كتبت : نورا عبدالحليم 391
يكاد لا يخلو بيت من وجود مسن بين أفراده, يحتاج منهم إلي الكثير من الاهتمام والرعاية والمعاملة الخاصة في معظم الأحيان.
فكما يقول د. عادل مدني أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر إن أعداد المسنين في زيادة في العصر الذي نعيشه الآن, وذلك لتحسن الرعاية الصحية وسبل المعيشة.
ويختلف المسن عن الشاب في قلة تحمله للضغوط, وأحيانا يكون ضعيفا لا يقوي علي تأجيل مطالبه, فيكون أكثر إلحاحا من غيره من أفراد الأسرة, لدرجة أنه يمكن تشبيهه بالطفل الذي ينشد الرعاية والاهتمام, التي إن لم يلقها يصاب بالكآبة وقد ينفعل ويثور, وقد يترك البيت كنوع من الاحتجاج علي الإهمال لمطالبه, وقد يشكو للأقارب أو الأصدقاء مما يحدث له من أهل بيته. ومن هنا فإننا نواجه بشدة شخصا مختلفا عن ذي قبل. والخطير أنه قد يلجأ إلي فرض ما ينشده من اهتمام بالشكوي من أعراض جسمانية متنوعة, وعندما يفحصه الطبيب يجده سليما لا يعاني مرضا, بل قد يفرط في تعاطي الأدوية ويعيش دور المريض جذبا للانتباه وبغية أن ينال الرعاية, وهو نوع من النكوص النفسي لمرحلة الطفولة, أي أنه أصبح مثل الطفل الذي يحتاج الرعاية والاهتمام والإشراف والمتابعة الصحية.
وللتغلب علي هذا يجب ـ كما يقول د. مدني ـ أن تعطي المسن دورا يؤديه, خاصة إذا كان له أحفاد صغار, فالأجداد لهم مكانة خاصة في حياتهم, فمن خلال الحكايات والذكريات ينقلون عادات وتقاليد مجتمع لم يعرفوه يروونها للأحفاد بصورة مشوقة, مما يشكل وجدان الأطفال ويربط الفروع بالجذور, كما يمكن إشراك كبار السن في اللقاءات الاجتماعية لرفع إحساسهم بذاتهم. أما إذا لاحظنا علي المسن أنه يشكو كثيرا, أو اختل نومه وأصابه الأرق, أو اعتلت صحته النفسية بصورة واضحة, فعلينا أن نلجأ للطبيب النفسي الذي سوف يشخص حالته ويصف له العلاج اللازم, فربما يكون نوم المسن وعدم تحمله وبكاؤه وحزنه علي نفسه وعزلته نوعا من الاكتئاب الذي تلزم معالجته من متخصص.
وأخيرا يجب ألا ننسي أننا في تعاملنا مع آبائنا نقدم القدوة لأبنائنا, وسوف يعاملوننا بمثل ما عاملناهم به, فحين نرعي الجد لا شك في أننا نعطي القدوة للطفل في معاملة الكبير وتوقيره واحترامه ومساعدته إذا لزمت المساعدة, والاستفادة من خبرته التي لا شك في أنها ثرية مهما كانت بسيطة.



ساحة النقاش