20/12/2011 10:49:22 م  toolbar AkhbarElyom


جـلال دويـدار - [email protected]

جـلال دويـدار
هل هناك من ينكر ان الدين الاسلامي وتعاليمه تدعو الي التطور ونبذ الجمود‮. ‬هذا الواقع يتجسد في الكثير من الآيات الكريمة بكتاب الله والتي كانت لها انعكاساتها الايجابية علي اجتهادات كثير من اصحاب المذاهب الاسلامية وعلماء الدين الافاضل‮. ‬لقد كانوا يؤمنون بالعلم علي‮ ‬ضوء تعاظم فهمهم الصحيح للدين ومبادئه باعتبار ان التطور هو سنة الحياة وانه لابد من التماشي مع الزمان والمكان دون الاخلال بمتطلبات الدين وما تدعو إليه ثوابته‮. ‬وفي هذا الاطار فقد اشار الدين الي ما سوف تشهده الحياة من متغيرات وما سوف يكون عليه العلم من تقدم ومعرفة بمرور السنين‮.

في هذا الاطار كان السلف الصالح يدرك ان الدنيا لن تظل علي ما هي عليه‮.. ‬وهو ما تمثل في الاحتكاك بالحضارات‮  ‬واعمال الفكر من جانب الكثير من العقول في عصور النهضة الاسلامية‮. ‬ادي‮ ‬هذا الانفتاح الي التطور الذي قاد الي مظاهر التقدم والازدهار التي تحققت للأمة الاسلامية في مختلف المجالات‮. ‬هذه المتغيرات أدت الي التحول في اسلوب ومعاملات الحياة وكل ما يتعلق بها‮.

من الطبيعي ألا يكون تعاملنا مع عصر الطائرات والصواريخ والذرة‮  ‬وسفن الفضاء وثورة الاتصالات وتحويل مياه بحر المالح الي مياه عذبة وكذلك ما جري لانماط الحياة المتعددة‮.. ‬بنفس فكر واسلوب عصر الجمال‮ . ‬والاعتماد في استمرار الحياة علي أبار مياه الصحراء‮ . ‬يجب ان نعترف ان كل هذا وبمرور الوقت اصبح في خبر كان‮. ‬ان هذه الاختراعات جعلت العالم اقرب ما يكون بعضه الي البعض واصبحت كلمة دارجة القول بانه اصبح عبارة عن قرية واحدة تؤثر وتتأثر دوله وشعوبه بما يحدث في اي مكان‮. ‬بدافع من كل هذا الذي حدث لم يكن هناك مفر من مسايرة ما شهده العالم من تطورات ومتغيرات مع الالتزام في نفس الوقت بالقيم والمباديء والآداب التي أرستها الاديان السماوية واصبحت راسخة في وجدان الافراد والشعوب‮.

انطلاقا من هذه الحقيقة التي اصبحت ماثلة امام الجميع فانه لم يعد هناك مجال للدعوة الي محاكاة السلف الصالح في المظاهر التي كانت سائدة في وقتهم والتي كانت تتوافق وتتماشي مع نمط حياتهم ومتطلباتها‮.  ‬علي هذا الاساس فان ما كان يصلح في زمانهم ربما لا يصلح في زماننا باستثناء‮- ‬وكما ذكرت‮- ‬القيم والمباديء الدينية والسلوك الاخلاقي مع الالتزام‮  ‬بروحها واهدافها السامية‮.

في حالة القبول بغير ذلك وعلي ضوء ما طرأ علي التعداد البشري من زيادات مهولة فاننا وبعيدا عن أي تزمت مطالبون بالا نتخلي عن الاستفادة بكل ما افرزته التطورات والاجتهادات والاختراعات الانسانية التي ما كانت تتم الا بإذن الله تعالي‮. ‬كل هذا يجعلنا لانتمسك بان يكون نمط حياتنا علي نفس نمط حياة السلف دون اي تغيير‮.

تفهمنا لهذه الحقيقة يجعلنا ندرك بأن هناك اختلافا فيما يتعلق بكل امورنا الحياتية من سلوكيات ومعاملات وعلاقات‮.

بالطبع فان هذا لا يمكن ان يتحقق اذا ما وضعنا في الاعتبار مغزي ما جاء عن أهل الكهف بالقرآن الكريم والذي اراد الله بذكرهم ان يشير الي ما يمكن ان يحدث من تحولات ومتغيرات في حياة البشر‮.‬

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,792,790