كتبت:سهير عبد الوهاب 174
امرأة شجاعة قوية أجارت الرجال ووقفت في وجه علي ابن أبي طالب لتدافع عمن أجارته, واعتذرت للرسول( ص) عند خطبته لها ولم يغضب الرسول ولم يرغمها علي شئ.
. هي السيدة الهاشمية أم هانئ بنت أبي طالب عم الرسول صلي الله عليه وسلم, خطبها النبي من عمه أبي طالب, وفي نفس الوقت خطبها هبيره بن عمرو فزوجها أبيها لهبير.. لم تسلم إلا بعد فتح مكة, فلما أسلمت وفتح الرسول مكة هرب زوجها إلي نجران. ومن مواقفها الشجاعة أنه عند ما لجأ إليها الحارث بن هشام يوم فتح مكة مستجيرا بها فأجارته, فدخل عليها أخوها علي فأخبرته بخبر الحارث فأخذ السيف ليقتله, فقالت أم هانئ: يا ابن أم لقد أجرته, فلم يلتفت إلي قولها, فوثبت فقبضت علي يديه وقالت: والله لا تقتله وقد أجرته, فلم يستطع علي أن يرفع قدمه عن الأرض وجعل يتفلت منها فلا يقدر.
فدخل النبي( ص) فقالت: يا رسول الله ألا تري أني أجرت فلانا فأراد علي أن يقتله, فقال رسول الله( ص): قد أجرنا من أجرت ولاتغضبي عليا فان الله يغضب لغضبه, أطلقي عنه( اتركيه) فتركته, فقال( صلي الله عليه وسلم): يا علي غلبتك امرأة, فقال: والله يا رسول الله ما قدرت أن أرفع قدمي من الأرض, فضحك رسول الله( ص) وقال: لو أن طالبا ولد الناس لكانوا شجاعا.
وقد أعاد رسول الله( ص) خطبة أم هانئ بعد إسلامها وهروب زوجها فأصبحت محرمة عليه فقد خطبها من نفسها ولكنها رفضت وقالت يا رسول الله لانت أحب إلي من سمعي وبصري وحق الزوج عظيم, فأخشي أن أقبلت علي زوجي أن أضيع بعض شأ ني وولدي وان أقبلت علي ولدي أن أضيع حق الزوج, فعذرها رسول الله( ص) وأنزل الله هذه الآية يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي اتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنه( الاحزاب50) و بهذه الآية أصبحت لا تحل لرسول الله لأنها لم تهاجر بل كانت من الطلقاء.
روت أم هانئ عن النبي أكثر من أربعين حديثا. وقد ماتت بعد أخوها علي.
ساحة النقاش