عدم ضبط سكر الأطفال يهددهم بالأزمات القلبية مبكرا
كتب - حاتم صدقي: 105
أكد المؤتمر العربي السادس عشر للسكر الذي عقد بالقاهرة أخيرا أن زيادة سمنة البطن (الكرش) وزيادة دهون الدم الثلاثية, وارتفاع مستوي السكر الصائم, واستمرار ارتفاع ضغط الدم مع انخفاض مستوي الدهون عالية الكثافة (المفيدة),
كلها عوامل خطر متفق عليها عالميا تسمي متلازمة التمثيل الغذائي ويؤدي إستمرار وجود عناصرها مجتمعة عند أي فرد إلي إصابته بالسكر والتعجيل بإصابته بالأزمات القلبية, خاصة إذا كانت مصحوبة بالتدخين وعدم ممارسة الرياضة.
وتؤكد نتائج الأبحاث, كما يقول الدكتور شريف حافظ أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بجامعة القاهرة ورئيس المؤتمر, أن ممارسة الرياضة بانتظام لمدة نصف ساعة بمعدل5 مرات أسبوعيا مع تقليل السعرات الحرارية في الطعام بما يؤدي لخفض الوزن خلال عام كامل بنسبة 10%, مع التوقف عن التدخين هي أهم عوامل الوقاية من السكر لدي كل من لديهم عوامل خطر أو تاريخ عائلي للإصابة بالمرض, وتبلغ نسبة المرشحين للإصابة بالمرض بين من يعانون متلازمة التمثيل الغذائي حوالي 58%. وأكد المؤتمر علي أهمية استعمال الانسولين عند مرضي السكر من النوع الثاني دون إبطاء إذا كانت هناك حاجة لذلك أو الجمع بينه وبين العلاج الفمي تبعا لكل حالة.
وكشفت مناقشات أطباء الأطفال والغدد الصماء بالمؤتمر أن عدم ضبط مستوي السكر عند الأطفال المصابين بالنوع الأول يؤدي لتكلس الشريان التاجي, ويزيد من فرصة إصابتهم بالأزمات القلبية مبكرا, ولوحظ عند البالغين منهم أن التدخين وعدم ممارسة الرياضة يعجلان بإصابتهم بالأزمات القلبية, لذا أكد الأطباء في ورشة العمل التي رأستها الدكتورة مني سالم أستاذ الأطفال والغدد الصماء بطب عين شمس علي حتمية ضبط مستوي السكر عند هؤلاء بإعطائهم الجرعات المناسبة من الانسولين تحت إشراف متخصصين في سكر الأطفال, مع ضرورة اتباعهم لنمط حياة يتوازن فيه الطعام مع العلاج بالأنسولين, وممارسة إحدي اللعبات الرياضية بانتظام.
وكان عدد من الدراسات السابقة حذر من مخاطر جلوس الأطفال نحو 4 ساعات يوميا أمام شاشات التليفزيون, لارتباط ذلك بإصابتهم بالسمنة والسكر وأمراض القلب, وفي بحث آخر عن علاقة الغدة الدرقية بسكر الأطفال, أثبتت النتائج وجود إرتباط وثيق بين الإختلال المناعي الذي يحدث في البنكرياس والمسبب للسكر, والإختلال المناعي الذي يحدث في الغدة الدرقية, وأوصي الباحث مثل هذه الحالات, كما تقول الدكتورة مني سالم, بضرورة إجراء كشف دوري علي وظائف الغدة الدرقية, بجانب التحاليل الدورية التي تتم لفحص مستوي السكر.
وعلي صعيد آخر, أظهرت بعض المناقشات وجود نوع جديد من السكر يصيب الرضع, ويجب علاجه بالأقراص وليس الإنسولين كما هو متبع في سكر الأطفال, وفي هذا النوع, لاحظ الأطباء أن مسارات البوتاسيوم عند هؤلاء الأطفال تعاني إعاقة تحول دون دخول الأنسولين إلي خلايا الجسم, أما إذا كان الطفل المصاب بالسكر يعاني ضعفا شديدا بالنظر مع ضمور بالعصب البصري وجفاف القرنية, أو تشوها بعظام الجسم, أو تضخما بالكبد, فذلك مؤشر علي عيوب وراثية يمكن علاجها بالأنسولين, وهناك إختبار للكشف المبكر عن هذه الأعراض. ويوصي الباحثون لهذه الحالات بضرورة إجراء كشف دوري علي قاع العين لتجنب المخاطر التي يمكن أن تهدد عين الطفل في مرحلة البلوغ.
وشدد المؤتمر, كما توضح الدكتورة هيام رفعت, علي دور الإكتشاف المبكر للمرض بين الأكثر عرضة للإصابة, موضحة أن الضغوط والانفعالات النفسية قد تؤدي لإصابة من لديهم استعداد وراثي للسكر, ولكن غير صحيح أن مثل هذه الإصابة تكون مؤقتة لأن من تتأكد إصابته بالمرض بموجب التحليل قبل وبعد الإفطار يجب أن يستمر علي للعلاج طيلة حياته. وفي جلسة عن العلاجات المختلفة للسكر, أكدت الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب القاهرة علي ضرورة بدء علاج السكر من النوع الثاني بعقار ميتفورمين, ما لم يكن هناك ما يحول دون علاج المريض بهذا العقار مثل أمراض الكبد والكلي, أما إذا كانت هناك حاجة لعلاج آخر مكمل, فمن الممكن أن يلجأ الطبيب إما لأحد الأدوية المحفزة للبنكرياس علي إفراز الانسولين مثل سلفونايل يوريا, أوالبدء فورا بالانسولين. وإذا لم يستجب المريض للعلاجات الفمية, يجب التعجيل باستخدام الانسولين من أجل راحة البنكرياس والتقليل من إحتمال حدوث مضاعفات, علما بأن جرعات الأنسولين تظل بلا سقف حتي يستجيب المريض.
ساحة النقاش