59
يعاني بعض الأشخاص من الخجل الزائد مما يجعلهم غير قادرين علي التواصل مع الآخرين, وهذا يفقدهم القدرة علي الحصول علي حقوقهم
أو أداء عملهم بالمستوي المطلوب. ويؤكد العلماء أن هذه المشكلة تبدأ مع سن المراهقة, حيث يفقد الشاب والفتاة الكثير من ثقتهم في أنفسهم, فهم في مرحلة التطور هذه لايجدون أنفسهم صغارا ولكنهم ليسوا كبارا بالقدر الكافي الذي يتيح لهم الاندماج في عالم الكبار. وعلي الرغم من أن بعض أولياء الأمور يعتبرون الخجل ميزة تقي أولادهم من الدخول في علاقات خاطئة أو الإقدام علي تصرفات غير مستحبة, فإن حالة الخجل إذا زادت عن المستوي المقبول تحولت إلي حالة مرضية تعيق الشخص عن النجاح في الحياة. فالشخص الخجول لايستطيع مواجهة الآخرين بسبب معاناته من قلة الثقة في النفس. وقد يؤدي هذا إلي العزلة وتعرضه للأمراض النفسية. فمن الضروري أن يلتفت أولياء الأمور إلي دورهم في مساعدة الأبناء للتغلب علي هذه المشكلة إذا وجدوا أن الخجل لدي أولادهم قد زاد عن حده وأنهم بدأوا محاولة تجنب الآخرين. ويكون هذا ببث الثقة في نفوسهم والاعتماد عليهم في أداء مهام صعبة والتعبير عن فخرهم بأولادهم أمام الآخرين. وإذا كان الشخص الخجول لايستطيع مواجهة زملائه المجتمعين في قاعة المحاضرات علي سبيل المثال, أو إذا طلب منه الحديث في اجتماع عمل يضم عددا كبيرا من الزملاء, فهناك بعض الحلول التي يقدمها الخبراء للتغلب علي هذا الموقف مثل توجيه الحديث الي شخص واحد والنظر إليه لبضعة دقائق ثم نقل الحديث إلي آخر وهكذا. كما أن الموقف يحتاج إلي بعض التأمل لهذه الكتلة البشرية التي تسبب كل هذا الخوف, فعليك أن تتذكر أن هؤلاء الذين ينظرون إليك ليسوا إلا أشخاصا يشتركون معك في الكثير من الصفات والعيوب, وقد تنتابهم المخاوف نفسها والقلق. فكر في هذه النظرة المقربة إلي هؤلاء مع تنظيم النفس لتتخلص من التوتر وتبدأ في الاسترخاء. ومع التدريب علي هذا ستجد تقدما في قدرتك علي مواجهة الآخرين.
ساحة النقاش