قبل أن تحترقي نفسيا؟

وانعدام الرغبة في الذهاب إلي العمل, فهذا يعني أنك تعانين من الاحتراق النفسي كما تؤكد د.إيمان حسن خميس أستاذ الصحة النفسية كلية التربية جامعة المنوفية.
فالاحتراق النفسي كما يؤكد علماء النفس يأتي نتيجة عدم قدرة الأفراد بشكل عام ـ والنساء بشكل خاص ـ علي مواجهة الضغوط بطريقة ايجابية وينتج أيضا عن ضغط الفرد علي الأنا ويقصد بها الضغط علي النفس لمدة طويلة ـ وعدم اشباع رغباتها في مقابل الاهتمام بالعمل, ينتج أيضا عن عمليات الكبت للتصرفات غير المقبولة والمتعارضة مع الأداء في العمل, مما ينتج عنه صراع ينتهي إلي الاحتراق النفسي فضغوط العمل هي السبب الأهم في إصابة الأفراد بالاحتراق النفسي وقد يظهر الاحتراق النفسي نتيجة فقدان الفرد المثل الأعلي فتحدث فجوة بين الأنا والآخر مما يؤدي إلي مزيد من الاحتراق, وتفسر النظرية الوجودية الاحتراق النفسي بأنه حينما يفقد الفرد المعني والمغزي من حياته فإنه يعاني من الفراغ الوجودي الذي يجعله يشعر بعدم أهمية حياته, وقد يفتقد تقدير الذات الذي يحفزه علي مواصلة حياته فلا يتمكن من تحقيق أهدافه ويصبح عرضة للاحتراق النفسي فالاحتراق النفسي سلوك غير سوي, تم تعلمه نتيجة البيئة المحيطة والظروف غير المناسبة في العمل فإذا لم يتعلم الفرد سلوكيات تكيفية مقبولة فانه يتعلم سلوكا غير سوي يسمي الاحتراق النفسي.
ولعلاج الاحتراق النفسي وتحقيق جودة الحياة تقدم د.ايمان خميس تصورا نظريا ذا ستة ابعاد:
1 ـــ تقبل الذات: يقصد به القدرة علي تحقيق الذات إلي أقصي مدي ممكن أن تسمح به قدرات الفرد وامكاناته والنضج الشخصي والاتجاه الايجابي نحو تقدير الذات في الحاضر والماضي.
2 ـــ الاستقلال الذاتي: ويقصد به قدرة الفرد علي تحقيق استقلاليته في اتخاذ قراراته الذاتية, والقدرة علي ضبط وتنظيم سلوكه الشخصي بمعاييره الذاتية.
3 ــ العلاقات الايجابية مع الآخرين: ويقصد بها إقامة علاقات ايجابية قائمة علي التفهم والثقة والصداقة.
4 ـــ الكفاءة البيئية: ويقصد بها التمكن من تنظيم الظروف والتحكم في الانشطة والاستفادة من الظروف المحيطة والقدرة علي ايجاد بيئة مناسبة ودرجة من المرونة الشخصية التي يتمتع بها الفرد.
5 ــ الحياة الهادفة: ويقصد بها قدرة الفرد علي تحديد اهدافه في الحياة وفق رؤيته وتوجهاته ـ دون الغير ـ مع المثابرة والإصرار وإزالة العقبات التي تحول بينه وبين أهدافه.
6 ــ النمو الشخصي: ويقصد به قدرة الفرد علي تنمية قدراته وامكاناته لإثراء حياته الشخصية والاجتماعية.
وتؤكد د. إيمان أهمية مدخل متعة الحياة في حياة الأفراد المصابين بالاحتراق النفسي, وهو ما يعني تنامي الشعور الايجابي وتدني الشعور السلبي, وتحرر الفرد وخلوه من الاضطرابات النفسية وتمتعه بتقدير ذاتي ايجابي وقدر مرتفع من الاتزان الانفعالي والاقبال علي الحياة وتقبل الآخرين,كما أن الاحساس العام بالسعادة والطمأنينة النفسية من شأنه أن يجعل الفرد يتمتع بجودة الحياة البعيدة كل البعدعن الاحتراق النفسي المدمر للإنسان, وان كان في بعض الحالات يحتاج المعرضون للاحتراق النفسي إلي علاج نفسي, وذلك عندما يعانون من اضطرابات انفعالية واضطرابات في النوم وعندما يعانون من الاكتئاب.