أطفالنا وثقافة الابتكار
10 

محمد هزاع ـ ماجدة قرشي:
حول أساليب وطرق توجيه وتربية الطفل المصري ـ وهل هناك اختلاف بينها وبين اساليب تربية الطفل الأجنبي‏..‏ يقول الكاتب يعقوب الشاروني رائد أدب الأطفال‏,‏ إن اساليب التربية الحديثة أصبحت قواعد وتوجهات عالمية‏,‏ يراعيها المربون في كل انحاء العالم‏.‏

 

فعندما نتحدث عن طريق المشاركة والحوار وحق الطفل في التعبير عن نفسه, وعدم ايذائه بدنيا ونفسيا وحق الطفل في بيئة تشجعه علي الابداع وتنمية العقلية الناقدة المتطلعة إلي المستقبل, وعن التفكير العلمي وتوفير مصادر المعرفة المتنوعة. والاختلاف بين الطفل المصري والطفل في الخارج, هو اختلاف في مدي التزام المجتمع بهذه الأساسيات في مجال تربية الأطفال ووعيه بهذا الالتزام. فعندما نقول إن التربية التسلطية هي السائدة في مجتمعنا, وعندما يطلب الكبار من الصغار الطاعة المطلقة من غير مناقشة لكل ما يقوله الكبار, وعندما تقول الدراسات إن هذا هو النمط السائد في تربية الأطفال المصريين والعرب فان هذا يمثل الاختلاف الأساسي بيننا وبين المجتمعات الغربية, فإذا أنشأنا الطفل علي أن يكون دافعه إلي سلوك معين هو الاقتناع بسلامة هذا السلوك وليس الخوف من العقاب, فلابد ان تقوم التربية بتوعية الطفل الي أدبيات الحوار مع الآخر. وهذا يوضح أن البيئة المحيطة بالطفل, وطريقة تعامل أفراد هذه البيئة مع الصغار هي الأساس في كل ما ينشأ عليه الطفل, بداية من أسلوب تعبيره عن تمسكه بالقيم الدينية حتي أساليب استفادته من قدراته الإبداعية وكيفية تنمية هذه القدرات.. ويشير الشاروني إلي أنه إذا تساءلنا ما الذي يجب أن نقدمه للطفل حتي تتهيأ له فرصة اكتساب المعارف والمهارات فلابد أن نكون علي وعي أن قدرة الطفل علي اكتساب الخبرات تبدأ منذ يوم مولده, بل أحيانا قبل ذلك. ومن الخطأ أن نترك للصدفة أن تقدم هذه المثيرات أو الخبرات الجديدة للطفل, وإلا فإن الطفل سينمو في بيئة فقيرة.
وفي السياق نفسه يطرح د. طارق عبدالباري استاذ الأدب الألماني والحضارة جامعة عين شمس والباحث المدقق في الكتابة للطفل, ثلاثة أمثلة توضح التوجهات التربوية العامة كما يمارسها الناس بالفعل في الثقافات المختلفة. في المثال الأول, يشبه الطفل بنبات وضعناه في صندوق زجاجي مغلق ومعقم من فرط خوفنا عليه كي لا يصاب بأي سوء من العوامل الجوية الخارجية, ونعمل علي تزويد هذا النبات بالماء وما نسمح له به من هواء, ونحلل كل كبيرة وصغيرة قبل أن ننفذها اليه. تري كيف سيخرج هذا النبات للعالم الحقيقي؟ لاشك أنه سيخرج ضعيفا رخوا لا يقوي علي مواجهة أول تغير مناخي أو أي احتكاك بالبيئة الخارجية. ألا يذكرنا هذا النبات بأطفالنا الذين نربيهم بنفس الطريقة, نتخير لهم كل شيء ونقدم لهم الحلول لكل مشكلاتهم ونعفيهم من التفكير واتخاذ القرارات الخاصة بهم وبحياتهم. والمثال الثاني, هو تصوير الطفل كنبات بري ينشأ بذاته, ويعتمد علي الطبيعة في تزويده بكل ما يحتاج, ومن المعروف أن هذا النبات ينشأ قويا شديدا, لكنه غليظ ووحشي. الفكرة نفسها مع الأطفال الذين لا يحظون بأي قدر من الرعاية أو التربية من ذويهم وينشأون في حضن الشارع أو الطريق العام.
ويتلخص المثال الثالث في نبات يقوم المزارع برعايته مع اتاحة الفرصة له بالحياة الحرة في الهواء الطلق والماء الصافي والأمطار والشمس المشرقة وتبتكر طبيعته الطرق المناسبة لحمايته من البرد القارص, كما يتعامل مع الحرارة الشديدة ويتكيف معها كذلك بشتي الوسائل التي منحها الله لكائناته لتكفل لنفسها الاستمرار في الحياة ولا يتدخل المزارع إلا إذا رأي من واقع خبرته الزراعية أن حياة النبات قد تتعرض لخطر يهلكه عندئذ يساعده والسر في التربية النموذجية كما يقول د. طارق يكمن في ثلاث كلمات:( الحرية والحب والثقافة) وقد أثبتت الدراسات العلمية في مجال الابداع والابتكار أن الأطفال الصغار ما دون المدرسة هم أخصب مصادر التفكير الابداعي والابتكاري وأن تفكيرهم الفطري يتمتع بقدر مذهل من التنظيم والدقة وأن اسئلتهم هي أقرب ما تكون للأسئلة التي عاش تاريخ الفلسفة يعالجها.
وعن وسائل تنمية مهارات الطفل المصري يقول د. شريف الجيار بجامعة بني سويف: يمثل الطفل المصري مرحلة مهمة من مراحل الأجيال المختلفة التي تعتمد عليها مصر في إيجاد جيل جديد يحمل الراية المصرية في المستقبل القريب.
واعتقد أن للدولة دورا مهما في الاهتمام بالطفل ولاسيما الطفل في المحافظات لأنه قد ظلم كثيرا في الفترة السابقة اجتماعيا وصحيا ونفسيا وبمقارنة أحوال الطفل المصري بالطفل الغربي أو الأمريكي ودول الخليج العربي نجد أننا مقصرون تجاه تنشأة الطفل المصري.لذا ينبغي أن تركز الدولة بوزاراتها المختلفة علي وضع برنامج واضح لتنشئة الطفل المصري لخطة قصيرة المدي وأخري طويلة المدي.
وتري الدكتورة نادية الخولي رئيسة المركز القومي لثقافة الطفل تعديل المناهج وتطويرها وتأهيل المدرس حتي يتسني له توصيل المعلومة كطرق التعليم التفاعلي وليس بالطرق التقليدية. واعادة الأنشطة المدرسية والاهتمام بها كالأنشطة الرياضية والبدنية والموسيقي والرسم وغير ذلك؟ والاهتمام بالصحة المدرسية والكشف الدوري والتطعيمات والعناية المستمرة بالنظافة والتغذية.
وفي مجال الثقافة يوجد موسوعات الطفل وكتب كثيرة مؤلفة ومترجمة تغطي جميع النواحي, ولكن نفتقد للكتاب العلمي الذي يبسط المعلومة العلمية للطفل. والطفل المصري لايزال متميزا ولديه ذكاء فطري وموهبة لذا ينبغي توفير اماكن للنزهة ونوادي, لقضاء أوقات الفراغ وممارسة الرياضة.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 51 مشاهدة
نشرت فى 8 إبريل 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,685,735