ما المقصود بالعلاج المناعى للسرطان؟
الأربعاء، 26 أكتوبر 2011 - 15:47
دكتور وائل غانم أستاذ جراحة الأطفال جامعة عين شمسكتبت أسماء عبد العزيز
<!-- AddThis Button BEGIN --> <!-- AddThis Button END -->تسأل قارئة: ابنى يعانى من السرطان وقد سمعت عن العلاج المناعى فما هو؟ وهل له أنواع يجيب على هذا التساؤل دكتور وائل غانم أستاذ جراحة الأطفال جامعة عين شمس قائلا: إن الجهاز المنـاعى يختص بمكافحة العـدوى ومحاربة الكائنات الدخيلة والغريبة التى تغزو الجسم، مثل البكتيـريا الضـارّة والفيروسات والسموم وغيرها، وهو يعمل بآليات متعددة ومتناسقة تتكامل فيما بينها، تبدأ بآليـات لكشف الخلايا الغريبة وتحديدها وتمييزها عن خلايا الجسم، ثم آليات استنفار و استنهاض الخلايا المناعية، ثم آليات تدمير الغرباء، و بطبيعة الحال تنقلب الخلايا السرطانية عقب تسرطنها إلى خلايا غريبة عن الجسم و تستلزم ردا مناعيا، إلا أن الجهاز المناعى لم يتمكن من تدميرها، سواء بسبب فشله فى تمييزها كخلايا غريبة، أو لأنه لم يصدر دفاعا مناعيا قويا بالدرجة الكافية عقب تمييزها.
والعلاج المناعى و يسمى أيضا بالعلاج الحيوى ( Biological therapy )، إضافة إلى العلاج المُعدِّل للاستجابة الحيوية ( biological response modifier therapy )، وهو علاج يعتمد على توظيف آليات عمل الجهاز المناعى المختلفة لمعالجة السرطان، خصوصا الآليات المتعلقة بتمييز الكائنات الدخيلة، و إثارة ردود الفعل المناعي، و آليات رفع معدلات إنتاج الخلايا المناعية و دعمها فى نموها و أداء وظائفها، و ذلك بهدف تعزيز و استنهاض و تحفيز جهاز المناعة، سواء لمكافحة الخلايا السرطانية، أو للمساعدة فى إدارة التأثيرات الجانبية لعلاجات الأورام، باستخدام مركبات حيوية تفرزها خلايا المنظومة المناعية طبيعيا، و يتم إنتاجها فى المعامل على هيئة عقاقير.
و يتم تصنيف الأنواع المتعددة من العلاجات المناعية إلى نوعين رئيسيين :
عـلاجات عـامة ( Nonspecific immunotherapies )
أى تحفز الجهاز المناعى بشكل شامل، مما يقوى من فاعليته تجاه الخلايا السرطانية، و تسمى بالعقاقير المُعدّلة للاستجابة الحيوية (biological response modifiers BRMs )، و يتم تصنيع اغلبها من المثيرات الخلوية ( cytokines ) التى تفرزها الخلايا المناعية، و الأنواع المعتمدة للاستخدام تشمل الانترفيرون ( interferons ) بأنواعه، و المثيرات الخلوية بين خلايا كريات الدم البيضاء ( interleukins )، و العناصر المحفزة للإعمار أو محفزات النماء ( colony-stimulating factors ).
و يعمل الانترفيرون بالتأثير بشكل مباشر على الخلايا السرطانية و يتداخل مع عملياتها الحيوية لإعاقتها، كما يعزز القدرة التدميرية للخلايا المناعية، بينما تعمل مثيرات الكريات البيضاء على تنشيط نمو و فاعلية الخلايا المناعية خصوصا الخلايا الليمفاوية، أما محفزات النماء ( growth factors )، و التى تعد من أكثر العقاقير المناعية استخداما، فهى تعمل على تحفيز و إثارة خلايا المنشأ ( stem cells ) بالنخاع العظمي، لزيادة معدلات إنتاج خلايا الدم المختلفة، من كريات بيضاء و كريات حمراء و صفائح دموية، مما يساعد على تجنب مضاعفات انخفاض معدلات كريات الدم، عند إحباط النخاع العظمى جراء علاجات السرطان، و تقصير مدة هذا الإحباط.
وهناك عـلاجات مخـصّصة ( specific immunotherapies )
أى أنها تستهدف إثارة تفاعل مناعى محدد و خاص، و من هذه العلاجات لقاحات السرطـان ( Cancer vaccines )، و المعالجة باستخدام الضدّيات أحادية الاستنساخ ( Monoclonal antibody therapy )، و تتلخص فكرة اللقاحات فى دفع الخلايا المناعية لتمييز الخلايا السرطانية بدقة لتستنهض الردود المناعية، بينما تستهدف الضدّيات الأحادية تدمير خلايا ورمية من نوع محدد، باستخدام وسائل من خارج المنظومة المناعية مثل السموم المناعية.
ساحة النقاش