كتبت : أميمة إبراهيم 90
الدم إكسير الحياة والشباب الآن! ففي خلال سنوات قليلة قد نتناول مجرد حبة دواء نتغلب بها علي مشاكل اضطراب الذاكرة.
حيث توجد دراسة تؤكد أن إكسير شباب الذاكرة لن يكون شيئا آخر غير الدم, الذي تتغير مكوناته كلما تقدمنا في العمر, مما يجعل لها أثرا ضارا علي وظائف المخ.
فقد برهنت أكثر من دراسة علمية أن نقل دم فأرة شابة لفأرة عجوز يحسن من أداء جهاز المناعة, مما دعا الباحث توني ويس كوراي أستاذ الأمراض العصبية ومدير البحوث الطبية للمسنين بكلية الطب جامعة ستانفورد في كاليفورنيا إلي إجراء تجارب باحلال دماء شابة محل الدم العجوز لمحاربة ألزهايمر.
فقام فريق كوراي بحقن فأرة عجوز بدم فأرة شابة, فوجدوا أن عدد الخلايا العصبية المتجددة قد تضاعفت, وحدث العكس عند إدخال الدم العجوز للفأرة الشابة, إذ قل عدد الخلايا المتجددة بنسبة25%, كما لوحظ لديها قصور في القدرات العقلية, خاصة في الذاكرة والقدرة علي التعلم.
وقد حدد الباحثون6 جزيئات في الدم يزيد تركيزها مع التقدم في العمر ولها دور أساسي في عملية تجدد الخلايا العصبية كبروتين الأوكتاسين الموجود عند الفئران والإنسان, وقاموا بعزل هذا المركب من بلازما الدم الجزئ الخالي من كرات الدم الحمراء لفئران مسنة.
ومن هنا كان سؤال الباحثين: هل يمكن منع أو إبطاء شيخوخة المخ بمنع عمل هذا الجزئ؟ وهل هناك جزئ يمكن أن يحفز إنتاج خلايا عصبية جديدة والتي يمكن أن تزيد مع تقدم العمر؟.. وإذا كانت الإجابة بنعم, هل يمكن توظيفها في المعامل؟ فمن المعروف أنه عند الوصول لسن معينة فإن الجسم يتوقف عن إنتاج خلايا عصبية جديدة.
وقد قامت هذه الدراسة بتحديد المواقع المسئولة عن تخصيص الخلايا المتجددة في مخ الإنسان والفئران, إحداها هي اللفيف المسنن وهي جزء من منطقة قرن آمون, حيث مكان الذاكرة لتخزين الخبرات الحديثة, وقد سعي فريق توني وكوراي بتحديد المركبات المسئولة عن شباب الدم انطلاقا من66 بروتين, قادرة علي الدخول في بلازما الدم القديمة للفئران, وحددوا بروتين الأوتاكسين كمانع لتجدد الخلايا وقاموا بعزله وهو معروف بقدرته علي إعطاء إشارات في الاستجابات المناعية, وعلي وجه التحديد في أمراض الحساسية والربو. وتم حقن الأوتاكسين في3 مجموعات( فئران شابة صحيحة; فئران شابة حصلوا علي بلازما من فئران مسنة, وفئران شابة تم خلط دمها بدم فئران مسنة). وفي جميع الحالات, أدي الحقن إلي نقص في إنتاج الخلايا العصبية الجديدة, لكن هذا الأثر كان بالإمكان منعه في كل مرة بإعاقة عمل بروتين الأوتاكسين, كما حدد الباحثون5 بروتينات أخري قد يكون لها أثر مماثل في مقاومة مرض ألزهايمر وأمراض عصبية أخري كالخرف, ومن التجارب الإكلينيكية التي تجري حاليا ملاحظة التغيرات التي تحدث عند نقل دم شاب يبلغ من العمر20-30 سنة لآخر مسن.
ساحة النقاش