سعدية شعيب 80
سؤال يتردد دائما في خاطرنا نحن النساء..!! لماذا لا نلجأ نحن النساء إلي نساء مثلنا في مختلف المهن؟؟.. لماذا عندما نمرض نفضل اللجوء الي الطبيب ونتردد في الذهاب للطبيبة؟؟..
ولماذا عندما نقع في مشكلة نذهب للمحامي وليس المحامية ونعطيه ثقتنا؟؟.. باختصار لماذا نأتمن الرجل ونثق به أكثر من بني جنسنا؟ أهي غيرة أم عدم ثقة؟
د. أحمد خيري حافظ أستاذ علم النفس جامعة عين شمس, يؤكد: بالطبع ليست غيرة ولكنها عدم ثقة في المرأة ترجع لجذور تاريخية طويلة المدي, أولها أن المجتمعات منذ فترة طويلة مجتمعات أبوية يحكمها الرجل وبالتالي فهو الحكيم والعالم والخبير, ولاتزال النظرة في المجتمعات النامية للمرأة علي أن خبراتها ومهاراتها تتركز في شئون البيت وفي تربية الأطفال, ولذلك فالمهن التي تتطلب مهنية ومهارة عالية هي مهن يشغلها الذكور وليس الإناث, أيضا الفرص المتاحة للمرأة خاصة في المجتمعات العربية فرص محدودة, ولأنها مجتمعات متحيزة للرجل فهي بالتالي تفتح له أبواب الخبرة والعمل والطموح والقيادة وغيرها علي مصراعيها, بينما تعاني المرأة في هذه المجتمعات قلة الفرص والتحيز ضدها باستمرار.
ذبح اجميلةب
هناك أيضا بعد في التراث الديني يفهمه خطأ كثير من الناس, وهو أن المرأة ناقصة عقل ودين, ولأن هذه الفكرة تسيطر علي كثير من الناس فإنهم يشكون في قدرة المرأة وكفاءتها, وفي التراث الديني أيضا ينظر الرجل إلي المرأة علي أنها عبء عليه, وأنها سريعة الانفعال سريعة الغضب, والغريب كما يؤكد د. أحمد خيري أن معظم الدراسات التي أجريت علي الفرق بين الذكر والأنثي في كثير من الأمور أظهرت أن المرأة أكثر حكمة وأكثر نضجا وأكثر وعيا, وبرغم هذه الدراسات العلمية المرضية فإن الواقع الاجتماعي خاصة في مصر يميل عكس ذلك, فإذا نظرنا إلي الانتخابات علي سبيل المثال حيث المرأة تمثل نصف المجتمع, نجد أن معظم النساء يتجهن إلي الانسحاب من الترشيح لعضوية المجالس الانتخابية, وإذا ترشحت امرأة فإن معظم إتجاهات النساء لا تميل نحوها بل تفضيل الرجل عليها, وعندما نزن امرأة مثل جميلة إسماعيل بتاريخها المشرف ونضالها السياسي الطويل, نجد أن الاصوات ذهبت إلي رجال أقل كفاءة وأقل خبرة, وهذا يثير التساؤل: لماذا لا تقف المرأة إلي جانب المرأة في اختيارها؟ ولماذا لايضع الرجال ثقتهم في إمرأة يعلمون تماما تاريخها ومهاراتها؟ والجواب بكل بساطة: إن النظرة المتخلفة للمرأة لاتزال هي المتحكمة في الرجال والنساء معا, والقاعدة العلمية تقول: المرأة المتخلفة هي نتاج مجتمع ذكوري متخلف, ونحن في أشد الحاجة إلي كسر هذه القواعد وأن نعيد النظر في كفاءة المرأة المصرية.
ويستطرد د. أحمد خيري قائلا: كنت أتوقع بعد ثورة25 يناير التي قام بها الذكور والإناث معا من الشباب المصري, أن يكون من حق المرأة أن تتولي نصف الوظائف والمهن والمقاعد والفرص المتاحة للجميع والموجودة في المجتمع ولكن حتي الآن لم يتحقق هذا التوقع, ولو حدث ذلك فعلا لآمنا أن ثورة الشباب قد تحققت أهدافها وأن التقدم للمجتمع المصري آت لاريب فيه, وإذا كنا نلوم علي أحد فإن اللوم يقع أولا علي المرأة, فيامن ذهبتن إلي صناديق الإقتراع لماذا لم تؤيدن المترشحات من النساء؟, ويا من جلستن في بيوتكن لماذا لم تتقدمن للترشيح, ومن هنا أستطيع أن أقول أن المرأة المصرية في حاجة إلي ثورة جديدة, والفكر القديم الذي يحرم المرأة من حقوقها ومن فرص تفوقها لابد أن يسقط, ولابد أن تتجه المرأة المصرية إلي مساندة ودعم أختها المرأة الطبيبة, والمهندسة, والمحاسبة, والنائبة, وكل المهن التي يمكن أن تتفوق فيها المرأة بلاجدال عن الرجل, تفوق يدفعها إلي تحقيق الذات, فالمرأة المصرية مازالت في حاجة لإثبات ذاتها, وأنا علي ثقة أنه لوكانت نصف حكومة الإنقاذ من النساء لسارت السفينة إلي بر السلامة والأمان, حيث إن المرأة تتمتع بالحكمة والصبر والعمق, وتتميز بقدرتها علي تناول التفاصيل بدقة بالغة وعلي الملاحظة والاهتمام بما بين السطور أضعاف مايتميز به الرجل كما أكد الكثير من الدراسات وهو أمر مهم في قضايا المجتمع, لأن الرجل عادة عجول ويميل للعموميات وليس التفاصيل وسريع الحكم في الأمور ويغلب عليه الانفلات والانفعال دون حكمة العقل التي تتوافر عند المرأة.
ساحة النقاش