الأطفال أيضا يكتئبون

وتري د.علوية عبد الباقي أستاذ الطب النفسي للأطفال والمراهقة بجامعة عين شمس أن اكتئاب الأطفال يكون نتيجة أسباب وراثية في المقام الأول.. بمعني أن يكون أحد الأبوين مصابا بالاكتئاب, وبالتالي يكون الطفل لديه استعداد وراثي للاكتئاب.
ومن أعراض اكتئاب الأطفال الأساسية أن يكون الطفل في حالة حزن مستمرة ولا يستطيع ان يكون سعيدا أو يندمج مع أقرانه.. كذلك فإنه عند الاجتماع مع زملائه فإنه ينظر إليهم ولكنه يمتنع عن الكلام أو يفقد القدرة عليه.
وتكون الأعراض الظاهرة لاكتئاب الطفل البكاء الكثير وفقدان الاهتمام بنشاطاته وهواياته السابقة.. فإذا كان الطفل يمارس لعبة معينة كالكرة أو السباحة فإنه يهملها, وفي هذه الحالة لابد من تدخل الابوين وإحاطة الطفل بكل رعاية واهتمام.كذلك فإن إحساس الطفل بالذنب باستمرار يكون نتيجته اكتئابا شديدا..فلا يجوز أن يشعر الابوان الطفل أنه السبب في أية مشكلة.
والاكتئاب له أيضا أعراض مصاحبة غير أساسية مثل نوم الطفل أغلب الوقت أو العكس فتقل جدا ساعات نومه ويصاب أيضا باضطرابات النوم.. وقد يطلب الطعام بكثرة او يحجم عنه, او يتناول كميات قليلة.. لذا لا بد من الاهتمام بالطفل ومراعاة أنه يمر بحالة اكتئاب.. أيضا قد يصبح الطفل عدوانيا تجاه الآخرين او تجاه نفسه فيؤذيها.. وبالنسبة للتحصيل الدراسي قد يحدث خلل فيعجز الطفل عن التحصيل ويقل مستواه التعليمي.. وحركة الطفل قد تزيد بصورة غير طبيعية او تقل جدا, فيصبح الطفل منطويا ويكاد لا يتحرك من مكانه.. كذلك قد تصدر من الطفل بعض التصرفات غير السوية مثل السرقة أو الكذب وهذا يعرف بالسلوك غير المتوقع او السلوك العكسي.. وأخطر سن للاكتئاب هي سن المراهقة.. فقد يصل التفكير بالمراهق لحد الانتحار.وتؤكد د. علوية في نهاية حديثها ضرورة اللجوء للعلاج السريع وعدم ترك الطفل في حالة مشاهدة اي من الأعراض السابقة حتي لا يتطور الأمر ويصبح خطيرا.. وعلاج اكتئاب الطفل لا يكون في المنزل فقط, وانما في المدرسة أيضا بلفت نظر المدرسين لمرض الطفل ليعاملوه معاملة خاصة تتناسب مع حالته.. واكتشاف المرض في بدايته, واللجوء للطبيب لعلاج الطفل بالدواء مع عقد الجلسات يعجل بشفاء الطفل مع مراعاة ان مدة العلاج قد تطول لتسعة أشهر..لذا فلا بد ان يتسم الأبوان بالصبر لحين الخروج من المحنة.