119
قام فريق من الباحثين بمعهد تيودور بلهارس بإنشاء قاعدة بيانات لأنواع الطفرات الجينية الموجودة عند المرضي المصريين لدراسة علاقة هذه الطفرات بمدي استجابتهم للعلاج المطور للفيروس بالانترفيرون طويل المفعول والريبافيرين
وذلك بهدف عمل توقع مسبق لمدي استجابة كل مريض علي حدة للعلاج بالانترفيرون طويل المفعول والريبافيرين استنادا إلي هذه القاعدة من البيانات, فيما يعد بمثابة علاج تفصيلي لكل مريض.
ويتم الكشف عن هذه الطفرات ـ كما يقول الباحث الرئيسي لهذا المشروع البحثي الدكتور محمد علي صابر أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية بالمعهدـ بإجراء تحليل لعينة من دم كل مريض بالتفاعل الانزيمي المتسلسل (بي سي آر) باستخدام بادآت خاصة بكل طفرة. إذ من المعروف ـ كما يقول الدكتور صابر ـ أن مثل هذه الطفرات تمثل تحورا في أحد القواعد النيوكليوتيدية بأحد الجينات المسئولة عن انتاج أحد البروتينات التي تلعب دورا مهما في مقاومة الفيروس, في حين يعمل وجود مثل هذه الطفرات علي منع انتاج هذا البروتين, ويحول وجود هذه الطفرة دون انتاج هذا البروتين, لذلك تتولد لدي الفيروس قدرة علي النمو والتكاثر داخل الجسم, مع القدرة علي العدوي. وفي دراسة أولية علي عدد محدود من المرضي المصريين المصابين بالنوع الرابع من الفيروس الكبدي سي, ممن يعالجون بالعلاج المعتاد بالإنترفيرون والريبافارين, وجد أن هناك علاقة واضحة بين أحد هذه التحورات الجينية الموجودة عند المريض ومدي الاستجابة للعلاج, وكانت العلاقة بين وجود هذه الطفرات والاستجابة للعلاج واضحة عند 70% من عينة البحث, وبناء علي هذه النتائج الأولية, تم الاتفاق علي تنفيذ مشروع بحثي علي عينة كبيرة من المرضي بالتعاون مع كل من المعهد القومي للكبد ومعهد طب المناطق الحارة وبعض الجهات الأخري المعنية بالفضية لتمويل مثل هذه الأبحاث مثل صندوق تنمية وتطوير العلوم والتكنولوجيا التابع لوزارة البحث العلمي. ومن المنتظر أن تكون لنتائج هذا البحث دور مهم في ترشيد نفقات العلاج الباهظة لفيروس سي, حيث يقتصر العلاج علي من يبدون استعدادا طبيعيا للإستفادة به دون سواهم.
ساحة النقاش