خبراء الكبد : 9,2 مليون إصابة بفيروس "C" فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أعلن عدد من كبار خبراء الكبد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بيان مشترك لهم عن أهم التحديات المرتبطة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن C بالمنطقة، داعين السلطات المعنية
ومقدمي الخدمات الصحية على كافة المستويات بدول المنطقة للتعاون المتواصل لمواجهة تلك المشكلة الصحية والاجتماعية الخطيرة. ويعد الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن C من أكثر الأمراض الوبائية انتشارا بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يبلغ عدد الحالات المصابة بالمرض في دول المنطقة حوالي 9.2 مليون حالة.
يأتي البيان سالف الذكر في أعقاب الدراسة العلمية التي أجرتها الوكالة العلمية الدولية PharmARC عام 2010 في عدد من دول المنطقة.
تضمنت الدراسة عددا من المقالات العلمية التي كان الغرض منها قياس آراء مجموعة مختارة من كبار خبراء الالتهاب الكبدي الفيروسي “سي” من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما فيها مصر. ويتلخص الهدف الرئيسي للدراسة في التعرف على أهم التحديات التي يفرضها المرض على تلك الدول. وفي ضوء النتائج التي خرج بها هذا البحث، التقى خبراء الكبد في المنطقة وقاموا بتكوين شبكة موسعة للرعاية الإكلينيكية لمرضى فيروس C المزمن والخروج بعدد من التوصيات المرتبطة بإدارة الحالات إكلينيكيا على المستوى الإقليمي، بالإضافة لوضع عدد من التوصيات لمنع الإصابة بالفيروس.
في نفس الوقت، قامت شبكة الأطباء باقتراح مجموعة من الأبحاث المصممة خصيصا لكل دولة، مع التوصية بوضع مبادرات علمية لحشد جهود مواجهة الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن C .
وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة حول المرض في مصر:
- قدّر خبرء الكبد أن 75% من المرضى ينتمون للفئة العمرية من 15 إلى 50 عاما، وقد كانت أغلب الإصابات من الذكور.
- يوجد حوالي 10% من المرضى مصابون بفيروسي الإلتهاب الكبدي الفيروسي C وB وفيروس مرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز) معاً. ومع ذلك تعد الإصابات المتعددة بتلك الفيروسات من الأمور نادرة الحدوث.
- لا يعد تناول المشروبات الكحولية من المشكلات ذات الاعتبار في مصر
- أكثر من 90% من حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي C تنتمي للطراز الجيني الرابع ، بينما يأتي الطراز الجيني الأول في المركز الثاني من حيث معدلات الانتشار
- قدّر خبراء الكبد أن حوالي 65% من المرضى ينتمون لطبقات اجتماعية- اقتصادية منخفضة، بينما تبلغ نسبة المرضى المنتمين للطبقة المتوسطة حوالي 30%
وفيما يتعلق بطرق انتقال العدوى، أشارت الدراسة أن 75% من إجمالي الحالات أصيبت بالمرض نتيجة استخدام أدوات ومعدات طبية ملوثة بالفيروس أو نتيجة نقص عمليات التعقيم. كما حددت الدراسة أن خُمس حالات الإصابة تمت نتيجة بعض الممارسات الاجتماعية غير السليمة، طبقا لموروثات أو عادات شائعة، بينما يعد تعاطي المخدرات عن طريق الحقن من بين طرق الانتقال نادرة الحدوث
وتعليقا على تلك الدراسة الهامة، صرح البروفيسور ديفيد جولدبيرج استشاري الصحة العامة والأمراض الوبائية بمؤسسة حماية الصحة في اسكتلندا، والأستاذ الفخري في الصحة العامة بجامعة غلاسكو قائلاً: " إن النتائج التي توصلنا إليها قامت بتسليط المزيد من الضوء على خطورة الالتهاب الكبدي الفيروسي C في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أوضحت الاهتمام غير الكافي بمعالجة تلك المشكلة الصحية المزمنة في أكثر مناطق العالم إصابة بهذا الفيروس في العالم. لذلك فإن هناك حالة من الاتفاق على النتائج والتوصيات التي توصلنا إليها، بما يدعم البيان المشترك لمجموعة من كبار خبراء الكبد حول الالتهاب الكبدي الفيروسي “سي” في المنطقة. في نفس الوقت، نعتقد بأن هذا البيان سيعمل على رفع الوعي بمدى تفاقم المشكلة بين المواطنين من ناحية، والترويج لها بين الجهات الصحية المسئولة عن تقديم خدماتها للمرضى من ناحية أخرى، بهدف وقاية الأشخاص الأصحاء من الإصابة بالفيروس، ووقاية الأفراد المصابين بالعدوى من مضاعفات الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" والأمراض المصاحبة له".
ووفقاً للتقرير الذي أعدته الدراسة حول الأعباء الاجتماعية والاقتصادية للالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن C، فإن السبب الرئيسي للإصابة بالفيروس في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ذات الناتج المحلي المنخفض يتمثل في استخدام المعدات غير المعقمة في أماكن الرعاية الصحية، وقد حث خبراء الكبد على ضرورة اتخاذ تدابير صحية صارمة للتحكم في العدوى وفقاً لأفضل الممارسات الطبية المتعارف عليها. في نفس الوقت، يزداد عدد الأشخاص الذين يصابون بفيروس C عن طريق تعاطي المخدرات بالحقن ودق الوشم في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولهذا السبب، يجب أن تدرك دول المنطقة كل التهديدات الناشئة عن ممارسة تلك السلوكيات التي تتسبب في نقل فيروس الالتهاب الكبدي C والتعامل معها بحزم.
هذا وقد دعا خبراء الكبد إلى وضع منهج علمي منظم لجمع كافة المعلومات ذات الصلة بالالتهاب الكبدي الفيروسي C، وذلك للتعرف على فئات المجتمع الأكثر تعرضا لخطر الإصابة، وكذلك عدد الحالات المصابة فعليا، وعدد الحالات التي تم تشخيصها وتلك التي تم علاجها، مع معرفة نسبة الأفراد المصابين بأمراض متقدمة في الكبد. بالإضافة لذلك، يجب رفع الوعي لدى المرضى بحجم المخاطر التي يتضمنها الالتهاب الكبدي الفيروسي C وكذا بدائل العلاج المتاحة أمامهم.
يضيف الدكتور/ إبراهيم مصطفى- أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة القاهرة "يجب أن تقوم الجهات المعنية في مصر بوضع وتنفيذ مبادرات توعية متكاملة عن فيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي C، بحيث تستهدف المواطنين عامة، أطفال المدارس، والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. في نفس الوقت، يجب مراجعة معايير التحكم في انتشار المرض وتطويرها باستمرار، لضمان عدم تعرض المواطنين لخطر الإصابة بالفيروس، خاصة في مؤسسات الرعاية الصحية المتنوعة. من المهم أيضا أن نضمن قيام المواطنين بعمل التحاليل والاختبارات التي تكشف عن المرض، بما يساعد في الكشف المبكر عن الفيروس بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة به"
ولأن الكثير من الموضوعات المتعلقة بالالتهاب الكبدي الفيروسي Cشائعة في جميع دول المنطقة، لذا يجب أن تقوم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدعم بعضها البعض، عن طريق تبادل أفضل الممارسات والنصائح الفنية والترويج لها، مع وضع مجموعة من المبادئ الاسترشادية واستخدامها على المستوى الإقليمي. وبشكل أوسع، يجب على حكومات دول المنطقة وضع خطة عمل متكاملة لتنفيذ توصيات البيان، بحيث تسير جنباً إلى جنب مع إنشاء شبكات قومية ومحلية تضم تخصصات متنوعة للوقاية والرعاية والعلاج، بما يؤدي لوضع منهج علمي فعال لإدارة الالتهاب الكبدي الفيروسي C.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - خبراء الكبد : 9,2 مليون إصابة بفيروس "C" فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
ساحة النقاش