فن التعامل النفسي مع الطفل المصاب بالسكر
ريهام محمود عبد السميع: 2118
بمجرد معرفة الآباء بأن أحد أطفالهم قد أصيب بمرضالسكرفي سن مبكرة يصابون بالرعب والقلق..
فكل طفل عادي يمر بمراحل النمو المختلفة.. تغريه الشيكولاته حتي لو لم يتذوق طعمها بعد, وينتظر كل شئ يبدو مذاقه حلوا تتحرك عينه تجاه كل ما غلف بأشكال مبهجة لأنه يظل يفكر بعقله الصغير كيف سيكون المذاق لما يقع تحت الغلاف, وقمة الفرح حين تقدم له علبة عصير أو يمنح قطعة شيكولاته, ولا ينتظر كثيرا حتي يمد يديه يأخذها مهما كانت إشارات الأهل, فيضبط نفسه مرة ويخرج عن السيطرة مرات.
إن كانت هذه هي حياة كل طفل, فالطفل المريض بالسكر- أو بأي مرض آخر- هو طفل مختلف, وصعوبة الأمر أنه ليس مختلفا من حيث التكوين النفسي ومراحل النمو, لكنه مختلف من حيث المسموح له به.
وهنا تقدم د. داليا الشيمي أستاذ الطب النفسي بكلية الآداب جامعة عين شمس بعض النصائح التي ربما تكون مفيدة كمعلومات أولية عن كيفية التعامل مع الطفل مريض السكر من الناحية النفسية فتقول ان أول وأهم شيء يجب علي الأهل إدراكه هو كيفية توصيل مفهوم المرض للطفل لأن ذلك له عامل كبير في تقبله له, فمثلا من المقبول أن تبلغه بأنه- أي الطفل نفسه- مملوء سكر أو كما نقول للأطفال( إنت مولود مليان عسل ولذلك ماينفعش تأخد سكر أكثر)... وتضيف: بخبرتي في هذا المجال فأنا أميل إلي تعبير أرجو أن يستخدمه الأطباء لأنه سوف يفرق جدا مع الأطفال وهو( الطفل المسكر).
كما علي الأم أن تعرف كيف تتعامل مع طفلها إذا ارتفع السكر في جسمه نتيجة تناوله قطعة من الشيكولاته ومتي يتم إعطاؤه جرعة زيادة, ولكن ذلك يكون بدون تعنيف, ويمكن أن تكون باستخدام ورقة بيضاء يتم تغييرها كل يوم علي لوحة ملونة كبيرة لأي منظر يحبه وحينما يرتفع الرقم نكتب له كلمة تحذير بشكل لطيف, وحينما يسجل معدلا منخفضا يجد كلمة تشجيع يضعها أحد الوالدين أو يضعها الطفل نفسه.. وهذا سوف يفرق جدا مع الأطفال.
وأيضا لا يجب أن نبالغ في التعامل مع حالة الطفل, بأن نصاب مثلا بصدمة شديدة إذا أخذ أي شئ يقدم له, ولكن علينا أن نعلمه كيفية التصرف في حالة تقديم أحد أي شئ له وهو لا يعرف أنه مريض سكر, مثل أن نطلب منه اقتسام أي شئ في يده مع أحد ممن حوله ويأخذ قدرا ضئيلا منه.
كما علي الأم ألا تنسي أن تعلمه أنه له نوعيات معينة يحبها وأن عليه ألا يأكل غيرها وبالتالي لا ينجذب لأشياء أخري, ولا مانع من أن تعطي له هذه النوعيات عندما يقدم له الآخرون بعض الحلوي, مثل الأطعمة منخفضة التأثيركالشيكولاته المصنعة بدون سكر أو غير ذلك, مع إبلاغ من نذهب لديهم باستمرار بأنه أصيب بالسكر حتي لا يعرض عليه أحد ما لا يناسبه فيشعره بالقهر لأنه يجب عليه أن يرفض.
ولا يجب أن تنسي الأم أن علي الأسرة أن تتعامل بنفس الطريقة, فإن كان لديك طفلان فعليك إعطاء الطفلين نفس الطعام واخبارهما أنه الأكل الصحي وذلك حتي لا يكره حاله أو يكره أخيه, كما أنه من الأفضل إيجاد البدائل للطفل حتي لو كانت متعبة, فلا مانع من عمل كيك صغير بأشكال جميلة وبذلك نقلل السكر لأقصي درجة, لكن نجعل عينه تستمتع.
والأن اصبح لكل الأشياء بدائل فلا نستسهل حتي يكره الطفل الحالة التي يعيشها, فإن كان المصرح له سندوتش جبنة فلنتحدث معه عن أنها غدا ستكون علي شكل سفينة, وقطعي الخبز في شكل مثلثي ثم ضعي عليه الفلفل الرومي وكأنه شراع وحبوب الزيتون الأسود وكأنها العجلات أو المحركات وحاولي أن تقنعيه بذلك حين رسم شكل السندوتش قبل أن ينام فحين يستيقظ في الصباح سيكون مؤهلا نفسيا لأن يتقبله بأنه علي شكل سفينة حتي لو فشلتي في تحقيق الشكل بدقة.
واخيرا تذكري ان الطفل لا يتحمل أن تكون كل الحياة علي وتيرة واحدة مهما كانت هذه الوتيرة جميلة, لذلك عليكي أن تسمحي له ببعض العشوائية فنقوم بعقد تعاقد معه بأنه إن سجل قياسات جيدة طيلة الأسبوع فسوف أصطحبك إلي المكان المفضل لديك لتأخذ وجبة تحبها, ثم لا مانع في هذا اليوم من زيادة الجرعة.
ساحة النقاش