كتبت:سحر الأبيض 142
أطفال الشوارع قنبلة موقوتة تهدد كيان أي مجتمع, والسنوات الأخيرة شهدت نموا مطردا في أعداد هؤلاء الأطفال بمصر, وأصبحت مشكلة تحتاج إلي حل سريع وحاسم ولا تحتمل الانتظار, كما تري د.مها الكردي أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.
التي توضح أن الدراسات تؤكد أن ظاهرة أطفال الشوارع ترتبط بصورة مباشرة مع نمو وانتشار المناطق العشوائية, حيث تعد أكثر المناطق جذبا للأسر الفقيرة ذات الكثافة العددية, وبالتالي يعيش الأطفال في الشارع هربا من السكن غير الملائم ويعملون به طوال اليوم وذلك لعجز أسرهم عن إعالتهم, مما يعرض الأطفال إلي مشاكل عديدة منها الاتجار بهم والاساءة الجسدية والنفسية والمعنوية, ويوضح تقرير منظمة الصحة العالمية عام 2007 أن مصر من أكثر الدول النامية المعرضة للاتجار في الأعضاء البشرية, وتؤكد د. مها أنه لا يمكن حل مشكلة أطفال الشوارع إلا بدعوة منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية وبناء استراتيجية علي أرض صلبة وقوية تعتمد علي تحسين المرافق الضرورية في المناطق الفقيرة والعشوائية مثل توفير المياه الصحية للشرب وتحسين مستوي الصرف الصحي وإدخال شبكة الكهرباء حتي تتحسن المستويات المعيشية في الأماكن الفقيرة. ووضع تشريعات خاصة لحماية الأطفال من جميع أشكال الإيذاء والاساءة التي يتعرضون لها, هذا بالاضافة الي تفعيل التشريعات الخاصة بإلزام الأسر بإدخال أطفالها في مراحل التعليم الاساسي, وتوقيع العقاب علي غير الملتزمين وبهذا يمكننا إعداد جيل متعلم. مع الأخذ في الاعتبار تحسين الخدمات التعليمية. ويمكن تخصيص جزء من مصروفات المدارس الخاصة لإنشاء مدارس حكومية في المناطق العشوائية تحت رعاية الحكومة. بالإضافة إلي تفعيل دور المدارس والمعاهد المهنية للاستفادة من القدرات والاستعدادات المهنية لمن ليس لديهم القدرة والاستعداد للتعليم العام, وتغيير النظرة الاجتماعية إلي هذا النوع من التعليم.
وأخيرا تقول د.مها يجب الملاحقة الامنية المستمرة للعصابات والجماعات المتخصصة في الاتجار في الأطفال علي المستوي المحلي وتشديد العقوبات في مثل هذه الجرائم التي تنتهك آدمية الأطفال, والتي تتعامل معهم باعتبارهم سلعة.
ساحة النقاش