الرياضة علاج لطفل متلازمة داون

 ان متلازمة داون هي الخلل الكروموزمي الوحيد الذي تمتد أعمار المصابين به إلي سن الستين, نظرا لقلة الجينات علي الكروموزوم21 المسئول عن المرض بالمقارنة بالجينات المحمولة علي الكروموزومات الأخري التي تؤدي إلي التخلف العقلي, وكلما زاد عدد الجينات المحمولة علي الكروموزم تقل فرصة الطفل المصاب في الحياة, هذه فكرة مبسطة عن سبب طول عمر الطفل المنغولي او المصاب بالداون سندروم كما توصل إليها مشروع الجينوم البشري وكما تؤكد د. نجوي عبد المجيد استاذ الوراثة البشرية بالمركز القومي للبحوث, وتضيف ان اسباب إنجاب مواليد مصابين بإعاقة الداون سندروم تناولتها الكثير من الأبحاث واشهرها كبر سن الأم الحامل او نقص بعض العناصر الغذائية فيما تناولته من غذاء كحمض الفوليك, و من المشاكل الصحية الشائعة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال تلف بعض صمامات القلب ومشاكل في حاسة السمع واضطرابات في النظر بالإضافة الي عيوب خلقية بالعمود الفقري والمعدة وعلي الرغم من تعدد هذه المشاكل إلا ان مرض متلازمة داون من الاعاقات القابلة للعلاج وللتعليم والاندماج في المجتمع بصورة طبيعية.. وعند بلوغ الطفل مرحلة المراهقة تظهر لديه المشاكل العصبية كالتشنجات ونوبات الصرع الكلية أوالجزئية ولذلك يجب عمل رسم للمخ بصفة دورية, ويشكو بعض المراهقين من اضطرابات النوم التي تنجم عن نومهم مستلقين علي الظهرفيتحرك اللسان إلي الخلف وتحدث سدة جزئية في عملية التنفس وقد يدعو هذا الي الظن بانهم يعانون مشاكل في القلب, ومن الأنشطة التي تفيد في تحسين الصحة العقلية والنفسية للمصابين بالمرض التدريبات الرياضية فقد اجريت دراسة بالمركز القومي للبحوث بعيادة ذوي الاحتياجات الخاصة علي مجموعة من المصابين بداون سندروم تم خلالها قياس بعض الإنزيمات ومستوي تأكسد الدهون لديهم قبل وبعد اجراء برنامج تدريبي عن طريق استخدام المشاية الكهربائية وتبين وجود ارتفاع معنوي في نشاط الإنزيمات وانخفاض في تأكسد الدهون بعد تنفيذ البرنامج, مما يقلل من خطورة الأمراض المصاحبة لمرض داون مثل الألزهايمر الذي يظهر لديهم عادة مبكرا في سن الخامسة والعشرين او الثلاثين, بالإضافة إلي ان انتظام ممارستهم للرياضة يسهم في تعديل سلوكياتهم ويساعدهم في التغلب علي التحديات الجنسية التي تظهر خلال مرحلة المراهقة, كما تنصح د. نجوي اولياء الأمور بالاستعانة بالمشورة النفسية لإرشادهم وتدريبهم علي التعامل مع الأطفال وتشجيعهم علي الاختلاط بالآخرين وعلي عقد صداقات مع غيرهم من الأطفال الذين يعانون نفس المرض وبذلك نضمن لهم حياة سوية مثلهم مثل الأطفال العاديين..وتستقبل عيادة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمركز القومي للبحوث حالات المراهقين من سن الثانية عشرة إلي سن العشرين, وتقوم بإعداد برامج تدريبية لهم يوم الاثنين من كل أسبوع.