كتبت:ريهام حازم 388
بعد أن تزايدت الحالات الخطيرة لتلوث مياه الشرب في العديد من القري المصرية, واعلان وزارة البيئة في تقرير لها ان مياه النيل اصبحت ملوثة بنسب أكبر من المسموح به.
فإنه اصبح من الضروري البحث عن طريقة أكثر فاعلية في تنقية المياه بدلا من الكلور العادي المستخدم حاليا, حيث اوضحت الابحاث الاخيرة زيادة مصادر تلوث النيل خاصة مصانع النسيج التي يحتوي صرفها علي كميات كبيرة من البرومات المسرطنة والتي تأخذ منها محطات مياه الشرب كما في محطة امبابة المقابلة تماما لمصانع النسيج في شبرا الخيمة وكذلك في المحلة وكفر الدوار ودمنهور وغيرها مع وجود الكميات الكبيرة من الميكروبات خاصة البكتريا القولونية الموجودة بكميات ضخمة وغير مقبولة في فرعي رشيد ودمياط بل وفي ترع الصعيد بكميات تجاوزت المليون خلية في المليمتر مكعب مقارنة بالمسموح به عالميا والذي لا يتجاوز خمسة آلاف خلية فقط أي مائتي ضعف الحدود العالمية بسبب الصرف الصحي للصعيد بمحافظات مصر علي النيل والترع.
ـ وفي هذا السياق وفي إطار طرح الحلول العلمية للمواجهة يكشف الدكتور نادر نور الدين محمد أستاذ الأراضي المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة عن وجود عنصر آخر إلي جانب الكلور لم تستخدمه مصر حتي الآن في تنقية المياه وهو الأوزون, ويوضح أن جميع الدول الأوروبية ومنذ بدايات القرن الماضي تستخدم الأوزون في تنقية مياه الشرب حيث بدأت فرنسا منذ عام1906 وتلتها الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت في إحلال الكلور بالأوزون في النصف الثاني من القرن الماضي, ويشير هنا إلي خطورة تصاحب الكلور المستخدم في تنقية المياه تتمتل في إمكانية أن يصبح الكلور ساما وخانقا عند تسربه من المحطات أو حتي للعاملين بها وكذلك صعوبة تخزينه في اسطوانات. وأضاف ان استخدام الكلور في مصر فعال ضد البكتريا ولكن من أهم عيوبه أنه غير مؤثر في قتل البروتوزا( الكائنات وحيدة الخلية) والأنواع التي يمكن أن تتحوصل لحماية نفسها ضد الأخطار وهذا هو العيب الرئيسي الذي نعاني منه في مصر نتيجة لتفشي المتحوصلات في مياه النهر وهي كائنات ممرضة تسبب العديد من المشكلات الصحية والإصابة بمختلف أنواع الدوسنتاريا والعديد من أمراض النزلات المعوية ونزيف الأمعاء والتهابات اللسان والمبطنات المخاطية للفم والمهبل وما شابه.. وأضاف أن العيب الخطير في استخدام الكلور في تنقية مياه الشرب هو سرعة تفاعله مع المواد العضوية الطبيعية الموجودة في المياه والعوالق وتتكون مواد في غاية الخطورة وثبت علميا التأكد من كونها مواد تسبب الإصابة بالسرطان وبالتالي فإن وجود أي عوالق في المياه ولو بكميات قليلة تعمل علي تكوين هذه المواد وتهدد حياة مستخدمي الصنبور للإصابة بالسرطان.
ويوضح نور الدين أن أهم مزايا وعيوب استخدام الأوزون في تنقية مياه الشرب بقوله: إن الأوزون يحتوي علي3 ذرات من الأكسجين بدلا من الأكسجين العادي الذي يحتوي الجزئي فيه علي ذرتين فقط الجزيء فيه علي ذراته فقط يمكن أن يوجد الأوزون في الطبيعة كما يمكن أن يصنعه الإنسان وهو يحمي من الأشعة الضارة الزائدة وفوق البنفسجية ووجود الذرة الزائدة يعطيه قوة هائلة في الأكسدة والقضاء تماما علي جميع أنواع الميكروبات ولهذا السبب ينجح الأوزون في قتل الكائنات وحيدة الخلية بالإضافة إلي أكسدته للعوالق العضوية وعدم تفاعله معها لإنتاج المواد المسرطنة وقيامه بأكسدة العناصر والفلزات الموجودة في المياه وخاصة مياه الآبار التي تخلط بمياه الأنهار لمعالجة قصور كميات مياه الشرب وخاصة مياه الآبار. ويحسن طعم مياه الشرب ولا يترك فيها طعما. كما أنه يقضي علي أي رائحة في مياه الشرب.
ويطالب الدكتور نادر نورالدين بأن تكون الدولة أكثر صرامة وشراسة مع المصانع التي تقوم بإلقاء مخلفاتها في النيل والترع الفرعية التي تأخذ منها محطات الشرب. وينبغي لمصر أن تساير النظم الأوروبية وتتحول إلي تنقية المياه بالأوزون الأكفأ والأكثر تأثيرا في القضاء علي الميكروبات بما يحافظ علي حياة المصريين.
ساحة النقاش