بالكتاب لأنها تحقق مالا يمكن تحقيقه عن طريق أي بديل آخر, ولأن المعلومة التي تأتي من الكتاب معلومة غير سابقة التجهيز أي أن للطفل دورا في الوصول إليها.
فالقراءة كما يتفق علماء التربية لابد أن يعتادها الطفل ويحبها لأنها توسع دائرة خبرته وتفتح أمامه أبواب الثقافة وتحقق له التسلية والمتعة وتكسبه حسا لغويا أفضل.. كما أنها تمنح الطفل قدرة علي التخيل وتنمي لديه ملكة التفكير السليم وترفع مستوي فهمه وتساعده علي بناء نفسه وتعطيه القدرة علي حل المشاكل التي تواجهه.
ويري د.محمد السكران رئيس رابطة التربية الحديثة وأستاذ أصول التربية بجامعة الفيوم أن من المباديء التربوية الأساسية الاهتمام بعملية التعلم قبل التعليم, والمقصود بالتعلم التعليم الذاتي الذي يعتمد فيه الشخص علي نفسه( كيفية البحث عن المعرفة).. ولقد أثبت شباب الثورة أنه اعتمد في الأساس ليس علي التعليم الرسمي المعروف ولكن علي التعليم الذاتي باستخدام تكنولوجيا العصر. ولذلك ينبغي علينا تشجيع أطفالنا منذ الصغر علي كيفية البحث عن المعلومة في مختلف الوسائل خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة التي هي من أخصب الفترات الزمنية التي يستطيع الطفل فيها أن يتعلم ويعلم ذاته, وهذا يفرض علي أولياء الأمور تشجيع الأبناء علي القراءة حتي قبل الالتحاق بالمدرسة, وذلك بتوفير مكتبة ولو صغيرة في البيت, بها بعض الكتب المناسبة للطفل والتي تقترب من الألعاب في أشكالها وتكثر فيها الرسوم والصور, بشرط أن تناسب العمر الزمني والعقلي للطفل, وأن تحمل المضمون التربوي المناسب للبيئة التي يعيش فيها, علي أن تتميز بالإخراج الجميل والألوان والصور الجذابة والأحرف الكبيرة, وبذلك ينجذب الصغير إلي الكتاب ثم يعتاد علي الإمساك به وتصفحه.
ويضيف د.محمد السكران أن الأطفال في سن المدرسة يجب عليهم أن يكونوا بأنفسهم مكتبة صغيرة في كل فصل تضم بعض الكتب والقصص المشوقة التي تنمي خيالهم وذكاءهم وتترك لهم حرية اختيار الكتاب أوالقصة ثم بعد قراءتها علي المعلمة مناقشتهم في أحداثها أو تجعلهم يقومون بروايتها بأسلوبهم ولغتهم.
ويجيب علي تساؤل: كيف نشجع الأطفال علي القراءة؟ بأنه يجب انتهاز المناسبات لتقديم القصص والكتب المناسبة له كهدية علي نجاحه في المدرسة مثلا أوتقديم قصص جذابة للطفل في المناسبات الدينية حول هذه المناسبات, وحتي في الرحلات والنزهات, فمثلا عند زيارة حديقة الحيوان من الممكن تقديم قصص عن الحيوانات, أما في السفر فمن الممكن تقديم كتيبات سهلة وقصص مشوقة عن المدينة التي تسافرون إليها, حتي هوايات الطفل من الممكن اختيارالكتب المناسبة لها لإهدائها إليه.
أما د.أحمد يحيي عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس فيقول: من المؤكد أن القراءة تمثل المدخل الرئيسي للمعرفة لكل إنسان وخاصة الأطفال لأنها تملؤهم رغبة في أن يعرفوا وتزيدهم فهما وتقديرا لبعض التجارب, كما أنها تمدهم بأفضل صورة للتجارب الإنسانية فتوسع دائرة خبراتهم وتعمق فهمهم, فأكثر قصص الأطفال تخاطب قلوبهم وتشجع خيالهم وتمنح الأطفال ملاذا يرتاحون إليه من عناء أعمالهم اليومية وخاصة عند قراءة القصص الخيالية لأنها تهيء فرصة للأطفال لكي يعيشوا في الخيال الحياة التي يتمنون أن يعيشوها في الواقع..
ويقول إن أفضل سن لاكتساب قيمة القراءة هي السنوات الأولي من عمر الفرد, فمن القراءة وبها يتم اكتشاف الأدب والفن والعلوم. ولكن للأسف لا يوجد لدينا الكثير من كتاب الأطفال لذا نلجأ إلي ترجمة بعض الأعمال الأجنبية والأساطير والروايات القديمة دون أن يكون هناك إبداع حقيقي يهييء الأطفال إلي عصر المعلومات واستخدام التقنية الحديثة..
ويؤكد د.أحمد يحيي عبد الحميد أهمية إقناع الأسرة والمدرسة والطالب أيضا في مراحل التعليم المختلفة بأهمية القراءة بحيث لا يعتمد علي المعرفة سابقة التجهيز التي يحصل عليها من خلال الأجهزة التكنولوجية دون أن نفرط في هذه المعرفة لأهميتها ولكن دون إهمال للقراءة أيضا لأهميتها.. المهم أن يكون هذا الاهتمام خاضعا للمتابعة الأسرية وأن تستمر القراءة طوال حياة الفرد, لذلك يجب أن نعود الأطفال منذ الصغر علي القراءة بأن يجدوا دائما القصص الجذابة والمشوقة في أماكن وجودهم, مثل أماكن اللعب أو بجوار السرير, فيتعود الطفل علي القراءة قبل النوم بدلا من أن ينام علي جهاز التليفزيون, لأنه كلما كبر الطفل وزاد انشغاله تصبح الفرصة الوحيدة له للقراءة قبل النوم, ولكن أستاذ علم الاجتماع يحذر من إكراه الطفل علي القراءة حتي لا يكرهها ويعتبرها شيئا مفروضا عليه.
ساحة النقاش