السيدة عائشة
سهير عبد الوهاب
في صدر الإسلام كانت المرأة المسلمة تفخر برضي زوجها عنها وحرصها علي إسعاده, ولم يكن هذا يقلل من شأنها بل يرفع من قدرها.
وهو ما نحب أن نراه في نساء المسلمات من عدم التناحر والحرص علي استقرار الأسرة, وهو ما فعلته السيدة عائشة بنت أبي بكر(رضي الله عنهما).
فعائشة بنت أبي بكر كانت أحب الناس إلي النبي( ص), وبنت أحب الناس إليه, فقد سأله عمرو بن العاص: من أحب الناس إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة, فقال عمرو: ومن الرجال فرد رسول الله( ص) قائلا: أبوها.
تزوجها رسول الله بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها, وقد اختارها له الله سبحانه وتعالي حيث قال رسول الله( ص): أن جبريل جاء بصورتها في خرقة( قطعة) حرير خضراء فقال لي: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة, وبهذا كانت تتباهي وتفخر عائشة حيث قالت: لقد أعطيت تسعا ما أعطيت بعد مريم بنت عمران, لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتي أمر رسول الله أن يتزوجني, وقد تزوجني بكرا وما تزوج بكرا غيري, ولقد قبض( مات) ورأسه في حجري, ولقد قبرته( دفنته) في بيتي, ولقد حفت الملائكة ببيتي, وإن كان الوحي لينزل عليه وأني لمعه في لحافه, ولإني لإبنة خليفته وصديقه, ولقد نزل عذري( تبرأتي) من السماء, ولقد خلقت طيبة عند طيب, ولقد وعدت بمغفرة ورزقا كريما).
وقد امتحنها الله في حادثة الإفك وبرأها سبحانه وتعالي من فوق سبع سماوات في سورة النور: إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم.
وكانت رضي الله عنها متبحرة في العلم, فعن أبي موسي الأشعري قال: ما أشكل علينا( اختلفنا عليه)-أصحاب رسول الله( ص)- حديث قط فسألنا عائشة عنه, إلا وجدنا عندها منه علما وقال مسروق: نحلف بالله, لقد رأينا الأكابر من أصحاب رسول الله(ص) يسألون عائشة عن الفرائض. وعن عروة عن أبيه قال ما رأيت أحدا من الناس أعلم بالقران ولا بفريضة, ولا بحلال, ولا بحرام, ولا بشعر, ولا بحديث العرب ولابنسب من عائشة رضي الله عنها.
كانت واعظه وكان لوعظها الاثر العظيم في قلوب الناس, كتبت يوما الي معاويه تعظه: اما بعد فان العبد اذا عمل بمعصيه الله عز وجل عاد حامده من الناس ذاما.. ومن مواعظها ايضا انكم لن تلقوا الله بشئ خير لكم من قله الذنوب, من سره ان يسبق الدائب المجتهد, فليكف نفسه عن كثرة الذنوب وكانت عائشه رضي الله عنها تحب العباده وتجتهد فيها فكانت تصوم الدهر ولا تفطر الافي عيد الاضحي وعيد الفطر وكانت كريمه تجود بكل ما لديها.
وبعد حياه حافله مليئه بالخير انتقلت ام المؤمنين عائشه الي جوار ربها وهي في الخامسه والستين من عمرها.
ساحة النقاش