كتب - حسن فتحي: 250
حذر المؤتمر السنوي الـ16 للجمعية المصرية لأمراض الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية من أن أكثر من %40 من أخطاء العنصر البشري في حوادث الطرق,
خاصة من سائقي الشاحنات, تكون حالة الكبد هي السبب وأكد أن هناك عوامل ترفع نسبة الأمونيا بالدم وتسبب الغيبوبة والتي يجب علي مريض التليف الكبدي المتقدم تجنبها وأن هناك أدوية تقلل من حدة التوتر العصبي والاكتئاب الذي يعانيه 30 ـ 40% من مرضي القولون العصبي.
فمن القضايا المهمة التي ناقشها المؤتمر الاكتشاف المبكر والتشخيص الأولي لحالات الغيبوبة الكبدية في المراحل الأولي, والتي تبدو, كما أوضح الدكتور عمر هيكل أستاذ الجهاز الهضمي والكبد ورئيس المؤتمر, في بطء وتأخر الاستجابة للمؤثرات الخارجية, وخصوصا لدي قائدي السيارات والشاحنات, وقد كشفت الاختبارات الإكلينيكية أن أغلب حوادث السيارات في مصر حاليا يشكل العنصر البشري فيها 70%, وفي أكثر من 40% من أخطاء العنصر البشري في الحوادث تكون حالة الكبد هي السبب, إذ لاتكون الأعراض ظاهرة علي السائق, لكنه يلجأ مع طول مدة السفر لتعاطي المخدرات ظنا منه خطأ أنها ستضاعف مجهوده ويقظته, فيرتد أثرها سلبا علي حالة الكبد وكفاءته بحدوث غيبوبة أوليه للحظات تكون نتيجتها حادثا مروعا, لذا طالب المؤتمر بتوقيع الكشف الطبي الدقيق وعمل اختبارات بسيطة علي سائقي عربات النقل, وخاصة الشاحنات, مثلما يحدث في كثير من الدول, للكشف المبكر عن أي اضطراب في حالة الكبد وكفاءته, علي أن تمنح رخصة القيادة كل 6 أشهر أو عام علي أكثر تقدير, للحد من نزيف الدماء الذي يحدث يوميا في مصر بسبب حوادث الطرق.
وعن المعايير الدقيقة للاختيار الجيد لمرضي الالتهاب الكبدي الفيروسي سي قبل بدء العلاج بالإنترفيرون والريبافيرين, والذي يوصف بالعلاج الثنائي, أوضح الدكتور هيكل, أنه وفقا لما أكدته نتائج الخبرات المحلية الإكلينيكية والعالمية, بأنه من بين كل مائة مريض لايستجيب للعلاج سوي 25% فقط, لذا فإن هناك موانع وقواعد عالمية لعدم أخذ العلاج في الحالات التي تعاني من المشكلات التالية, الأنيميا الشديدة أو النقص الحاد في الصفائح الدموية وكرات الدم البيضاء أو تليف متقدم بالكبد أو الوزن الزائد أو من يعانون دوالي بالمرئ والمدخنون بكثرة, ومن يتناول الكحوليات أو يعالج بأدوية الاكتئاب أو الصرع, ومرضي القصور الشديد في الكلي وهبوط عضلة القلب والسكر غير المنتظم, وفي حال عدم وجود هذه الموانع تجري للمريض اختبارات دقيقة لمعرفة درجة المرض ونسبة الفيروس في الدم بالـPCR ويتم تحديد الأشخاص الذين تكون استجابتهم ضعيفة تجاه الأنسولين' مرضي السكر', ولو تم التقيد بهذه القواعد الإكلينيكية وأختير المريض المناسب للعلاج الثنائي, فقد تتجاوز نسبة الاستجابة 60%, وبزيادة جرعة الريبافيرين حاليا ترتفع نتائج العلاج, ويجب عمل اختبار PCR في الأسبوع الرابع من بدء العلاج, ولو اختفي الفيروس تكون الاستجابة أفضل للعلاج الذي يستمر 48 أسبوعا, ويحدث معها الشفاء الكامل واختفاء الفيروس من الدم.
وعن عوامل حدوث الغيبوبة الكبدية بين مرضي التليف الكبدي وطرق تجنبها, أوضح الدكتور حسني سلامة أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب القاهرة أنه يحدث أحيانا بين مرضي التليف الكبدي المتقدم الغيبوبة الكبدية بمراحلها المختلفة, تتراوح بين الدرجة الأولي عندها يضطرب النوم ثم تتقدم الغيبوبة بحدوث رعشة في اليدين ثم عدم الاستجابة للمؤثرات الخارجية, وأخيرا المرحلة الرابعة وهي الغيبوبة الكاملة, وسبب هذه الغيبوبة هو ارتفاع مستوي الأمونيا بالدم, حيث لايستطيع الكبد المتليف التخلص منها, وبالتالي تذهب إلي المخ بتركيزات عالية, مما يحدث تغييرات كيميائية بالمخ ينتج عنها الغيبوبة, والعوامل التي ترفع نسبة الأمونيا بالدم وتسبب الغيبوبة والتي يجب علي مريض التليف الكبدي المتقدم تجنبها هي, الاكثار من اللحوم والاسماك, حدوث الإمساك أو الاسهال, ارتفاع درجة الحرارة أو الالتهاب البريتوني التلقائي أو إعطاء الأدوية المهدئة أو نزيف الجهاز الهضمي مما ينتج عنه خروج براز أسود اللون مما يستدعي عمل منظار عاجل للمريء والمعدة لوقف النزيف, وأخيرا الإكثار من مدرات البول وبالذات عند اختفاء التورم بالساقين وفقدان الكثير من سوائل الجسم, ويؤكد أن الوقاية من الغيبوبة (بتجنب مسبباتها) أهم وأسهل من السماح بحدوثها وعلاجها الذي قد يتطلب دخول المستشفي او الرعاية المركزة.
وتحدث الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث عن مرض القولون العصبي المزمن الذي يصيب حوالي من 15 إلي 26% من سكان العالم, ويصيب المصريين بنفس النسب العالمية, وهو مرض وظيفي وليس عضويا, بمعني أن هناك تغييرات في فسيولوجيا القولون وعلاقته بالمخ, وليس هناك أي تغييرات في الغشاء المخاطي المبطن بالقولون, بمعني أنه ليس هناك أي أمراض عضوية, ويصيب هذا المرض ملايين البشر في العالم وتزداد شدته في مرضي الاكتئاب أو مرضي التوتر النفسي, حيث أن هناك علاقة بين القولون العصبي والتوتر النفسي والاكتئاب, وتتمثل الأعراض في وجود آلام بالبطن في أي مكان يتراوح درجته بين ألم بسيط وشديد جدا, دون الحاجة إلي عمل فحوصات, ولا يعرف حتي الآن السبب الرئيسي وراء ظهور الأعراض المصاحبة للقولون العصبي, ولكن هناك بعض التغييرات التي تحدث في الضفيرة العصبية المبطنة لجدار القولون, واختلال في بعض المواد الكيميائية التي تنتقل عبرالضفيرة العصبية للقولون, وعلاجه يتمثل في طمأنة المريض أن القولون العصبي مرض حميد, ولا يشكل خطورة علي الحياة ولا ينقلب إلي أورام أو سرطان, ويتم العلاج ببعض الأدوية التي تقلل من حدوث الآلام والتقلصات وهي أدوية كثيرة ومتوافرة, وتأتي بنتائج إيجابية, وهناك أدوية أخري تقلل من حدة التوتر العصبي والاكتئاب الذي يعانيه 30 ـ40% من مرضي القولون العصبي, كما أن هناك أدوية أخري تعطي في حال وجود إمساك أو إسهال مصاحب لحالة القولون العصبي المزمن, وينصح هؤلاء المرضي بتجنب الأكلات التي تسبب زيادة المرض مثل البقوليات والأكلات الحريفة والدهون, وتناول المشروبات الطبيعية والبعد عن المشروبات الغازية
ساحة النقاش