مدخل تعريفي

مشروع(الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية)هو منظومة اختبارية متكاملة، تقيس كفاءة أبناء العربية في التواصل باللغة الفصيحة، ويوفر المشروع مادة علمية ثرية متنوعة تتيح للمُقبلين على الاختبار فرصة تعزيز المهارات اللغوية التطبيقية، واختبارات تجريبية تهيئهم للتعامل مع الاختبار، كما  يمكنه أن  يوفر دورات لغوية مكثفة تهدف إلى الارتقاء بالمهارات اللغوية ومعالجة مظاهر الضعف اللغوي. ويقدم المشروع لكل مختبر شهادة موثقة؛ تحتوي على توصيف علمي مفصل لمهاراته وقدراته اللغوية في الاستماع والقراءة والكتابة والإصدار الشفوي.

    والمشروع خاص بالناطقين بالعربية المحتاجين إلى الدراسة، أو المتقدّمين إلى العمل، في بيئات تكون العربية لغة  التواصل  فيها. وتقوم بإعداد المشروع وتنفيذه (لجنة الكفاءة اللغوية) في وحدة المتطلبات الجامعية العامة بجامعة الإمارات العربية المتحدة.


  • أهمية اختبار الكفاءة

لعربية من أقدم اللغات الحية؛ إذ يتجاوز عمرها سبعة عشر قرنًا من الزمان، وهي لغة التواصل بين ملايين العرب، ولغة الشعائر الدينية لمئات الملايين من المسلمين، وقد ظلّت العربية لغة للعلم والحضارة فترات طويلة من تاريخ العالم، وبذل أجدادنا جهودًا كبيرة في خدمتها وخدمة علومها المتعددة، وعلى الرغم من هذا الماضي العريق للعربية وعلومها فإنها ـ وفق علمنا ـ ما زالت تفتقد وجود معيار علمي دقيق يقيس كفاءة المتواصلين بها؛ إذ جرت العادة على استخدام عبارات تقييمية فضفاضـة نحو: فلان متميّز في اللغة العربية، وفلانة جيّدة، وفلان ضعيف، دونما تحديد لمعاني التميّز والجودة والضعف، ودونما تحديد لمجالات التقييم: أهي المعارف اللغوية، أم المهارات التواصلية، ودونما تحديد للمستوى اللغوي المقيس: أهو فصحى التراث أم فصحى العصر أم مزيج منهما؟

    ولم يعد هذا الوضع مقبولاً في هذا العصر العلمي الرقمي الذي وضعت فيه المعايير العلمية والمقاييس الدقيقة لمعظم المناشط البشرية.

     ومن هنا تبدو أهمية تصميم أداة قياس معيارية موحّدة قادرة على قياس الكفاءة التواصلية بالعربية الفصيحة، ومن هنا أيضًا تظهر أهمية هذا المشروع الذي يأتي ليسد ثغرة كبيرة في مجال التواصل اللغوي بالعربية، ولينتقل بالعربية من مرحلة تعتمد على الذاتية في التقييم إلى مرحلة أخرى مؤسسة على معايير موضوعية علمية دقيقة.


  • منطلقات مشروع الكفاءة

يصدر مشروع قياس الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية  عن رؤية مؤسَّسة على المنطلقات الآتية:

•      الوظيفة الأساسية للغة هي التواصل.

•      الكفاءة في اللغة العربية مطلب دينيّ وقومي واجتماعي ومعرفي وتربوي.

•   كفاءة لغوية أفضل تعني تحقيق تواصل أفضل وظيفيًا وإبداعيًا.

•   أنسب طريقة لاكتساب الكفاءة اللغوية هي تعلّم اللغة باللغة.


  • المفـاهيم والمصطلحات المنظّـمة للمشـروع

الناطقون بالعربية: هم المتعلِّمون (العرب وغير العرب) الذين اجتازوا التعليم العام بمراحله الثلاث (الابتدائية، والإعدادية، والثانوية)، أو ما يعادل هذه المراحل على الصعيد العلمي، وتخرّجوا في مدارس أو في معاهد كانت العربية لغة تدريس معظم موادّها المقرّرة.

 المهارة اللغوية: هي أداء لغوي يتميّز بالدقة والوضوح والسرعة، ويتطلّب السلامة اللغوية نحوًا وصرفًا وإملاءً، ويحقق مطابقة الكلام لمقتضى الحال.

الكفاءة اللغوية: هي قدرة المتعلِّم على التواصُل اللغوي وظيفيًّا وإبداعيًّا، بوضوح ودقّة، وبطلاقة وفاعلية، استقبالاً وإرسالاً، (استماعاً، وقراءة، وكتابة، وتحدّثًا)، وتحقيق التأثيرات المطلوبة كل مرة، بأقلّ جهد ممكن، وفي زمن قياسي.

    والكفاءة اللغوية في العربية ليست متطلّبًا تربويًّا ولغويًّا فقط، وإنّما هي متطلَّب ديني وقومي وثقافي أيضًا؛ فتحقُّق الكفاءة اللغوية لدى فرد من الأفراد يعني قدرته على:

-                  التواصل مع النصوص المسموعة والمقروءة على اختلاف أنماطها.

-                  إيصال رسالة هادفة سليمة واضحة عن طريق التحدّث.

-                  التواصل مع تراث أمّته وثقافتها.

-                  تتويج ذلك كله بتمكُّنه من ترجمة حاجاته وأفكاره ومشاعره إلى كلمات مكتوبة في شتى أنماط الكتابة العربية ولاسيما الوظيفي منها.

ولا شك أن ذلك كله يتعدّى المفهوم اللغوي بمعناه الضيق، ليصل إلى آفاق بعيدة من التواصل والتحليل وتحصيل المعلومات وامتلاك مهارات عليا من التفكير الناقد، وبعبارة أخرى: إن امتلاك الكفاءة اللغوية يُسهم في تخريج أفراد متميّزين على مستوى الأداء اللغوي والفكري والتواصلي، واثقين بتراث أمّتهم، فخورين بمنجزاتها الحضارية، قادرين على الإضافة والتفاعل مع الآخر بثقة.

الكفايات اللغوية: هي مجموعة مهارات لغوية، تنتمي إلى محور لغوي تواصلي محدّد (استماع، قراءة، تحدّث، كتابة)، بامتلاكها يكون المتعلم قد حقق القدر المطلوب من الكفاءة في ذلك المحور اللغوي التواصلي. 

اللغة الوظيفية: يراد بها المهارات اللغوية التي يحتاجها المتعلم في التواصل على الصعيد الوظيفي العملي (الرسمي)، بغرض تحقيق خدمة معيّنة لفرد، أو لمؤسسة، أو لمجتمع (تقرير، رسالة رسمية، برقية، نشرة أخبار...).

  القراءة: هي فهم نص مكتوب، سواء أكان وظيفيًا أم إبداعيًا، واستيعابه، وتحليله، ونقده، وتقييمه، وتقويمه.

  الكتابة: هي إصدار كتابي وظيفي أو إبداعي، وفق قواعد الصحة اللغوية والكتابية، وبما يحقّق الهدف الذي أُصدر من أجله.

  الاستماع: هو سماع نص ما، سواء أكان وظيفيًا أم إبداعيًا، والتعامل معه بكفاءة، فهمًا، واستيعابًا، وتحليلاً، ونقدًا، وتقييمًا، وتقويمًا.

  المشاهدة: هي رؤية مشهد ما من مشاهد الحياة العملية والاجتماعية والذاتية، وُظّفت فيه مهارات لغوية معيّنة؛ تتناسب وطبيعة ذلك المشهد.

  الأداء الشفوي: القسم الرابع من أقسام الاختبار، ويتكون من القراءة الجهرية والارتجال.

القراءة الجهرية: قراءة نص محدد (نثري/ شعري...) وفق قواعد القراءة الجهرية السليمة.

الارتجال: إنتاج نص شفهي، في مجال وظيفي أو في مجال إبداعي، على أن تتوافر في النص المنتَج السلامة اللغوية، والطلاقة، والوضوح، وجودة الأداء، وتحقيق الغرض بأقل جهد ممكن.

الطلاقة: تعني القدرة على توليد عدد كبير من البدائل والمفردات أو الأفكار أو المشكلات أو الاستعمالات عند الاستجابة لمثير معين، والسرعة والسهولة في توليدها، والطلاقة من ممارسات التفكير الإبداعي.

التذوق اللغوي: هو الانتقال من فهم معنى الكلمة أو  الجملة، في نص معيّن، إلى استيعاب دلالاتها، واستبطان إيحاءاتها، بما يتوافق والسياق الذي وردت فيه الكلمة/الجملة، وبما يجعل المتعلم أقدر على فهم النص.

التذوق الأدبي: هو القدرة على التفاعل، عبر اللغة، قيميًّا وجماليًّا مع نص أدبي (شعر، قصة قصيرة، قصة، رواية، مسرحية، خاطرة)، والتعبير عن ذلك التفاعل بعمق ووضوح وطلاقة.

لغة المقروء: يراد بها البُعد الدلالي والفكري للظاهرة النحوية والبلاغية في نصوص القراءة.

لغة المسموع: يراد بها البعد الدلالي والفكري للظاهرة النحوية والبلاغية في نصوص الاستماع.

لغة المكتوب: يراد بها التجلي الكتابي للقواعد النحوية.

لغة الأداء الشفوي: يراد بها التجلي الصوتي للظاهرة النحوية، من حيث صحة الضبط البنيوي والإعرابي، وحسن التناسب بين الأداء الصوتي من جانب، والمحتوى الفكري والشعوري من جانب آخر.


  • نقاط مضيئة

  • كان د.عبد الله الخنبشي (مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة) أول من نبه إلى أهمية تبني مشروع الكفاءة اللغوية في العربية، وكان ذلك عام 2003م، عندما كان مديرًا لوحدة المتطلبات الجامعية العامة، وعندها بدأت مرحلة التنظير والدراسات والعصف الذهني.

  • وفي عام 2006م قام د.محمد أحمد الزرعوني (عميد وحدة المتطلبات الجامعية) بتكليف مساق اللغة العربية بالبدء في تنفيذ المشروع، وظل يرعاه ويدعمه في كل مراحله.

  • بناء على ذلك انطلق فريق من محاضري قسم اللغة العربية في وحدة المتطلبات الجامعية في تحويل الدراسات النظرية إلى واقع ملموس، وذلك بمتابعة أ.رامي حمدان (مدير الخدمات الأكاديمية، ومدير المشاريع الخارجية بالوحدة).

  • تشكل فريق المشروع عند انطلاقه من كل من:

  • د.إبراهيم محمد علي (منسق مساق اللغة العربية والمشرف على المشروع)، والزملاء: د.أحمد محمود الخليل، ود.نورة علي خليل، ود.محمد عبد  الباقي أبو عيانة، ود.باسلة موسى جلو، و أ.بلال فتحي سليم، ود.يسري صبحي الصاوي.

  •  ثم تم رفد الفريق بمجموعة من الزملاء في قسم اللغة العربية لإتمام عمليات التقييم والتزويد، هم: د.عمرو مدكور، و أ.إسلام مصطفى، ثم الزملاء: د.محمد عديل عبد العزيز، ود.عبد الرحمن دركزللي، و أ.عبد الله محمد العبد. كما يشارك معظم محاضري القسم في عمليات المراقبة والتصحيح

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 200 مشاهدة
نشرت فى 2 أكتوبر 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,686,011