كتب - حسـن فتحـي: 159
كثرة الضحك, وربما النرفزة والعصبية التي تطرأ علي عزيز لديك بين سن الأربعين حتي الستين قد تخفي وراءها أعراض مرض ألزهايمر
نعم فمريض ألزهايمر قد يتعمد إخفاء أعراض مرضه لسنوات طويلة بالرد علي من يصفه بأنه قد نسي شيئا ماس تدهور المرض, خاصة مع انتظار دخول أدوية جديدة سوق الدواء هذا العام, والتي تعمل علي مسارات مختلفة في المخ, بعكس العلاجات القليلة المتاحة حاليا, إضافة إلي استخدام الأمصال حتي تتكون أجسام مضادة تساعد مادة الأسيتيل كولين الموصل الأساسي لجميع وظائف المخ, والتي تنتظر الحصول علي موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكيةFDA, جاء ذلك ضمن فعاليات الاجتماع السادس لرابطة أطباء المخ والأعصاب بالقاهرة..
وهذه الأعراض في الذاكرة والتغيرات السلوكية لدي من تجاوز الستين, تفرض ـ كما يؤكد الدكتور ساهر هاشم أستاذ أمراض المخ والأعصاب بطب القاهرة ـ المبادرة إلي عمل اختبارات بسيطة في عيادة طبيب الأعصاب لاكتشاف المرض, والعرض علي الطبيب مرة كل عام, بدءا من سن الستين, فكما يوصي الأطباء بالكشف الدوري من سن معينة للاكتشاف المبكر لبعض الأمراض المزمنة وغيرها, ينبغي عمل كشف دوري لاختبار كفاءة المخ سنويا فوق سن الستين, عن طريق الاختبارات النفسية البسيطة لاكتشاف ألزهايمر مبكرا. ويوضح الدكتور ساهر هاشم أن هناك فرقا بين ألزهايمر وخرف الشيخوخة, فمع ألزهايمر يحدث تدهور سريع وتغيرات في الذاكرة يعقبها تغيرات سلوكية, وفي خرف أو عته الشيخوخة تحدث تغيرات في الذاكرة, ويبدأ الخرف بتغيرات في النسبة الطبيعية في مادة المخ ز س أقل سرعة من تدهور ألزهايمر, وبالتالي تأخذ وقتا طويلا حتي تظهر وتبدو في السنوات الأخيرة من العمر, أما ألزهايمر فيظهر في سن الأربعين حتي سن الستين والخامسة والستين ويتزايد بمعدل أسرع من خرف السيخوخة, ويكون مصحوبا بتغيرات في المعرفة وليست الذاكرة, وتغيرات سلوكية مثل الضلالات والهلوسة وغيرها ومحاكاة النفس في المرآة وعدم معرفة بعض المحيطين, والتحدث إلي الموتي وكأنهم أحياء والتعامل مع المواقف كأن الزمن توقف عندها, مثال ذلك أن يستيقظ مريض ألزهايمر وعمره70 عاما ويرتدي ملابسه كاملة, وإذا سئل إلي أين, تكون الإجابة إنه ميعاد العمل.
وتحدث الدكتور باروك جوجر الرئيس الإكلينيكي لعته الشيخوخة في غرب إنجلترا عن الأبحاث الجديدة وبيولوجيا المخ المصاحبة لحالات خرف الشيخوخة والخرف الوعائي وخرف ألزهايمر, وقد ربط خرف ألزهايمر بالخرف الوعائي باثولوجيا, ويقصد بالخرف الوعائي ما كان يطلق عليه قديما تصلب شرايين المخ, أو الإصابة بجلطة في المخ, تعقبها الإصابة بالخرف نتيجة الجلطة, أو ما يطلق عليه الخرف الوعائي الاستراتيجي, نتيجة الإصابة بالجلطة في منطقة استراتيجية بالمخ تؤدي إلي سرعة حدوث الخرف, وبالنسبة للعلاجات الحديثة للألزهايمر, ركز باروك علي استخدام أمصال تؤدي إلي تكوين أجسام مضادة تساعد مادة الأسيتيل كولين في المخ, وهي في سبيلها للحصول علي موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكيةFDA, إضافة إلي بعض العلاجات الحديثة التي تؤثر علي مستقبلات النيكوتين المعروفة باسم ألفا ـ7, والتي لها تأثير فعال علي ألزهايمر, وستطرح هذا العام في مصر.
ويوضح الدكتور طارق توفيق أستاذ أمراض المخ والأعصاب ورئيس وحدة السكتة الدماغية بطب القاهرة أن هناك علاجات جديدة سيتم إطلاقها هذا العام لمريض ألزهايمر, منها مركب الجالنتامين الذي يعمل بطريقتين علي نوع جديد من المستقبلات تسمي مستقبلات النيكوتين المعروفة باسم ألفا ـ7, فإضافة إلي أنه يثبط الإنزيمات التي تقوم بتكسير الأسيتيل كولين ز س العمليات التي تقاوم المواد الكيميائية التي تدمر الذاكرة وتكثر من التهابات خلايا المخ وتعجل بشيخوختها, وهو أول مركب يعمل بطريقتين, علما بأن الأدوية المتاحة حاليا تعمل فقط علي تثبيط مكسرات الأسيتيل كولين, كما أنه من المنتظرإطلاق مجموعة جديدة من الأدوية التي تعمل علي تثبيط أعراض مرض ألزهايمر, والتي تعمل علي تعديل مسار المرض, ومن أمثلتها منشطات الميتوكوندريا الجزء المختص بالوظائف الحيوية بالخلية وأهمها تزويدها بالأكسجين, وثانيا أجسام مضادة لمادة ز س تعمل علي تثبيط الشوارد الحرة التي تدمر الخلية وتعجل بحدوث الأكسدة, كما أنها تدمر الميتوكوندريا.
ومن المهم, كما يوضح الدكتور توفيق, التأكيد علي أن العلاج المبكر هو خير وسيلة لتجنب التدهور المستمر في المرض والوصول إلي مراحل لايجدي معها أي علاج, وكلما كان التشخيص والعلاج مبكرا, كانت هناك فرصة لوقف التدهور المستمر لمرض ألزهايمر.. ومن جانبه تناول الدكتور ماجد عبدالنصير أستاذ أمراض المخ والإعصاب بطب القاهرة قضية ذات أهمية كبيرة, موجزها أن هناك تغيرات طفيفة في الوظائف المعرفية للمخ تحدث مع تقدم العمر, فهل هذه التغيرات تعد مجرد تقدم في السن أم حالة مرضية, وهنا تظهر منطقة ما بين الاثنين( التغيرات المقبولة بالنسبة للعمر مقابل التغيرات المرضية), ومن هنا نشأت فكرة ما يسمي التغيرات الذهنية البسيطة والتي يطلق عليها اختصاراMCI, والتي تعد فترة أو مرحلة انتقالية ما بين التغيرات الطبيعية لتقدم السن ومرض خرف الشيخوخة, ووضع مواصفات إكلينيكية لتشخيص هذه المرحلة, حيث يشكو الشخص غالبا من بعض الصعوبات في النشاطات المعتادة التي كان ينجزها بسرعة معينة, كما يحدث لديه بطء في تذكر الأسماء لدي المعروفين لديه وأرقام التليفونات, مع ملاحظة أنه هنا لايحدث تأثر واضح في الأنشطة الحياتية اليومية والعادات الغذائية وطقوس النظافة اليومية, ورغم أن بعض هذه الحالات تظل كما هي أو ربما تتحسن, إلا أن نسبة منها تتدهور وتتحول إلي خرف حقيقي, من هنا, تأتي أهمية التشخيص المبكر, وفقا لتأكيد الدكتور عبدالنصير, لمحاولة منع التدهور بالمكملات التعويضية للخلل بتزويد الشخص بفيتامينات بي12, د أو بعض الهرمونات, ويسبق ذلك محاولة اكتشاف السبب, بعمل فحوصات معملية مثل وظائف غدد درقية أو وظائف كلي وكبد, فربما كان السبب كامنا في تأثر وظائف هذه الأعضاء, يضاف إلي البدائل التوصية باتباع نظام غذاء سكان البحر المتوسط, المعتمد علي الكثير من الفواكه والخضراوات والأسماك وقليل الدهون, وتناول أوميجا3, مع ممارسة الرياضة بانتظام, وممارسة الرياضات الذهنية مثل حل الكلمات المتقاطعة والسودوكو, والبعد عن التدخين.
وأخيرا, تناول الدكتور أحمد الأجهوري مدير إدارة تدريب الأطباء بمستشفي الطب النفسي بالعباسية أهمية الصدمة الكهربائية للمخ وبعض الأمراض العصبية مثل اكتئاب ما بعد جلطة المخ ومرض باركنسون الشلل الرعاش ومرض التصلب المتعددMS, والأهم من ذلك علاج بعض حالات الصرع المتكرر غير المستجيب للعلاج بالصدمات الكهربائية.
ساحة النقاش