الفيمتوليزر لعلاج عيوب الإبصار دون جراحة
كتبت - هالة أبو زيد: 135
شهدت عمليات الليزك في السنوات الأخيرة تطورا هائلا في مجال جراحات العيون, حيث ظهر جيل جديد من الليزر هو الفيمتوثانية ليزر لتصحيح عيوب الإبصار بدقة متناهية وبدون مشرط جراحي <>
كما أكدت الأبحاث العلمية أنه حقق نتائج مشجعة في عمليات إزالة المياه البيضاء, وعلاج القرنية المخروطية وزرع القرنية, في إنجاز لم تحققه عميات الليزك من قبل.. هذه النتائج أعلنها مؤتمر الجمعية الأوروبية لجراحات المياه البيضاء وعيوب الإنكسار الأسبوع الماضي بفيينا.
وتعتمد تقنية الفيمتوليزك, كما يقول الدكتور أسامة الحوفي أستاذ طب وجراحة العيون بقصر العيني علي استخدام نوع جديد من الليزر يتم توليده اعتمادا علي نظرية العالم الكبير أحمد زويل, ويتميز بأنه أعلي درجات الليزر دقة وسرعة وطاقة, ويستطيع اختراق جميع طبقات القرنية دون استعمال أي مشارط جراحية أو لمس العين تماما, مما يحقق درجة أمان عالية ودقة متناهية تضمن عدم رجوع عيب الإبصار مرة أخري.
وأضاف الدكتور الحوفي أن خطوات تصحيح عيوب الإبصار تتلخص في استخدام تقنية الفيمتوليزك في تسليط أشعة الفيمتوثانية ليزر علي سمك معين من القرنية فتتكون فقاعات هوائية متصلة ببعضها تسهل فصل الطبقة السطحية من القرنية عن باقي الطبقات دون لمس القرنية وبدون استعمال المشرط الجراحي, ثم يستخدم جهاز الإكزيمر ليزر لتعديل تحدب القرنية, وهذا علي خلاف الليزك العادي الذي يتم من خلاله فصل الطبقة السطحية للقرنية باستخدام جهاز الميكروكيراتوم المثبت به مشرط جراحي صغير يدخل بين طبقات القرنية المحددة ويقوم بقطع دائري غير مكتمل بين الطبقة السطحية وباقي أجزاء القرنية, ويتم من خلال الفيمتوليزك تعريض العين لأشعة الليزر مدة تتراوح ما بين 10 إلي 30 ثانية حسب درجة قصر أو طول النظر وتصل نسبة نجاحها إلي 98%, ويعود المريض لممارسة حياته الطبيعية في اليوم التالي لإجراء العملية, إلا أنه يجب عدم الضغط علي العين مع إمكانية الإستحمام والوضوء وغسل الوجه, لكن دون وصول المياه داخل العين, وبعد العملية قد يشعر المريض بعتامة بسيطة تزول بعد ساعات قليلة, كما قد يحدث حرقان خفيف وإحساس بوجود رمل بالعين يزول في اليوم التالي للعملية, مع أهمية استعمال قطرات مرطبة للتغلب علي جفاف العين, وهي نفس أعراض الليزك العادي. وتجري عملية الفيمتوليزك بتخدير موضعي في صورة قطرة مخدرة للعين, ولا يمكن اجراؤها لمن هم أقل من18 سنة, إلا في حالة واحدة إذا كانت قوة الإبصار في أحد العينين سليمة والعين الأخري بها قصر أو طول نظر لأكثر من4 درجات, لأن النظر في هذه الحالة لا يستطيع المزج بين صورتين مختلفتين في الحجم (بين العين اليسري واليمني), وهناك حالات لا يصلح لها إجراء الليزك إذا كانت درجة قصر أو طول النظر كبيرة, أي أكثر من درجات أو+5 درجة ويمكن علاج هذه الحالات بزرع عدسات لينة داخل العين في الخزانة الأمامية أو الخلفية وهي عملية آمنة تصل نسبة نجاحها إلي 96%.
كما حققت الفيمتوليزك نتائج مشجعة في عمليات القرنية المخروطية هو مرض يزداد فيه درجة تحدب القرنية مع نقص في سمكها, وقد تمكن شعاع الفيمتوليزر, من خلال عمل مسار داخل القرنية وزرع حلقات داخله للمساعدة علي ثبات حالة القرنية, مما يؤدي إلي تحسن قوة الإبصار. كما نجح الفيمتوليزر في زرع القرنية مع الاحتفاظ بجزء رقيق أسفلها لتثبيت القرنية المزروعة وجعل نسبة الرفض ضئيلة جدا, علما بأننا حتي الآن نقوم بزرع القرنية يدويا بالخياطة وهذا يزيد نسبة الاستجماتيزم.
وعلي مستوي العالم, تجري حاليا بنجاح كبير عمليات إزالة المياه البيضاء وترقيع القرنية بالفيمتوليزك, وهو ما يؤكده الدكتور أحمد مصطفي أستاذ العيون بطب قصر العيني, وحسب النتائج التي أعلنها مؤخرا مؤتمر الجمعية الأوروبية بفيينا لجراحات المياه البيضاء وعيوب الإنكسار, مشيرا إلي أنه باستخدام شعاع الفيتموليزر يمكن الوصول إلي عدسة العين الداخلية والمساعدة في فتح المحفظة الأمامية للعدسة بشكل دقيق, وكذلك القيام بتفتيت طبقة المياه البيضاء الموجودة علي العدسة إلي قطع صغيرة بشكل آمن جدا, أما عن عمليات ترقيع القرنية بالفيمتوليزك فتجري لمن يعانون من سحابات بالقرنية أو قرنية مخروطية, ويتم من خلالها التحكم في درجة وشكل القطع في طبقات القرنية مما يعطي درجة عالية من الدقة وسرعة التئام الجرح.
وحذر الدكتور أحمد مصطفي من إجراء الليزك للحالات التي تعاني من ضعف القرنية أو من يقل سمك قرنيتهم عن خمسمائة ميكرون, أي حوالي نصف مللي لأنهم أكثر عرضة لمضاعفات عديدة منها بروز القرنية.
ساحة النقاش