سعدية شعيب 162
أكدت الدراسات أن هناك إرتباط التدين بالصحة الجسمية والنفسية وبالأمن النفسي لدي المسنين وكبار السن, وأن ممارسة الأنشطة والهوايات والعلاقات الإجتماعية ليست كافية لتخلص المسن بالوحدة النفسية والأعراض الإكتئابية التي يتعرض لها في سن التقاعد.
وأن إحساسه بالأمان ورضاه عن الحياة لن يجده إلا عن طريق التمسك بالدين وآداء كافة الشعائر الدينية.. وفي شهر رمضان هناك دعوة من العلماء للجميع وخاصة لكبار السن والمتقاعدين لإقامة الشعائر الدينية وصلاة الفجر جماعة, والحرص علي فعل الخير والتأمل في جمال الكون كي ينجو بأنفسهم من أمراض الإكتئاب.. الذي لن يتحقق إلا بالتمسك بالدين.. والإعتصام بحبل الله خاصة في تلك المنعطفات الصعبة والمحن التي تمر بها البلاد.
وكما تؤكد د. عزة عبد الكريم مبروك أستاذ علم النفس كلية الآداب جامعة القاهرة: أن التقاعد وسن الإحالة علي المعاش يسببان حالة من عدم الرضا والتعاسة لمعظم المسنين, ويؤثر تأثيرا كبيرا علي صحتهم النفسية والجسمية كما يؤدي بهم الإصابة بأمراض الإكتئاب, ويعود ذلك إلي أن العمل يزود الفرد بعدد من المزايا غير الواضحة, فبالإضافة إلي كونه مصدرا للرزق إلاأنه يوفر نظام لإستخدام الوقت وقيام علاقات إجتماعية خارج نطاق الأسرة وربط الفرد بأهداف وغايات أوسع نطاقا, وبالإنقطاع عن العمل وفقد هذه المزايا يقع كبار السن دوائر من الإكتئئاب لاتنتهي, وبعد أن تأكد لهم أن الجلوس بلا عمل لايفيد, وأن حياتهم بلاعمل قد او شكت علي الإنتهاء,ومن هنا أكد العلماء ضرورة التدين وإقامة العبادات في شهر رمضان وبقية شهور العام, فبالإتجاه إلي الله عز وجل تصفو الأنفس وينجلي الخوف والشعور بالوحدة عند كبار السن بشكل خاص,فقد أكدت الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين التدين والشفاء من الأمراض النفسية- بل والوقاية من الإصابة بها- وأن هناك إرتباط بين الشعور بالرضا والتدين,كما أن التدين من أهم الحاجات المشبعة لدي الإنسان والتي تبعث في نفسه الإحساس بالسعادة حيث يعتبره العلماء حاجة نفسية موروثة, ومعظم الناس عبر تايخ البشرية وحتي قبل ظهور الإسلام كانوا يمارسون شكلا من أشكال التدين ويمثل لهم محورا لهويتهم وسببا من أجله يعيشون ومن أجله يموتون.
وعلي ضؤ ما أسفرت عنه بحوث عديدة علي الرفاهية النفسية, وكما تؤكد د. عزه مبروك يمكن إعتبار الدين الإسلامي- خاتم الأديان- وممارسة شعائره وصلاة وزكاة عاملا مركزيا للشعور برضا المسلم والتوافق مع عملية شيخوخته, حيث يؤدي المسلم الذي يعتقد بدينه من صوم ويمارس شعائره إمكانية إحداث قدر من التغيرات العميقة من خلال إنتماءه إلي مؤسساته الدينية, ويوفر التدين وممارسة الشعائر الدينية في رمضان- والمواظبة عليها بقية العام- إحساسا بمعني الحياة حتي أثناء الأزمات, وقد أشارت الدراسات إلي إرتباط التدين بالصحة النفسية والجسمية وبالأمن النفسي خاصة لدي كبار السن والمسنين, إذ أن إعتقاد كبير السن بأن لديه علاقة شخصية حميمة آمنة بالله سبحانه وتعالي يقلل من مشاعروحدته النفسية ويحد من الأعرض الإكتئابية الي تنتابه ويقوي من صحته الجسمية, ومن ثم يسهم التدين في تحقيق سعادته ورضاه عن الحياة.
ساحة النقاش