الخناقات‏..‏ توابل الزواج السعيد
نورا عبد الحليم 147 

شيء طبيعي أن يختلف الزوجان‏-‏ خاصة في البداية‏-‏ مهما كان التآلف بين شخصين يعيشان في نفس المكان يقضيان وقتا طويلا معا‏.‏ فلا بد أن يثور بينهما الخلاف‏,‏

 

ويقع الشجار بين حين وآخر, والخلاف قد يكون عميقا بعيد الجذور, وقد يكون بسيطا لا عمق له, ومع ذلك فإن كل خلاف مهما كان حجمه صغيرا أو كبيرا, اساسيا أو عارضا ينطوي علي لون من ألوان الانفصال العاطفي بين الزوج والزوجة, ولذلك فإن الاسلوب الذي يعالجان به الخلاف هو شيء بالغ الاهمية, لأنه أما أن يساعدهما علي التقارب والوئام أو يدفع بهما إلي مزيد من التباعد والخصام. والمهم هو كيفية إدارة الخلاف ليأتي بعده الصلح.
وبعض الأزواج يخطيء النظر في تسوية الخلافات وهذا ما يؤكده الدكتور عادل المدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر واستشاري العلاقات الزوجية لأنه ينظر إلي كل تسوية من ناحية النصر أو الهزيمة.. ما يهمه هو هزيمة الطرف الآخر وهو لا يدرك أن هذا الاسلوب هو أسوأ الطرق التي يمكن أن يلجأ إليها لتسوية أي خلاف بينه وبين زوجته.. ففكرة الانتصار في الخلافات الزوجية ليست في الواقع إلا وهما كبيرا.. وكل نصر يحرزه أحد الزوجين هو في نهاية الأمر هزيمة لكل منهما.
ويحذر أستاذ الطب النفسي أحد الطرفين من للإساءات العاطفية القديمة وتغذيتها بعناية ثم دفعها إلي الظهور في اللحظة المناسبة, وفي معظم الأحيان لا يكون مثل هذا الموقف عملا إراديا بقدر ما هو عادة لا شعورية..
ولكي نتوقف عن ذلك لا بد أن نخرج تلك العادة من مستوي اللاشعور إلي مستوي الشعور, أو بمعني آخر أن تكون علي وعي بما يمكنك عندئذ من اتخاذ القرارات وتنفيذها.
ولا يتورع بعض الأزواج والزوجات في النيل من ثقة شريك حياته بنفسه أو اعتزازه بكرامته.. وهو في الحقيقة لا يكسب بذلك معركة, لأن المعركة تكون قد انتهت.. ولكي يحتفظ لنفسه بمكانته يحرص علي أن تكون الكلمة الأخيرة له, وذلك في محاولة للنيل من شريك حياته غير مبال يما يصيبه من جراح وما يحدث... وكل ذلك من أجل الانتصار عليه فقط.
وقد يحاول أحد الزوجين متعمدا أو غير متعمدا أن يحول الحل الوسط إلي مناورة يتجنب بها خسارة معركته أو يحتفظ ببعض النقاط لحساب خلافاته المستقبلية. فهو يري في أي تسوية أو حل وسط نوعا من الخسارة ونتيجة لذلك يطالب هذا الطرف متعمدا بما هو أبعد كثيرا مما يريد في الحقيقة.
والواقع أن مثل هذه المساومات تصلح في عقود العمل أو المفاوضات السياسية وليس في الخلافات الزوجية, وبين طرفين يعيشان تحت سقف واحد.
وإذا كان بعض الخلافات ضرورية في كل زواج.. فكيف يستطيع الأزواج والزوجات إذن مواجهة خلافاتهم بطريقة بناءة.. باحثين عن الحل وليس عن الانتصار أو الفوز ويقدم أستاذ الطب النفسي النصائح التالية لكل زوج وزوجة:
اعرف الأسباب التي تختفي وراء أكثر خلافاتك وأشدها عنفا وحاول أن تعالجها.
لا تنظر إلي خسارتك في خلاف مع شريكك علي أنها تعني فقدان احترامك لنفسك, فصفاتك الحميدة وشخصيتك المحترمة لا يمكن أن تذهب بها خسارتك لمعركة بينك وبين شريك حياتك.
تعلم فن المصالحة الفعالة... والمصالحة تكون من هذا النوع الذي يوافق عليها الطرفان... وليس من الضروري أن يكون الوفاق كاملا تماما..
وأخيرا... لا تنس أن الزواج مشروع تعاوني وليس مشروعا تنافسيا.. والهدف لا يكمن في معرفة من الذي علي صواب أو علي خطأ منكما... إنما الهدف هو الوصول إلي حل تستطيعان أن تعيشا في ظله سعداء لآخر العمر

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 19 أغسطس 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,686,401