مجلس الشعب‏..‏ وبداية الرحلة
بقلم: فاروق جويدة 1471 

أيام قليلة مضت علي افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس الشعب أول مجلس منتخب في تاريخ مصر الحديث‏..‏ مهما كانت درجة الخلاف بيننا حول فوز الإسلاميين في المجلس وتراجع التيارات الأخري في السباق إلا أن الشواهد تؤكد أننا أمام مجلس نيابي حقيقي ولسنا أمام عصابة تحكم‏..‏

 

 ربما كانت أمامنا أحلام كثيرة في مجلس أكثر تنوعا وأكثر انسجاما ولكن هذه هي الديمقراطية وعلينا أن نقبل شروطها.. حتي الآن أري رئيس المجلس د. الكتاتني وهو أستاذ جامعي وصاحب تجربة سياسية عميقة يدير جلسات المجلس بقدر كبير من الحكمة والترفع.. وهناك أصوات كثيرة تحاول أن تعطي للجلسات مذاقا خاصا في لغة الحوار وينبغي أن نشجع هذه اللغة حتي تهدأ مع الوقت معارك الصراخ والضجيج والصخب..
وقد توقفت عند بعض الملاحظات بعضها إيجابي والبعض الآخر سلبي وعلينا جميعا أن نصحح المسار إذا أخطأ وأن نؤكد الإيجابيات ونحرص عليها..
< هناك حالة حماس واضحة بين أعضاء المجلس وصلت إلي درجة السخونة في المنافسة في إلقاء الكلمات والمشاركة في الحوار بفاعلية أكثر.. بعض الأصوات لديه قدرة كبيرة علي تحديد الموضوعات والتركيز علي الأساسيات والإقناع بالحجة والبعض الآخر كانت عينه علي الكاميرات أكثر من رغبته في الحوار.. وفي تقديري أن المجلس ينبغي ألا يقع في دائرة التكرار خاصة أن الموضوعات المطروحة للنقاش تأخذ وقتا طويلا بلا مبرر ولا يعقل أن يجد رئيس المجلس نفسه مطالبا بإعطاء الكلمة لأكثر من مائة عضو في جلسة واحدة وموضوع واحد ونصف ما يقال كلام معاد.
< حين يدخل أعضاء مجلس الشعب ساحة المجلس فهم يمثلون جبهة واحدة هدفها الأول والأخير هي مصالح الشعب مهما كانت درجة الخلاف بينهم.. أمام قضايا الجماهير وأزمات المجتمع نحن أمام فريق واحد ولكن الخلافات المبكرة توحي بأن البعض يسعي إلي الاشتباك وفتح أبواب الصراعات لأهداف غير واضحة.. إذا كان هناك تيار قد خسر معركة الانتخابات فإن المسئولية تحتم عليه أن يكمل التجربة بشروطها ويقبلها حتي لو كانت علي غير هواه ورغبته.. وهنا تعجبت كثيرا من رغبة البعض في الاعتصام في المجلس في أيامه الأولي.. أن المطلوب من عضو مجلس الشعب أن يتكلم وأن يعارض وان يرفض أمام الجميع وهذا حقه ولديه حصانة توفر له كل هذا, أما الاعتصام فهو موقف من لا حيلة له حيث لا يسمعه أحد ويلجأ إلي الصراخ في الشارع.. وهنا كان الاعتراض الشديد علي عدد من الأعضاء الذين حاولوا الاعتصام أمام المجلس..
أن المطلوب من المجلس في هذه الظروف الصعبة أن يشارك في صياغة القوانين واتخاذ الإجراءات الرقابية ومحاسبة الحكومة والسلطة التنفيذية.. أمام الخطب الرنانة والاعتصامات والرفض بلا سبب فهذه كلها أساليب دعائية لسنا في حاجة لها الآن.. يحتاج مجلس الشعب إلي مراجعة سلة القوانين سيئة السمعة لإعادة مناقشتها وصياغتها في كل جوانب الحياة.. في مصر ترسانة من القوانين المضروبة التي لا تحتاج فقط للمراجعات ولكنها في حاجة إلي الإزالة مثل العشوائيات والعقارات الآيلة للسقوط..
< غضب مني البعض حين قلت إن مجلس الشعب ليس دارا للإفتاء أو الحديث في العبادات حتي كانت الواقعة الشهيرة حين أطلق أحد الأعضاء الأذان واشتبك في صورة استعراضية مع رئيس المجلس.. وكان د.الكتاتني حاسما وهو ينهي الجدل في هذه القضية,ولعله كان يريد أن يبعث رسالة لكل من يزايد في قضايا الدين أمام المجلس.. في مجلس الشعب مسجد للصلاة ومن أراد أن يصلي أو يؤذن فمن حقه أن يترك الجلسة ويؤدي الصلاة ثم يعود لاستكمالها.. أن حسم هذه القضايا أمر مهم للغاية حتي لا نفتح بابا للصراعات والمزايدات باسم الدين فكلنا مسلمون ومسيحيون.. نؤمن بأن الدين لله.. والوطن لنا جميعا.. يجب أن يكون للقضايا الدينية والاختلاف حولها مكان غير قبة البرلمان إلا إذا كان هناك أمر يتعلق بقضية دينية في مشروع قانون جديد يخص الأسرة أو العلاقات بين المواطنين فيها شق ديني.. أما أن نقحم الدين في كل شيء فهذا ليس مكانه مجلس الشعب..
< هناك بوادر جديدة طيبة كانت واضحة أمام المواطنين في الجلسات الأولي للمجلس.. أن يأتي د.كمال الجنزوري رئيس الوزراء للمجلس أكثر من مرة وأن يسمع كلاما ونقدا لم يسمعه من قبل رغم تاريخه السياسي الطويل.. وأن يأتي اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أكثر من مرة ويسمع مطالبات من الأعضاء بعزله ثم يتحدث أمام المجلس بكل الموضوعية وبلا انفعال.. وأن يشهد المجلس محاورات كان فيها بعض التجاوزات اللفظية.. ربما كانت هذه هي المرة الأولي التي يحضر فيها وزير داخلية مصر جلسات مجلس الشعب فقد ظل حبيب العادلي14 سنة في الوزارة ولم يجرؤ أحد أن يطالبه بالحضور إلي المجلس رغم آلاف الكوارث الأمنية وغير الأمنية التي حدثت في عهده.. إن الانسجام في أداء الكتل البرلمانية في المجلس حتي وإن اختلفت سوف يقدم للمجتمع المصري صورة رفيعة من صور الحوار.. ولاشك أن حضور رئيس الحكومة والوزارة بهذه الكثافة سوف يخلق جسورا من التواصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لمصلحة هذا الوطن..
< لا أجد مبررا للتصعيد بين القضاة ومجلس الشعب.. أو بين الصحافة ولجان المجلس أو بين التيارات السياسية والكتل البرلمانية في جلسات المجلس حين يطالب أعضاء مجلس الشعب بسرعة الإجراءات القضائية والمحاكمات, فهذه ليست جريمة وليست اتهاما للقضاة خاصة أن الشارع المصري كله يطالب بذلك لأن العدالة البطيئة أقسي أنواع الظلم.. وإذا كان مجلس الشعب يطالب بسرعة الإجراءات في متابعة أموال مصر الهاربة أو محاكمات رموز النظام السابق أو البحث عن كنوز مصر في سراديب الكسب غير المشروع فهذه هي أهداف ثورة يناير التي جاءت بهذا المجلس ومن واجبه أن يتبني هذه المطالب.. وعلي مؤسسات الدولة أن تشارك بعضها الحرص علي تحقيق هذه الأهداف.. إن الصراعات داخل المجلس بين الكتل المختلفة يجب أن تكون صادقة النوايا وليست تصفية حسابات انتخابية أو تخفي رغبة في إجهاض تجربة ديمقراطية انتظرناها من عشرات السنين..
نحن علي أبواب رحلة جديدة ينبغي أن نستعد لها بالحرص علي مصالح الوطن ونجاح تجربة وليدة..
.. ويبقي الشعر
في هذه الأرض الشريفة أشرقت
يوما قلاع النـور والبركــــــــــات
بدأ الوجود خطيئة ثم انتهــــــي
بالصفح والغفـران في عرفـــــات
حتي أطل علي الوجود محمــــد
فازينت عرفــات بالصلــــــــــوات
فأضاء تاريخ وقامت أمـــــــــــة
بالحق تكتب أروع الصفحــــــــات
وسري علي أرجائها وحي الهدي
جبريل يتلو أقــــــدس الآيــــــــات
ومحمد في كل ركن ساجـــــــد
يحي قلوبا.. بعد طول مــــــوات
بدء الخليقة كان من أسرارهـــــا
حين استوت بالخلق في لحظات
وتزينت لنبيها حتي بـــــــــــــدا
نور الرسالة فـوق كل حصـــــاة
وتكسرت أصنام مكة.. وانزوي
خلف الحطام ضلال ليل عــات
في حضن مكة كان ميلاد الهدي
والدهر يشدو أعــذب النغمــــات
أمم أفاقت من ظلام عهودهـــــــا
واستيقظت من بعد طول سبــات
القي عليك الحاقدون ضلالهـــــم
وتسابقوا في اللغو والســــوءات
أتري يعيب الشمس أن ضياءهـــا
أعمي حشود الجهل والظلمــات
لو يعلم الجهلاء رحمة ديننـــــــا
لتسابقوا في البر والرحمـــــــات
لم يشهد التاريخ يوما أمــــــــــة
جمعت حشود الحق في لحظــــات
لم تشهد الدنيا جموعا سافــــــرت
عبرت حدود الأرض والسمــوات
لكنه الإسلام وحد بينهـــــــــــــم
فتسابقــــــوا لله في عرفــــــــــــات
هذا هو الإسلام دين محبــــــــــة
رغم اختلاف الجــاه والدرجـــــات
يا للمدينة حين يبدو سحرهـــــــــا
وتتيه في أيامها النضــــــــــــرات
ومواكب الصلوات.. بين ربوعها
تهتز أركان الضلال العاتـــــــــــي
في ساحة الشهداء لحن دائـــــــــم
صوت الخيول يصول في الساحات
والأفق وحي.. والسماء بشائـــر
والروضة الفيحاء تاج صلاتــــــي
ويطوف وجه محمد في أرضهـــا
الماء طهري.. والحجيـج سقـاتـــي
ز2010 س
قرأنا بكل أسف ما نشره الأستاذ فاروق جويدة في عدد الجمعة3 فبراير2012 بعنوان مدينة زويل وجامعة النيل وإظهارا للحقائق نود أن نوضح التالي:
< إن جامعة النيل هي كيان أكاديمي وبحثي قائم ومستمر وتحقق نتائج ثماني سنوات من العمل المضني والشاق وشهد لها الجميع في مصر والخارج بالتميز في عملها واستقطبت الجامعة40 من خيرة أبناء مصر بالخارج والداخل للعمل بهيئة التدريس وأقامت ستة مراكز بحثية متخصصة ويدرس بالجامعة أكثر من350 طالبا..
< بدأت جامعة النيل عملها الأكاديمي والبحثي منذ خمس سنوات في مقر مؤقت بالقرية الذكية إلي حين انتهاء بناء مقرها الدائم بمدينة الشيخ زايد, وذلك طبقا لقرارات الحكومة المصرية والاتفاقيات الموقعة معها في هذا الصدد.. وقد زارت لجان وزارة التعليم العالي هذه المباني, ووافقت عن طريق المجلس الأعلي للجامعات ووزير التعليم العالي علي بدء الدراسة بالجامعة..
< ذكر كاتب المقال أن المؤسسة المصرية لتطوير التعليم التكنولوجي هي برئاسة الدكتور أحمد نظيف, وقد ذكرنا مرارا لكل من يهمه الأمر أن المؤسسة المصرية لتطوير التعليم التكنولوجي هي جمعية أهلية مصرية ذات نفع عام ولا يملكها أحد وتخضع لقوانين الدولة..
< يذكر الكاتب أن الجامعة قامت بالاستيلاء علي الاراضي المخصصة لمشروع زويل و مساحتها127 فدانا تزيد قيمتها عن1.5 مليار جنيه مصري والحقيقة أن هذه الأرض التي تم تخصيصها لوزارة الاتصالات لإنشاء جامعة النيل قد قامت الوزارة بشرائها من هيئة المجتمعات العمرانية بمبلغ65 مليون جنيه في عام2003 وقامت بتسجيلها وخصصت هذه الأرض فيما بعد بحق انتفاع للمؤسسة المصرية لتطوير التعليم التكنولوجي( وهي مؤسسة ذات نفع عام) لإنشاء الجامعة الأهلية والأرض لم يتم الاستيلاء عليها من أحد..
< تم تخصيص مساحة لجامعة النيل علي أرض في الشيخ زايد بمدينة6 أكتوبر في عهد حكومتي د.عاطف عبيد ود.أحمد نظيف, ويدعي البعض أن هذه الأرض قد تم تخصيصها منذ عام2000 لجامعة زويل إبان حكومة الدكتور عاطف عبيد, وربما ترك قيام الدكتورين عبيد وزويل بوضع حجر أساس انطباعا بذلك, لم يتبع ذلك أي خطوات تنفيذية وهنا يكون علي الدكتور زويل نفسه, أو علي الحكومة إبراز الوثائق القانونية لمثل هذا التخصيص وفي مقابل عدم وجود مستند رسمي بملكية د.زويل لأراضي النيل, فإن لدي جامعة النيل ما يثبت تخصيص هذه الأرض لها..
< يبرر البعض هذا التصرف بأن الأرض من أملاك الدولة والإنشاءات التي أقيمت عليها تم تمويلها بواسطة وزارة الاتصالات, أي من دافعي الضرائب المصريين.. ونحن نسألهم, وهل طلاب جامعة النيل ليسوا مصريين..
< يتساءل المجتمع الأكاديمي في مصر بأكملها أليس من العقل والمنطق أن تكمل جامعة قائمة شهد لها بالتميز ولها إنجازاتها أن يسمح لها بأن تعمل في مقر ومعامل ومدرجات أعدتها لنفسها أم من المنطق أن يسحب كل هذا ويسخر لصالح مشروع لم يتبلور إلي هذه اللحظة..
< ذكر الكاتب في مقاله أن جامعة النيل أنشئت كبديل لمشروع زويل أي أنه يفترض أن لها نفس أهدافه وقيمته, إذن لماذا حرام تخصيص أراض قيمتها ما يزيد علي مليار ونصف المليار جنيه( كما قدرها الكاتب) لجامعة النيل بينما هي حلال علي مشروع زويل ؟
لقد وافق المجلس الأعلي للجامعات علي تحويل جامعة النيل إلي جامعة أهلية والأرض والمباني ليست مملوكة لأحد وإنما مملوكة للدولة..
مع وافر التحية
عن جامعة النيل أ.د./ عمرو مرتجي
[email protected]

 

المزيد من مقالات فاروق جويدة
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 55 مشاهدة
نشرت فى 17 فبراير 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,685,740