جلطات الشريان التاجي الحادة
باريس من: سهير هدايت: 108
أعلن المؤتمر الدولي للجمعية الأوربية لأمراض القلب, الذي انعقد في باريس بحضور35 ألف طبيب من120 دولة من بينهم120 طبيبا مصريا, عن إطلاق الجيل الثاني من الدعامات الدوائية لعلاج جلطات الشريان التاجي الحادة
واستخدام القسطرة الشافطة للجلطة في60% من المرضي قبل تثبيت الداعامة داخل الشريان التاجي, واستخدام نوعية جديدة من أدوية السيولة تقلل الإصابة بجلطات المخ ونزيفه ومعدل الوفيات, وعقار لخفض ضربات القلب لأقل من70 ضربة في الدقيقة, وخاصة لمرضي قصور الشرايين التاجية.
وحذر الدكتور ميكل بوم رئيس المؤتمر من أن أمراض القلب ستصبح قريبا السبب الأول للوفيات في العالم, وتدني الميزانيات التي تخصصها الدول لعلاج أمراض القلب, مايعني أن العلاجات الحديثة ستكون للأغنياء دون الفقراء.
وفي تقييم لأحدث دراسة لاستخدام الدعامات الدوائية من الجيل الثاني لعلاج جلطات الشريان التاجي الحادة ومقارنتها بالدعامات العادية والتي أجريت في12 مركزا في اسبانيا وايطاليا وهولندا, ثبت إمكانية استخدام القسطرة الشافطة للجلطة في60% من المرضي قبل تثبيت الدعامة داخل الشريان التاجي, وبمتابعتهم لمدة عام تبين أنه لايوجد فرق بين الدعامات الدوائية والعادية في هؤلاء المرضي, مايعني إمكانية استخدامها لمرضي جلطة الشريان التاجي الحاد بدون حدوث تجلط داخل الدعامة كما كان يخشي من قبل.
ووفقا للدكتور عادل الإتربي أستاذ ورئيس قسم القلب بطب عين شمس فإن من توصيات المؤتمر أهمية تعديل طرق التشخيص وضم الأشعة المقطعية للشرايين كأحد أركان التشخيص المبكر, ووضع قواعد جديدة لاستخدام مثبطات الصفائح الدموية من حيث الجرعة ومدة الاستخدام بحيث لاتقل عن عام, واستخدام الأدوية الحديثة للسيولة كمركبات تيكاجرولور وبراسوجرل لتميزهما بالإقلال من حدوث الجلطات خاصة داخل الدعامات, واستخدام نوعية جديدة من أدوية السيولة عن طريق الجلد كبديل فعال وقوي للهيبارين المستخدم حاليا سواء عن طريق الجلد أو الوريد, حيث لوحظ تميز هذه العقاقير في خفض نسب حدوث النزيف مع فاعلية أعلي من الهيبارين التقليدي, وأن توقيت إجراء القسطرة بدءا من ساعتين الي48 ساعة من حدوث الأزمة, وكلما أجريت القسطرة في وقت مبكر, كان ذلك أفضل للمريض لحماية القلب والاقلال من المضاعفات والوفيات.
كما تناولت المناقشات إعلان نتائج أحدث دراسة وتسميfaAristotle والتي أجريت في39 دولة علي18 ألف مريض ومتابعتهم لمدة عامين, وهي مقارنه بين عقار سيولة الدم التقليدي وارفارين والعقار الجديد ابيكسابان لخفض نسبة الإصابة بجلطة المخ أو الجلطات بالشرايين الطرفية لدي من يعانون من ذبذبة اذينية مزمنة, حيث تشير الإحصائيات إلي أن4% من سن60 سنة معرضين لذبذبة أذينية, ترتفع إلي8% فوق80 سنة, ونسبة حدوث الجلطات في هؤلاء المرضي تبلغ4% سنويا, تقفز إلي12% في حالة وجود جلطات سابقة في المخ, مع التوصية بضرورة تعاطي أدوية السيولة للوقاية من هذه الجلطات مدي الحياة فور الإصابة بالذبذبة.
وثبت أن العقار الجديد, وفق رأي الدكتور إيهاب عطية أستاذ القلب بطب عين شمس, يوفر الوقاية من جلطات المخ بنسبة قدرها21%, إلي جانب خفض نسبة النزيف بالمخ بزيادة31% اكثر من النسبة التي يوفرها وارفارين, وكذلك خفض نسبة الوفيات11%, وذلك بنسب تفوق العقار التقليدي, وهذا يعد إنجازا مهما لمرضي الذبذبة الأذينية منذ اكتشاف عقار وارفارين منذ1950, ودراسة أخري شبيهة بالدراسة السابقة تسميrocket أجريت في45 دولة علي14 ألف مريض, لمقارنة عقار سيولة الدم التقليدي وارفارين بالعقار الجديد ريفاروكسيبان لخفض نسبة الاصابة بجلطة المخ وجلطات الشرايين الطرفية لدي المرضي الذين يعانون من ذبذبة أذينية بدون أعراض بصمامات القلب, والذين يعانون من فشل متوسط بوظائف الكلي, وثبت انه لاتوجد فروق بين العقارين, ولكن كانت نسبة النزيف القاتل أقل في المجموعة التي تناولت العقار الجديد, مايعني وجود بدائل لعقار الوارفارين التقليدي لمرضي الذبذبة الاذينية بنسبة أمان أعلي. واستعرض المؤتمر دراسة أظهرت إمكانية خفض ضربات القلب لأقل من70 ضربة في الدقيقة, وخاصة لمرضي قصور الشرايين التاجية أو مابعد الإصابات بجلطة الشريان التاجي, بتناول عقار حديث يتحكم في معدل الضربات من العقدة الأذينية, علي عكس جميع الأدوية الحالية, وكما يوضح الدكتور عز الدين الصاوي أستاذ القلب بطب الأزهر, فإن الأدوية التي تقلل ضربات القلب مثل مثبطات بيتا ومغلقات قنوات الكالسيوم, وأن هذا العقار يحسن وظائف عضلة القلب, وبمتابعة المرضي لمدة عامين, لوحظ تحسنا واضحا في تضخم حجم القلب مع تحسن الوظائف الانقباضية لدي من تناولوا العقار الجديد, مع تعرضهم لنوبات قلبية أقل.
وحول مدي فعالية تنظيم الغذاء واتباع كل القواعد والإرشادات الغذائية السليمة من تقليل الملح وبعض المأكولات المشبعة بالدهنيات والزيوت وممارسة الرياضة, في تخفيض وتقليل نسبة الإصابة بالأزمات القلبية..طرحت وجهتي نظر في المؤتمر, الأولي تري أن هذه العوامل تحمي من الإصابة من الأزمات القلبية, لكن لايحدث لهم انخفاض ملحوظ, والثانية تؤكد ضرورة استخدام العقاقير التي تحمي القلب مثل الأسبرين والاستاتين مع اتباع القواعد الغذائية السليمة, خصوصا في المرضي التي لديهم استعداد وراثي للإصابة بالأزمات القلبية.
أما عن المرضي الذين يعانون من الإصابة بثلاثة شرايين في القلب, هناك اجماع طبي علي أن مرضي الذبحة الصدرية المستقرة يستفيدون من العلاج الدوائي أكثر من استخدام العلاج عن طريق توسيع الشرايين وتركيب الدعامات باستثناء حالات مابعد الإصابة بذبحة صدرية غير مستقرة أو الذين يعانون من جلطة حادة بالشريان التاجي, فإن التدخل بالقسطرة وتركيب الدعامة الدوائية هو العلاج الأمثل لهذه الحالات, وهناك وجهة نظر تري أن العلاج الجراحي هو الأمثل لهم, وفق القواعد الإرشادية للجمعية الأمريكية والأوربية معا.
ساحة النقاش